مسألة مستعجلة
أكتوبر الأخضر.. عبر ودروس
نجل الدين ادم
اليوم تحل الذكرى (52) لأعظم ثورة شعبية في الوطن العربي، فحق لأهل السودان أن يفتخروا بأن ثورة (21 أكتوبر) في العام 1964 كانت ربيعاً عربياً متقدماً سبق الانتفاضات العربية التي غيرت في مجرى الحياة السياسية العالمية، وهي تطيح برؤساء أبى شعبهم أن يستمروا في مقاليد الحكم بعد أن أحرقتهم نيران الدكتاتورية ولذعتهم مرارات الظلم.
جاءت (أكتوبر) ثورة قوية لتعبر عن إرادة أمة وشعب، خرج فيها السياسيون وقطاعات المجتمع السوداني من الشيب والشباب والمرأة والطلاب والزراع والمعلمين والكادحين ليقولوا لا للضيم ولا للظلم.. في (أكتوبر) استشهد “القرشي” وصحبه ليسطروا مرحلة جديدة عجلت برحيل الرئيس “عبود”.
فبرغم حالة التنازع التي تطل علينا في كل ذكرى حول من صنع (أكتوبر)، وما يظهر من حالة تجاذب في هذا الصنيع ما بين الإسلاميين والشيوعيين، تظل هي ثورة شعبية خالصة لأن هؤلاء جميعاً عبروا عن إرادتهم وهم يخرجون إلى الشارع ليقولوا كلمتهم، وتتلاشى مزاعم الأحقية والسبق في الثورة.
تأتي (أكتوبر) اليوم وتطورات سياسية كبيرة جديدة تلوح في الأفق بعد أن عزمت قوى المجتمع كافة على الانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة بعد أن استعرت الحرب ومات الزرع بسبب النزاعات، وهم يتفقون عبر حوار وطني، عزموا فيه على إصلاح ما أفسدته السنين من متراكمات قضايا ومظالم، عزموا بعد أن اتفقوا على وثيقة إصلاح شامل للدولة، ليعيدوا فيه ترتيب الأوليات ويردوا فيه الحقوق، وتصان فيه الحريات ويحكم الشعب نفسه بنفسه.
أرجو أن نستلهم العبر من ثورة (أكتوبر) الأبية الجبارة لنتفق جميعاً على أن يكون السودان أولاً وأخيراً.. نتفق على أن السودان وطننا جميعاً ويسعنا مهما ادلهمت الخطوب.
التحية في هذا اليوم للرعيل الأول من الذين أشعلوا نيران التغيير لتكون للشعب حرية وإرادة قوية لا تنكسر.. التحية لكل شعراء بلادي والفنانين والملحنين الذين ألهبوا نيران الثورة بملاحمهم الوطنية العذبة (أكتوبر الأخضر، أكتوبر 21) وغيرهما من الملاحم النضالية.. التحية للقوى السياسية التي ائتلفت في تلك اللحظات لتغليب إرادة الشعب، وهي تتناسى الأهداف والمطامع السياسية الضيقة ليتسع صدرها من أجل الوطن والمواطن لتبقى..
أكتوبر واحد وعشرين * يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة * يا ملهم غضب الأحرار
وتبقى كذلك (باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرضُ تغني).