عابر سبيل
الّلواء “الهادي بشرى” وأخوان أخوان !
ابراهيم دقش
العنوان مستوحى من لقاء نظمه اللواء “الهادي بشرى” في برج الاتصالات بالخرطوم عند السابعة مساء (الأحد) الماضي، فهو الذي بادر بجمعية اجتماعية وخيرية أطلق عليها [الناس النقاوة] مما يعني أن أعضاءها من “المتميزين”، لأن النقاوة هي الأفضل في أي سلعة وأولها [التمر].
ولقاء (النقاوة) الذي حضره كثيرون من المتميزين، وكثر من المتخصصين في الطابق الرابع والعشرين من برج الاتصالات كان موضوعه الجارة إثيوبيا.. كيف نتعامل معها وهي تمر بظروف “حرجة”؟..وكيف نتعامل مع رعاياها الذين قصدونا كمرافئ أمان أو وصلونا كلاجئين أو (عابرين) ؟..
وقد تحدث العارفون ببواطن الأمور.. وفيهم العسكري والأمني والإستراتيجي والاقتصادي والمستثمر والدبلوماسي، وما خرجوا عن أن علاقتنا بإثيوبيا إستراتيجية ومهمة، ولا مساومة فيها، كما طرقوا المستجدات في إثيوبيا المتمثلة في المظاهرات والاحتجاجات والصادرة عن قبيلتين هما: الأمهرا (الحاكمة سابقاً) والأرومو(الأكثر عددية سكانية)، ووضح أن الربط بينهما في مواجهة النظام هناك خطل “سياسي”، لأن ما بينهما ما صنع الحداد! والواضح أن أي تدهور سياسي في إثيوبيا ينعكس سلباً على السودان، لأن النظام القائم هناك على الأقل- موالٍ ومدافع وصديق للسودان، ليس في العلاقات الثنائية وحدها، بل في المنابر الدولية والإقليمية.
فاللواء “الهادي بشرى” أختار لذلك اللقاء شعاراً (أخوان أخوان إثيوبيا والسودان)، وهي مطلع الأغنية التي رددها الفنان العميد الراحل “أحمد المصطفى” في عهد نظام نوفمبر (1958- 1964) ومن مقاطعها الأخيرة:
[يحميك،يحميك، هيلاسيلاسي الراعيك] ولما جاءنا “أحمد المصطفى” في أديس أبابا في عهد (الدرك) الذي أزاح الإمبراطور ردد ذات الأغنية، لكن بذكاء شديد إذ قال :[يحميك، يحميك.. شعبك الراعيك]!!.
أدار الحوار بطريقة مهنية وذكية الأستاذ “عبد الملك البرير”.. وقد فجَّر فيه اللواء “حسين ضحوي” خبراً كان بفلوس وصار “ببلاش” وهو أن رئيس دولة إريتريا، ورئيس وزراء إثيوبيا الراحل “ملس زناوي” قد تقابلا لأول مرة في حياتهما في الخرطوم وفي رئاسة القوات المسلحة أيام النضال.
التحية والتجلة للواء “الهادي بشرى” الذي أتاح لي وللسفير “عثمان السيد” فرصة طيبة للحديث عن بلد نعشق وعن شعب نحب.. مش على كيفنا؟.