الديوان

"الأناطين" يستغلون جهل الإداريين ويتحكمون في مشاركة اللاعبين ويتقاضون الملايين فلماذا لا يحتكم أولئك للدين؟!

روايات عديدة تحكي عنهم
“حجاب” يتسبب في شطب لاعب و”أنطون” يختفي وسط الجماهير هرباً من “بطش” الإداريين و”رقم” يحمّل الإداري مسؤولية خسارة الملايين
الخرطوم ـ عبد الله أبو وائل
“الأنطون” ذلك الشخص الذي يوهم ضحاياه بقدرته في تحقيق ما يطلبون سواء برد  المسروق والمفقود أو إعادة المسافر إلى وطنه أو تحكمه في نتيجة مباراة من المباريات، وتجيء شهرته أكثر وسط الرياضيين لإيمانهم بقدرة “الأنطون” في تغيير النتائج للدرجة التي جعلت كثيراً من إداريي الأندية الرياضية “المشهورة”، يقطعون المسافات من أجل الوصول لأولئك “الأناطين” الذين يتقاضون ملايين الجنيهات نظير ما يقومون به من “عمل” بغض النظر عن النتائج، وهنالك عشرات الروايات التي تؤكد إيمان بعض الإداريين بأعمال “الأناطين” وعبر المساحة التالية نورد بعضها.
الأنطون “النيجيري”
قبل عشر سنوات من الآن  وقبيل عدة أيام من إقامة مباراة “مفصلية” بين فريقين “شهيرين” سمع أحد الإداريين بوجود “أنطون” نيجيري أتى من بلاده قبل عدة أشهر واشتهر بالتحكم في نتائج المباريات، فتحركت سيارة الإداري صوب مقر سكن “الأنطون” بأحد الأحياء الشعبية بأطراف العاصمة “الخرطوم” والتقى به وأخبره برغبته في انتصار فريقه على نده وسأله ما إذا كان إداريو الفريق الند قد ذهبوا إلى “أنطون” آخر ..جاء رد “الأنطون” النيجيري يحمل البشرى واعداً الإداري بفوز فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكنه اشترط عليه مشاركة لاعب بالرقم (31). وطلب “الأنطون” من الإداري تسليمه مبلغاً مالياً ضخماً كمقدم قبل المباراة والالتزام بتسليمه مقابلاً آخر بعد الانتصار ..جاء موعد المواجهة فاستقبلت شباك فريق الإداري هدفاً مبكراً فتعالت أصوات الإداريين احتجاجاً على الإداري باعتباره لم يذهب إلى “أنطون كارب”، لكنه ظل يطالبهم بالانتصار باعتبار أن المباراة ستنتهي بفوز فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدف، إلا أن الفريق الخصم ظل يسجل حتى انتهت المباراة بخسارة فريق الإداري بثلاثية نظيفة فلم يتمالك نفسه من الغضب، فاتجه صوب منزل “الأنطون” الذي ما أن وقف الإداري أمامه إلا وسأله عن النتيجة، وحينما أخبره بخسارة فريقه رد “الأنطون” متسائلاً:هل أشركتم نمرة (31) فأجاب الإداري بالنفي، مؤكداً مشاركة رقم (30) فقال الأنطون أنتم من هزمتم فريقكم لأنني اشترطت مشاركة رقم (31) فلم تلتزموا وعاد الإداري دون أن يستعيد الأموال التي دفعها للأنطون.
هندي بمدرجات الإستاد
من الروايات التي يحكيها البعض عن الإداريين اتفاق إداري مع “أنطون هندي” ليفوز فريقه في مباراة الديربي لكنه وخوفاً من هروب “الأنطون” حال خسر فريقه، اشترط عليه التواجد بمدرجات الملعب الذي يستضيف المواجهة بعد أن وعد الأنطون الإداري بانتصار عريض لفريقه على خصمه، لكن الفوز الذي حققه الخصم على فريق الإداري بأربعة أهداف قبل أن تكتمل المواجهة قاد “الأنطون الهندي” للهرب متخفياً وسط الجماهير الغفيرة خوفاً من بطش الإداري.
حجاب بشراب لاعب
أيضاً من الروايات التي تروي عن عالم الأناطين اشتراط أحد الأناطين وضع “حجاب” بشراب أحد لاعبي فريق الإداري وإصراره على عدم نزعه حتى تنتهي المباراة، لكن اللاعب الذي لم يكن مقتنعاً بذلك لم يستطع الصبر كثيراً فنزع “الحجاب” بعد وقت قصير من بداية المباراة ليخسر فريقه النتيجة، لكن الإداري لم يحمل الهزيمة للأنطون وإنما حملها للاعب الذي لم يلتزم بتعليمات “الأنطون” فكان جزاؤه الشطب من الكشوفات.
سماسرة وراء الأناطين
حكى لي أحد الإداريين قصة ذلك المشجع الذي أتاهم في دار النادي عارضاً عليهم تكليفه بالذهاب إلى أحد “الأناطين” بتلك المدينة المشهورة بتواجدهم، وقال إن ذلك المشجع ظل يقسم بالله أنه واثق من “شطارة” الأنطون” ومن ضمان فوز فريقه بنتيجة المباراة. وأبان الإداري أنه وفي ظل الإلحاح والإصرار من المشجع تم تسليمه مبلغاً معتبراً ليسلمه إلى الأنطون، لكنهم لم يرونه بعد ذلك بعد أن اختفى عن الأنظار تماماً ولم يعد يشاهد مباريات فريقه ليتأكدوا أنهم وقعوا ضحية “نصاب” لعب دور “السمسار”.
الصدفة تقود البعض للحصول على الملايين
خدمت الصدفة بعض الأناطين حينما انتهت بعض المباريات وفقاً لتوقعاتهم مما دفع الإداريين لتسليمهم أموالاً طائلة ليرفع ذلك من أسهم “الأناطين” الذين ذاعت شهرتهم وظلوا يستغلون ذلك في الترويج لأنفسهم نتيجة لجهل بعض الإداريين الذين لم يتوقفوا عند الحديث الذي رواه “عبد الله بن عباس” عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه (يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية