رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

معاش الناس!!
رقية أبو شوك
 
بدأت وزارات المالية بالمركز والولايات الإعداد لموازنات العام 2017م توطئة لإجازتها الإجازة النهاية من المجلس الوطني والمجالس التشريعية بالولايات قبيل دخول العام (2017م) .والتصريحات التي ترد من هنا وهنالك، أكدت أن جل الموازنات ستركز على معاش الناس وسيكون أولوية ضمن موازنة 2017م، كما أن وزارة المالية الاتحادية كانت قد أعلنت وأطلقت البشريات بأن الموازنة القادمة ستشهد زيادة الأجور وتوظيف الخريجين.. ولعمري إن هذين البندين يعدّان أهم البنود في الموازنة كما أشرنا في مساحة سابقة.
الآن بدأت وزارة المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم اجتماعات مكثفة، واجتماعات أخرى للجنة العليا لتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين بالولاية والاهتمام بمعاش الناس وتخفيف، فولاية الخرطوم من أكبر الولايات من ناحية الثقل السكاني، حيث تجاوز عدد سكانها في آخر إحصاء (8) ملايين نسمة.. وأحسب أنه الآن أكبر من هذا الرقم.. وبما أن الخرطوم تعدّ ذات كثافة سكانية عالية فإنها بحاجة إلى وضع تدابير لتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين بصفة عامة وليس للعاملين فقط حتى تكون هذه التدابير أنموذجاً لبقية الولايات الأخرى وتنفذها من أجل العاملين بها ومن أجل مواطنيها.
وعندما نتحدث عن معاش الناس، لابد أن تكون هنالك مساعٍ من الجهات العليا لخفض الأسعار التي باتت بلا رقيب وتزداد يوماً بعد الآخر.. فقد تصاب بالدهشة وأنت تشترى مثلاً كيلو الطماطم بـ(30) جنيهاً وعندما تأتي في الغد قد تجده بـ(40) جنيهاً مثلاً.. وحين تسأل لا تجد الرد المقنع، ولأنك مضطر تشتري مع تنهيدة كبيرة تخرج من الأعماق قد تدخلك الإنعاش. فالمواطنون أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من غرف الإنعاش والجنون وموت الفجأة جراء ما يدور بالأسواق من غلاء.
قبل أكثر من خمسة أعوام مثلاً كانت (المائة) جنيه أو أقل مبلغاً يستفاد منه، لأنك تستطيع عبره شراء كل الاحتياجات الأسرية الشهرية والراتب هو نفس الراتب.. الآن الراتب واقف في (محلو) والأسعار تجاوزته بخطوات سريعة جداً تصعب مجاراتها حتى وإن (جريت) بآخر سرعة عندك أو بنمرة (5) كما يقول سائقو المركبات.
فهل الجمعيات التعاونية التي تسعى الجهات المسؤولة لإنشائها ستؤدى إلى تخفيف الأعباء المعيشية؟ وعندما نتحدث عنها ربما يعاودنا الحنين إلى الجمعيات التعاونية في الماضي التي أنشئت في زمن آخر ومعيشة أخرى غير التي نعيشها الآن متناسين أن التركيبة الاستهلاكية قد تغيرت والأذواق هي الأخرى تغيرت، لذا فعندما نتحدث عنها نريد جمعيات تعاونية بأسعار أقل بكثير من أسعار السوق.. بمعنى عندما نقطع المسافات إليها نأتي بفائدة ونشجع الآخرين عليها، لكن أن يكون الانخفاض بنسبة ضئيلة فلا فائدة منها.
وحتى إن تم أنشاء مولات فإن أصحابها لا يبيعون بأسعار أقل من السوق بكثير، وربما يتعللون بالدولار أيضاً
هذه ليست إحباطات، لكنها دراسة واقعية لأننا عايشنا كل المعالجات التي كانت نسبة تخفيفها على المواطن لا ترى بالعين المجردة، فحتى وإن زيدت المرتبات وهذه ما نتمناه نتمنى بنفس المستوى أن تعالج مشكلة ارتفاع الأسعار رغم سياسة التحرير التي لا تعني الفوضى كما ذكرنا في أكثر من مساحة.
الموازنة القادمة نريدها موازنة المواطن الغلبان.. تخفف معيشته وتوظف أبناءه وتخفض الأسعار وتزيد إنتاجه وصادراته.. وحينها سيقول مرحباً بموازنتي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية