رأي

بعد.. ومسافة

ضيوف من ذهب في عرس السودان..
مصطفى أبو العزائم
 
بالأمس شهدت بلادنا حدثاً مهماً وكبيراً وعظيماً، شارك أكثر أهل السودان في صنعه، شارك أصحاب الرأي والرؤية والتأثير في صناعة الحدث الكبير، وامتنع الذين ظنوا أنهم يتمتعون بتفويض من هذا الشعب للتحدث باسمهم والتوقيع على قرارات الحرب وحمل السلاح إنابة عنهم.
نعم.. غاب الواهمون عن احتفالات القوى السياسية والشعبية والمجتمعية يوم أمس بقاعة الصداقة في الخرطوم، تمنّعوا وتصنّعوا وداوروا وناوروا، وأرادوا اجهاض الحلم الشعبي الشرعي، وقد توهموا أنهم الأقدر على تحريك الشعب السوداني، وعلى هزيمة قواته المسلحة، فجربوا ذلك أكثر من مرة، لكنهم لم يتعلموا من الهزيمة الأولى والهزائم المتلاحقة حتى يومنا هذا.
لم يستجب بعض حملة السلاح لنداء الحوار مع وجود كل الضمانات للمشاركة والعودة (بسلام) إلى حيث كانوا، لكن يبدو أن هزيمة نفسية لحقت ببعض تلك القيادات، خاصة في الحركة الشعبية (شمال)، فلم تعد داخل نفوسهم ذرة ثقة في غيرهم، فآثروا لذلك أن يبقوا خارج إطار الحدث الكبير، رغم النزف المستمر الذي تعاني منه الحركة الشعبية ومثيلاتها من الجماعات المسلحة التي اجتمعت تحت راية ما يسمى بالجبهة الثورية، ورغم الانسحابات المتكررة من هذا التحالف الشيطاني بعد انكشاف أساسه ومقوماته وأهدافه، لصالح برامج وأهداف الشعب السوداني المتمثلة في السلام والاستقرار والتنمية.
الحديث الكبير، وهو نقطة تحول كبير في مسيرة بلادنا، لأن التوافق على وثيقة وطنية تصبح أساساً لدستور دائم، وثيقة أجمعت عليها كل القوى السياسية والمجتمعية والشعبية المؤثرة، نقول إن ذلك التوافق عبّر عما يريده الناس لا ما يريده الموهومون ومرضى السلطة الذين يريدون المواقع والمناصب دون استحقاقات انتخابية، ودون تعويض شعبي.
الحدث كبير وعظيم، زادت عظمته بتلبية ضيوف بلانا لدعوة السيد رئيس الجمهورية فخامة المشير “عمر حسن أحمد البشير” ليكونوا شهوداً عليه، وفي مقدمتهم فخامة المشير “عبد الفتاح السيسي” رئيس جمهورية مصر العربية، وأصحاب الفخامة الرؤساء السيد “محمد ولد عبد العزيز” رئيس جمهورية موريتانيا والسيد “يوري موسفيني” رئيس جمهورية يوغندا، والسيد “إدريس دبي” رئيس تشاد الشقيقة، وممثلو الدول المجاورة والشقيقة والصديقة، وممثلو المنظمات الإقليمية والعالمية، فقد كان الحضور مهيباً ومؤكداً في ذات الوقت على نجاح السودان في تحسين علاقاته الخارجية، وهو ما يضيّق أبواب التواصل أمام رافضي الحوار، وأكد الحضور الخارجي الرفيع على وضع رسالة غير معلنة لكنها واضحة في صناديق بريد حملة السلاح بأن الأرض أخذت تهتز تحت أقدامهم، لذلك عليهم أن يسارعوا بالتقدم أكثر من خطوة للتوافق الوطني واللحاق بقطار السلام الذي لم ولن يتوقف عند محطة الأمس بالإعلان من خلال جلسة الأمس عن اختتام المؤتمر العام للحوار الوطني.
تحية لكل من قدم رأياً، وتحية لكل من عارض واعترض، وتحية لكل من خالف أو اتفق طوال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، حتى يخرج المؤتمرون بـ(989) توصية ستصبح أساساً لدستور نستظل بظله أجمعين ويصبح هدفنا الأسمى والأكبر هو السلام والاستقرار والتنمية.. و.. عاش السودان حراً أبياً مستقلاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية