عز الكلام
نظارة السلطة!!
أم وضاح
كان سيكون لحديثه معنى وقيمة ووزن ودلالات لو أن الأستاذ “علي عثمان محمد طه” أو شيخ “علي” النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية قال ما قاله عن الفقر الذي يعانيه المواطن والمعاناة المترتبة على الشظف وعسر الحال، أو حديثه عن كيف أن الخرطوم مدينة تشوه وجهها النفايات، لو أنه قال هذا الحديث وهو في المنصب الرفيع مسؤولاً فاعلاً في يده قلم الأمر والنهي، لأن تفسير حديثه سيكون حينها بأنه نوع من الاعتراف بالإخفاق والفشل، ثم محاولة تداركه والعمل على إصلاحه. وكان سيعني أن المسؤول مهما كانت وظيفته رفيعة إلا أنه قريب من المواطن يتحسس همومه ويعرف تفاصيله، وبالتالي كان سيكون لحديث شيخ “علي” وقعه وأثره. لكن الرجل الآن غادر المنصب وتحلحل من مواثيق المسؤولية وأصبح رأيه مجرد رأي لا يخرج عن كونه نقداً لوضع جميعنا نشاهده صباح مساء، ولا أحسب أن الفقر قد زار أهل السودان بعد أن غادر الأستاذ “علي عثمان” مكتبه في القصر والنفايات لم تجلبها رياح خفية في ليلة ظلماء. هذا هو حال الخرطوم يا سيدي منذ أن كنت حاكماً ونائباً أول، لكن أسوار المنصب وحواشي البروتوكول ونظارة المراسم والهليلة هي التي تجعل المسؤول بعيداً عن شعبه يحكم ناساً ما بعرفهم ولا يدري شيئاً عن حالهم وأحوالهم، يعتمد فقط على التقارير والأخبار المصابة بآفة الرواة الذين يزيدون وينقصون على حسب هواهم ومصلحتهم وأمزجتهم. حديث شيخ “علي” عن الفقر وتردي البيئة يؤكد أنه قد اكتشف الشعب الذي كان يحكمه لأكثر من عشرين عاماً بعد أن ترك المنصب، واقترب بالحد الذي يسمح بالرؤيا الحقيقية الصادقة بلا فوتشوب أو تعديل، لذلك فإن الشعب السوداني محتاج لمن يقترب منه صاح ليتخذ القرار الصاح، محتاج لمن يعرف أزماته وقضاياه ومشاكله وكل تفاصيله الصغيرة ليكون ملماً بخيوطها الدقيقة فينسج قماشه الرحمة والعدل بالقسط والميزان. الشعب السوداني محتاج المسؤول الذي يعرف حجم آماله وأمنياته ليوسع بذلك ماعون المشاركة في الحلم والأمنيات، الشعب السوداني عايز المسؤول الذي يكتشف الفقر ويحس به بطعم الشارع والناس البسطاء. خلونا من (حنك) الميزانيات وأكاذيب بعض الممسكين بالملف الاقتصادي الذين أكدت الأيام أنهم ضحكوا على المواطن بوعود لن تتحقق وآمال هي في رحم الغيب يعلمون أنها مشوهة ولا تقوى على الحياة.
فيا شيخ “علي” هذا هو حال الشعب السوداني الصابر على الفقر وتردي الخدمات ولا زال ممسكاً بتلابيب الصبر في انتظار فرج قريب، فهلا حدثت بذلك وأنت قريب منهم أولئك الذين لا زالوا يلبسون نظارة السلطة العمياء!!
{ كلمة عزيزة
عمل كبير وجبار يقوم به معتمد الخرطوم سعادة الفريق “أبو شنب” وجميعنا نعلم أن محلية الخرطوم هي أكبر وأهم المحليات السبع داخل الولاية، لكن المهم أن أقول إن أكثر ما يميز المعتمد أنه ظل يمثل تواجداً ملموساً في قلب الأحداث إن كانت نفرات للنظافة أو لقاءات داخل الأسواق مع المواطنين، والرجل كل من حدثني عنه أشاد بعدله ونزاهته وتجرده، بل هو معتمد متاح لكل صاحب قضية أو مشكلة، ولعل هذا التميز يؤكد حديثي السابق أن أفضل من يدير العمل التنفيذي في المحليات هم رجال القوات النظامية التزاماً وظبطاً وربطاً.
{ كلمة أعز
تابعت نقلاً مباشراً لفعاليات الجمعية العمومية لنادي الهلال التي جرت أول أمس من داخل قاعة الصداقة، وأكثر ما لفت نظري أن مجريات الحديث أوضحت أن السيد “أشرف الكاردينال” قد دفع حتى الآن حوالي (260) مليار جنيه وهو رقم ضخم وخيالي لشخص واحد يدفعه هكذا في ظل راهن تمددت فيه عند البعض للأسف الأنانية وحب الذات. ما فعله “أشرف الكاردينال” برأيي حب وعشق عذري للكيان وبالتالي هو عشق لهذا البلد وهو ما أرجو أن ينداح ويحرك أشجان الرأسمالية السودانية لترمي بسهمها في كل المجالات، بدءاً من الأندية مروراً بالمدينة الرياضية تطوافاً على كل ما من شأنه أن يساهم في رفعة وتقدم هذا البلد!!