الحاسة السادسة
البحث عن الذات!!
رشان أوشي
في رواية (الخيميائي) للكاتب “باولو كويلو” هي رواية رمزية نشرت لأول مرة عام 1988. وتحكي عن قصة الراعي الإسباني الشاب “سنتياغو” في رحلته لتحقيق حلمه الذي تكرر أكثر من مرة الذي تدور أحداثه حول كنز مدفون في الأهرامات بمصر، ووراء هذا الحلم ذهب “سانتياغو” ليقابل في رحلته الإثارة، الفرص، الذل، الحظ والحب. ويفهم الحياة من منظور آخر وهو روح الكون. فصول هذه الرواية تشبه الحالة النفسية والاجتماعية للكثير من الشباب السوداني، حيث تخرج كل عام قوافل المسافرين من كل مكان بالسودان متجهة إلى بلدان جديدة، في إطار البحث عن الذات وتحقيق الطموحات التي طمرتها الضائقات الاقتصادية وضيق فرص العمل.
سيصبح علينا يوم ونجد بلادنا خاوية على عروشها من الكوادر الشبابية، بينما تستفيد منهم بلدان أخرى، وتسقط بلدان في فخ التردي الاجتماعي والتنموي، كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من أجهزة الدولة التي تقف مكتوفة الأيدي وشبابها تضج بهم مطارات العالم بحثاً عن حياة جديدة تشوبها الرفاهية وتحقيق الطموحات المادية والمعنوية.
لماذا لا تضع الدولة خطة، أو برنامجاً لتوفير فرص عمل للشباب، أو تقدم لهم مشاريع إنتاجية مجزية، والبلاد لا تنقصها الأراضي الخصبة للزراعة، أو المشاريع الاستثمارية التي بإمكان الدولة توفير تمويلات مالية لها ومن ثم استرجاعها بهامش أرباح، وتكون بذلك احتفظت بأبنائها وخبراتهم، ووسعت دائرة التنمية والفائدة.