(المجهر) ترصد وقائع ختام مؤتمر الحوار
* حضور دولي وإقليمي ومحلي غير مسبوق وحشد إعلامي كبير لتغطية الفعالية
* النخب السياسية تشيد بمؤتمر الحوار وتصف يوم الختام بــ(الملحمة الوطنية)
* وزير الخارجية المصري لــ(المجهر) : التوافق السياسي سيقود إلى التنمية والازدهار
الخرطوم – محمد جمال قندول
بدأ المشهد أمس في الخرطوم مغايراً، وهي تشهد آخر محطات الحوار الوطني بانعقاد المؤتمر العام، بعد أكثر من عامين من الحوار الثر، الذي أفرز الكثير من المتغيرات بالساحة السياسية، ولذلك لم يكن الاحتفال باكتماله عادياً، لذلك كان حدثاً استثنائياً وطنياً خالصاً، بتشريف رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”، وبتمثيل خارجي رفيع المستوى، بحضور الرئيس المصري، المشير “عبد الفتاح السيسي” والرئيس التشادي، رئيس الاتحاد الأفريقي، “إدريس ديبي” والرئيس الموريتاني، رئيس الجامعة العربية، “محمد ولد عبد العزيز”، والرئيس اليوغندي “يوري موسفيني”، بجانب مبعوثي الصين وروسيا، وبحضور ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية وسفراء الدول العربية والأفريقية والغربية، وجمع مهيب من السياسيين بكل المسميات التنفيذية، بدءاً من نواب الرئيس ومساعديه، ومروراً بالوزراء الاتحاديين وولاة الولايات وقيادات الأحزاب السياسية المختلفة، بجانب رموز الفن والإعلام والمجتمع والسياسة، كلهم احتشدوا بالقاعة الرئاسية لقاعة الصداقة، ليشهدوا الاحتفالية بانعقاد مؤتمر الحوار، والتوقيع على الوثيقة الوطنية، والذي تحمل في طياتها أحلام وآمال السودانيين في التغيير، والوصول إلى السلام والتنمية.
ملامح البدايات
منذ التاسعة صباحاً، بدأ واضحاً ملامح المناسبة الكبرى من خلال الانتشار الأمني بالشوارع الرئيسة، وبدأ الوصول إلى قاعة الصداقة شاقاً للغاية، فيما توشحت قاعة الصداقة بألوان علم السودان، مع إجراءات أمنية مشددة ملزمة بإبراز بطاقات الدعوة، لكي تتمكن من الوصول إلى القاعة الرئاسية .
المشهد بالداخل
بالداخل بدأت الوفود بالتدافع، وأخذت مقاعدها، كان حجم الحضور الإعلامي غير مسبوق من شتى وسائل الإعلام بشقيها المحلي والخارجي، دلالة على أهمية الحدث.
حوالي الحادية عشرة صباحاً امتلأت القاعة، بصورة كلية، حيث بلغ عدد الحضور أكثر من (1500) شخص في انتظار رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”، الذي كان بدوره بالمطار يستقبل رؤساء الدول القادمين للمشاركة، حيث كانت كاميرات التلفزة الداخلية، تنقل على الهواء مباشرة مراسم الاستقبال بالمطار.
أول الواصلين بالمطار، كان الرئيس المصري المشير “عبد الفتاح السيسي”، الذي حطت طائرته في حوالي الساعة الـ (11. 18 دقيقة)، ثم أعقبه الرئيس “يوري موسيفيني” في حوالي (11ـــ 25 دقيقة)، وأخيراً كان حضور الرئيس التشادي “إدريس ديبي”، فيما وصل الرئيس الموريتاني “محمد ولد عبد العزيز”، مساء أمس الأول (الأحد).
الحضور الكثيف بالقاعة تسبب في إحداث ربكة كبيرة جداً تمثلت في عدم وجود مقاعد كافية .
الصفوف الأولى تميزت بفخامة الحضور من حيث الوزن السياسي، حيث جلس النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن، “بكري حسن صالح”، ونائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن”، ورئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ورئيس مجلس الولايات الدكتور “عمر سليمان”، ومساعدو رئيس الجمهورية يتقدمهم “محمد الحسن الميرغني” و”عبد الرحمن الصادق المهدي” و”إبراهيم محمود” و”موسى محمد أحمد” والمشير “سوار الدهب”، والنائب الأول السابق لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه”، ورئيس القضاء مولانا “حيدر أحمد دفع الله” و”التيجاني السيسي” و”بحر إدريس أبو قردة” والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي “إبراهيم السنوسي” والأمين العام للحوار الوطني “هاشم علي”، وأعضاء الآلية، والأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن” ورئيس شورى الحركة الإسلامية “مهدي إبراهيم”، وحرم رئيس الجمهورية السيدة “وداد بابكر” وحرم نائب رئيس الجمهورية ” ليلى علي”، ونائبة رئيس المجلس الوطني “بدرية سليمان”، فيما حوى الصف الثاني قيادات سياسية بارزة والوزراء الاتحاديين.
وصول الرئيس “البشير”
أول الواصلين إلى القاعة من الرؤساء “موسيفيني” الذي صعد إلى المنصة الرئيسة وسط تصفيق حار أعقبه الرئيس الموريتاني ثم التشادي، ومن بعده الرئيس “عبد الفتاح السيسي” ليدخل مباشرة بعدهم المشير “عمر حسن أحمد البشير” ويبدأ عزف النشيد الوطني.
وقدم الحفل الإعلامي “الطيب قسم السيد” الذي تناسى أثناء الترحيب بالرؤساء ذكر الرئيس “موسيفيني”، ولكنه تدارك الأمر وقدمه للحضور الذي صفق بحرارة، وشاركت الإعلامية “هيام الطاهر” التقديم مع “الطيب قسم السيد” بالتناوب.
وتلأ “بشير شوقار” آيات قرآنية، ثم كانت أولى الفقرات قصيدة وطنية ألقتها الشاعرة “روضة الحاج”، لتعقبها كلمات من قبل المبعوث الصيني الخاص لأفريقيا، الذي نال حديثه استحسان الحضور، وذلك لمخاطبته الجمع باللغة العربية، مع العلم بأن مسؤول الشؤون الأفريقية الصيني كان سفيراً في السودان في الفترة ما بين 2007 وحتى 2011، وهو ما علق عليه قائلاً: (البشرب موية النيل بجي راجع تاني)، مما جعل القاعة تضج بالتصفيق الحار، ومن بعده كلمة نائب وزير الخارجية الروسي، ثم تلاه نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ثم مستشار حكومة إثيوبيا، وأخيراً الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وشدا كورال من كبار الفنانين بقيادة “عبد القادر سالم” و”سيف الجامعة” و”حمد الريح” و”عمر إحساس” و”الصادق شلقامي” و”جعفر السقيد” و”جمال فرفور” بأغنيات وطنية تفاعل معها الحضور بصورة كبيرة.
وألقى أيضاً رؤساء الدول كلمات كانت الأولى من قبل الرئيس اليوغندي، ومن بعده الرئيس المصري ثم الموريتاني وأخيراً التشادي.
وتم التوقيع على الوثيقة الوطنية التي تلاها “التيجاني السيسي” وتسليمها لرئيس الجمهورية من قبل الأمين العام للحوار “هاشم علي”، وعضو الآلية التنسيقية العليا “إبراهيم محمود” و”حسن أبو عاشة” و”بشارة جمعة أرو” ، ومن بعده قدم مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود”، المشير “البشير” ليخاطب الجمع المهيب.
توقيعات على دفتر الختام
وزير الخارجية المصري “سامح شكري”، عبَّر في تصريح خاص لــ(المجهر) عن سعادته بالمشاركة بمحفل المؤتمر العام، وقال إنه حوار عظيم، متمنياً ازدهاراً واسعاً في ظل هذا التوافق السياسي، والوثيقة الوطنية، وما تضمنته من مبادئ وقيم تؤهل إلى مسار من التقدم والتنمية، وأشاد سامح بالعلاقات السودانية المصرية، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس السوداني “البشير” إلى القاهرة قبل أسبوع كانت ناجحة بكافة المستويات.
من جانبه وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، “أحمد أبو الغيط” لــ(المجهر) مؤتمر الحوار باليوم التاريخي لأهل السودان، مشيراً إلى أنه مثل إرادة حقيقية للسلام والتوافق السياسي ليساعد في تنمية واستدامة البلاد. وأشاد “أبو الغيط” بالحكومة وإصرارها على الحوار، مما أكد حرصها على السلام ومصلحة أهل السودان.
الأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن” قال لـ(المجهر): إن اليوم يعد استثنائياً ومميزاً بروح حصيلة الحوار الوطني والتوافق، وتوحيد الناس وهم متفقون، وهو يعد الحل الوحيد لجمع أهل السودان، وإعلاء قيمة السلام وروح التسامح.
من جانبها وصفت أمينة أمانة الإعلام بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني د. “مها الشيخ” لــ(لمجهر) الحوار بالملحمة التاريخية الكبيرة بعد الاستقلال، مشيرة إلى أنه يعني لهم الكثير، وقدمت الشكر لرئيس الجمهورية المشير “البشير” على هذا المشروع الذي سينطلق لبناء الدولة الحديثة والذي تعني لنا وحدة أهل السودان، وأضافت أن اليوم يعد بمثابة عرس للسودان. وقالت: نستبشر خيراً بمخرجات الحوار مع العلم أن الوثيقة الوطنية مفتوحة لكل من يرغب.
مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الصينية، الدكتور “عوض الجاز” ، تحدث أيضاً لـ(المجهر) وقال: يوم تاريخي اجتمع فيه أهل السودان بمختلف أعمارهم، وسحناتهم، متمنياً أن يتم جمع شمل أهل السودان والعمل على تنمية البلاد.
أما القيادي بحزب الأمة “مبارك الفاضل” فقد قال لــ(المجهر): يوم احتفالي بالوثيقة ومرحلة مهمة من تاريخ السودان، مضيفاً: إن البلاد وصلت إلى الطريق الصحيح، ولكن التحدي الأكبر في المشي فيه وترجمة المخرجات إلى أرض الواقع.
النائب البرلماني “أبو القاسم برطم” ، بدوره علَّق لــ(المجهر) على تفاصيل المؤتمر العام. وقال : أتمنى تنفيذ المخرجات إلى أرض الواقع . واعتبر الوثيقة الوطنية جيدة وستحقق قدراً في الحرية والإصلاح الإداري مع أمنياتنا أن تكون هذه الوثيقة بداية عهد جديد، كما تعهد الرئيس “البشير”.
وزيرة الاتصالات “تهاني عبد الله” عبَّرت لــ(المجهر) عن سعادتها بهذا اليوم الذي وصفته بيوم الوطن والتوافق والحوار، مشيرة إلى أن الحضور الكبير من الضيوف الأجانب والقيادات والحشود التي جاءت إلى القاعة لتشهد هذا المحفل تؤكد بصدق عن قيمة هذا اليوم.
من جهته قال وزير البيئة د. “حسن هلال” لــ(المجهر): إن الوثيقة الوطنية جاءت في هذا اليوم التاريخي المشهود حاملة معها كل آمال الشعب السوداني بالعيش في سلام، والذي يعد أساس التنمية والاستقرار، وحوت كل مبادئ العدالة الاجتماعية.
أما وزير الإرشاد والأوقاف، “عمار ميرغني”، فقد قال لـ(المجهر): إن المؤتمر العام أكد على اتجاه قوي وفاعل لتحقيق التنمية الاجتماعية والوضع الاقتصادي، وأشار إلى أن الاحتفالية كانت معبِّرة جداً.
رئيس مجلس الولايات، الدكتور “عمر سليمان” أشار لــ(المجهر)، أن الكلمات التي ألقيت في الاحتفالية عبَّرت عن مشاعر جياشة وقوية ونقلت الأحاسيس الجميلة بالتوقيع على هذه الوثيقة التي تمثل نقلة حقيقية على مستوى العلاقات بين المجموعات السياسية السودانية المختلفة.
وتحدث مساعد أول رئيس الجمهورية “الحسن الميرغني” لــ(المجهر) ووصف اليوم بالتاريخي، وأكد على ضرورة الحوار وأنه المخرج الوحيد لنقل السودان إلى آفاق مستقبل أفضل . وأشار إلى أن تأكيد رئيس الجمهورية على تنفيذ مخرجات الحوار يجعلنا نشعر بالتفاؤل من هذا الحوار.
وقال مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود” لــ(المجهر): إن اليوم هو يوم انتصار الإرادة للسلام رغم التحديات التي واجهت الحوار في بداياته، ومحاولات للتدخل فيه وإخراجه خارج السودان، ولكن الحوار انتصر، ويعتبر أهم إنجاز في تاريخ السودان، وهو الوثيقة الوطنية التي تواثق عليها أهل السودان، وكان من المفترض أن ينجز قبل (60) عاماً، وهو بداية لجمهورية جديدة، ترتكز على وفاق وطني، وأشار “محمود” إلى أن التحدي الحقيقي هو تنفيذ هذه الوثيقة، وما اتفق عليها أهل السودان أن يجعلوا السودان آمناً.
وكشف “محمود” عن مشاورات ستجري لتحديد شكل الحكومة عقب آلية الحكومة الوطنية، مشيراً إلى أنها قد تكون الآلية القديمة ويضاف لها أشخاص جدد أو آلية جديدة مهمتها متابعة تنفيذ المخرجات، وهنالك آلية لتنفيذ الدستور، وأشار إلى أن قرار وقف إطلاق النار من قبل الرئيس تمهيد على إصرارنا للسلام، ونحن لا نريد وقفاً محدداً، وإنما وقفاً للحرب وسلام دائم.
وأضاف “محمود” خلال حديثه إلى أن الإمام “الصادق المهدي” بإمكانه إقناع الحركات الرافضة للسلام بالتوقيع والانضمام للحوار، وأشار “محمود” إلى اعتذار “أمبيكي” عن الحضور ناتج عن وجوده بجنوب أفريقيا، وأكد أن الحضور الخارجي الكبير يشير بوضوح إلى دعم الحوار الدولي، واختتم حديثه أن حزب الأمة يمثله “مبارك المهدي”، وأن “الصادق” قد قال: سوف يأتي إلى الخرطوم ليحلق بالحوار.