ربع مقال
باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني .. !!
خالد لقمان
سألت يوماً شاعرنا الكبير الراحل “محمد الفيتوري” خلال حوار تلفزيوني أجريته معه عن قصة قصيدته الشهيرة (أصبح الصبح ..) وقلت له صراحة إنه لم ينظمها ضمن الأكتوبريات المفعمة بروح الثورة .. قال لي: (نعم نظمتها قبل ذلك) .. فقلت له: (كانت استبشاراً بانقلاب “علي حامد” في 9 نوفمبر1959م ضد الفريق عبود ..) .. أومأ الرجل الرقيق بصحة المعلومة ولكنه مر عليها سريعاً وكأنه لم يرد استرجاع ذكرى تلك الحادثة التي صدمت الناس بإعدام “علي حامد” ومنفذي الانقلاب .. فلم أشأ أن أستوقفه ولكني كنت حريصاً لأعرف كيف وصلت القصيدة لمحمد وردي .. فقال لي كان “وردي” صديقي وأهديته القصيدة ثم فأجأني بها بشكلها الثوري الرائع الذي خرجت به .. وبالحق فالقصيدة كانت في حد ذاتها طفرة في القصيد الثوري وقد واكبتها الأكتوبريات التي وثقت لقصة الشعب السوداني المناضل الذي عندما استشرف ربيعه كان الآخرون لا يسمع لهم إلا (شخيراً) و … (أصواتاً أخرى) .. وفي هذا سألني الأخ “محمد عمار” أحد قرائي الأذكياء: لماذا لم يغط إعلامنا ذكرى أكتوبر لفائدة الأجيال الجديدة ..؟؟ .. أرجوكم .. من كانت له إجابة فليتفضل بها على “محمد عمار”، ودعوني أنشد في هذه الذكرى مع “الفيتوري” والرائع “وردي” .. (أصبح الصبح) ومع الأخير و”محمد المكي إبراهيم”: ( باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني ..) ..
.. المدهش أيها السادة أن انقلاب “علي حامد” هذا شارك فيه الإسلاميون بقوة وحوكم فيه كادرهم التاريخي “الرشيد الطاهر بكر”، كما أن مسيرة ثورة أكتوبر الحاسمة قادها شيخهم “حسن الترابي” من داخل جامعة الخرطوم .. رحمك الله شيخنا “حسن” فهاهي أكتوبرك العظيمة تأتي وقد رحلت عنها وعنا.