عابر سبيل
الرئيس يفضفض على الهواء!
ابراهيم دقش
في عرس السودان بقاعة الصداقة نهار (الاثنين) 10/10/2016 انتظم أهل السودان لأول مرة منذ الاستقلال 1956 في حوار وطني غير مسبوق، يؤسس لثوابت وطنية ودستور دائم عبر آليات قومية ليس فيها إقصاء أو إبعاد لكل من يريد السلم والاستقرار من قوى المعارضة ومن الحركات المسلحة المناوئة، من وقع منها على الوثيقة الوطنية، ومن رفض أو ابتعد- ولو إلى حين- غير أن الحقيقة تبقى بأن الساحة والمساحة سمحت بالتراضي والوفاق على خلفية أن السودان يسع الجميع.. وفي تقديري إنها الفرصة الأخيرة، اللهم إلا إذا استمسك بعض أهل المعارضة بأبعاد تفرز”أجندة خارجية” تمنعهم من المشاركة من جهة، وتربطهم باتفاقات (سرية) مع أجانب، دول ومنظمات ومؤسسات تعمل على تفتيت السودان وشرذمته بيد أبنائه الذين بإمكانهم الاتفاق على الحد الأدنى.. لكن!!
فقد شاهدت الرئيس المشير “عمر البشير” في حضرة صديقي “اللدود” “حسين خوجلي” أمسية (الأربعاء) الماضية، وقد فتح صدره وقلبه لحوار عفوي أكثر ما أثارني فيه أنه كان تلميذاً في المدرسة الوسطى وأستاذه زميلي العتيق المرحوم “مصطفى محمد صالح”، وأنه حفظ عنه نشيد “الشيوعيين” لصلاح بشرى: يا صلاح، وهالني أن الرئيس يحفظه عن ظهر قلب.. واعترف “البشير” باتصاله “الوجداني” مع الشاعر الماركسي “صلاح أحمد إبراهيم”، وروى كيف أنه قابل شقيقته “فاطمة” في القطينة، واحتضنته وقالت إنه السودان، كما صرح “البشير” بعلاقة شخصية تربطه بالراحل “محمد إبراهيم نقد” زعيم الحزب الشيوعي، وكيف أنه كان يستمتع بصحبته وبمؤانسته.
أحكي لكم عن الرجل، المشير “البشير” فقد حط الرحال في “أديس أبابا” في يوليو 1989 وفي معيته “محمد الأمين خليفة” و”عبد العال محمود” – سكرتير مجلس قياده الثورة- وفي المطار صافح كل المستقبلين من وزراء وسفراء وأكابر ومالية سودانية ولما وصلني احتضنني مما أثار ريبة العقيد “منجستو هايلي مريم” رئيس المجلس العسكري الإثيوبي فسألني أنهم يعرفونك كلهم.. “نميري”، “سوار الدهب” “الصادق” والآن “البشير”، فقلت له بعفوية (وأعرف أيضاً الرئيس القادم). وفي قاعة كبار الزوار استدعاني “البشير” وسألني: إذا كنت تعرف القادم فلم لا تفصح باسمه؟ وضحكنا.. وخطر لي أن أسأل الرئيس من أين يعرفني، فاعترف لي بأنه كان يقرأ لي في الصحف… وحتى الآن لا أعرف من هو القادم بعده خاصة بعد (الحوار الوطني) .. وبعد 2020.