الحركة الشعبية.. انتظار نتائج (الكيماوي)!!
{ أعلنت الحركة الشعبية – قطاع الشمال الوقف الفوري للتفاوض وكل أشكال الاتصال السياسي مع حكومة السودان، استناداً إلى مزاعم منظمة غير حكومية وليست تابعة للأمم المتحدة (أمنستي) باستخدام الجيش السوداني لأسلحة كيماوية في منطقة “جبل مرة” (أضافت الحركة الشعبية منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق من عندها للمناطق التي تأثرت باستخدام الكيماويات)!!
{ ولا شك أن تعليق التفاوض من طرف واحد هو قرار أخرق من قيادة يائسة تعلم أن كل الظروف السياسية الداخلية والدولية والإقليمية ليست في صالحها.
{ ورغم ذلك، فإنها تزيد السوء سوءاً بأيديها، عندما تأخذ باستشارات غبية من نشطاء منظمات أفلست وبارت بضاعتها خلال السنوات الأخيرة، مثل منظمة العفو الدولية.
{ ارتأت الحركة الشعبية فجأة، أو أشارت إليها (جيوب غربية) صغيرة بوقف التفاوض مع الحكومة مؤقتاً، لتسخين موضوع (السلاح الكيماوي) وتصعيد الحملة ضد “الخرطوم”، لضخ أموال جديدة في حسابات (أمنستي- العفو الدولية) تساعد في تضييق الحصار على حكومة السودان، وإرغامها على فتح الأبواب وكل المنافذ لدخول لجان مراقبة وتفتيش (جواسيس جدد) لمساعدة قوات التمرد (الجيش الشعبي) وتسهيل تحركاته لتنفيذ عمليات حربية جديدة.
{ ثم تعود الحركة بعد ذلك للتفاوض بوضع تفاوضي أفضل مما هي عليه الآن، فيما ترغم الحكومة على المزيد من التنازلات وهي تجرجر أذيال الإدانة باستخدام السلاح الكيماوي!!
{ لكن (الجيوب الدولية الصغيرة) التي نصحت “عرمان” بهذه الخطة (الجهنمية)، تنظر فقط إلى دائرة مصلحتها (المحدودة) في تسخين (ملف الكيماوي)، وهي تعلم أنه ملف خاوٍ، مصنوع.. وأسانيده ضعيفة، ولهذا فإنها تعوّل على عامل الزمن في كسب المزيد من (المال) باستجداء العطف الدولي لحماية المدنيين من أسلحة محظورة ومحرمة دولياً!!
{ إنها سيناريوهات بالية وقديمة وانتهت مدة صلاحيتها، فهذه (الجيوب الغربية) لا علم لها بالحوار الوطني ولا مآلاته ولا التغييرات السياسية الكبرى التي يمكن أن يحدثها على المستوى الداخلي، كما أنها لا تعير اهتماماً إلى عامل (الملل) الذي يمكن أن ينتاب القوى المشكلة لتحالف (نداء السودان) من طول انتظار لنتائج مفاوضات (مناطقية) مجهولة المواقيت، ثم معلقة أخيراً من طرف واحد، هو الحليف (الحركة الشعبية)!!
{ ولعل أولى ثمرات هذا التعليق الأخرق للتفاوض ما قرره زعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” بالعودة غير المشروطة للبلاد قبل نهاية العام الحالي، أي قبل تشكيل حكومة الحوار الوطني.
{ الحركة الشعبية- شمال تبدو هذه الأيام في أضعف حالاتها سياسياً.. إعلامياً وعسكرياً.