مسألة مستعجلة
لو كرهه الأمريكان
نجل الدين ادم
أمس وبعد رحلة حوار استمر زهاء الـ(24) شهراً، أقر المؤتمرون في الحوار الوطني وثيقة الإصلاح للدولة والتي تعني مرحلة جديدة من تاريخ السودان، والوثيقة قد حوت حزمة توصيات جوهرية لمعالجة كافة الإشكالات المتعاقبة، اعتمدت تلك التوصيات التي صوبتها بعض القوى المعارضة وتلك التي حملتها الحركات المسلحة وما تزال الأبواب مشرعة.
البلاد باتت اليوم في مرحلة جديدة، وحق للأحزاب والقوى السياسية التي شاركت في هذا الحوار أن تهنئ نفسها على هذا الإنجاز الكبير، اليوم سيكتمل عرس الحوار الوطني بتوقيع كل ممثلي الأحزاب التي شاركت في الحوار على هذه الوثيقة التاريخية بمشاركة عدد من رؤساء دول الجوار.
أمس الأول وقبل ساعات أبت الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن ترسل رسائل سالبة لتثبيط همة المؤتمرين وأولئك الذين يمكن أن يحلقوا بهذه الوثيقة وهي تقول إن هذا الحوار لن يكون شاملاً، وتقصد من ذلك أن الحركات المسلحة لم تشارك، فعلاً لم تشارك لأنها اختارت أن يكون هدفها استمرار الحرب وأن يكون سيف العقوبات مسلطاً على البلاد، ازدواجية في المعيار تمارسها واشنطن في التعاطي مع قضايا السودان تدعي أنها حريصة على تحقيق السلام ووقف الحرب وعندما يحن موعد الحصاد الوطني تجتهد في بعثرة كل ما من شأنه أن يحقق هذا الاستقرار، واشنطن أرسلت رسالتها السالبة هذه ولكنها ليست بصاحبة الكلمة الأخيرة، فالشعب السوداني هو صاحب الكلمة، لن تهزم هذه التصريحات السالبة إدارة شعب هذا البلد وأحزابه المختلفة تشارك في هذا الحوار بجانب عدد كبير من الحركات المسلحة، سيمضي الحصاد إلى نهاياته رغم هذا الكيد، أيام قليلة سيتبع هذه التوصيات التنفيذ والتنزيل عبر حكومة جديدة تضم الذين شاركوا في هذا الإنجاز، وهذا هو التحدي الذي ينبغي أن يكون واقعاً، مطلوب من المؤتمر الوطني وهو صاحب الشرعية حتى العام 2020 أن يكون بقدر التحدي لينقل البلاد من هذه المرحلة البالغة التعقيد، إلى مرحلة أكثر إشراقاً بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه حتى يفتح الباب لأولئك الذين ما زالوا في الرصيف، مطلوب من المؤتمر الوطني مزيداً من التنازلات في المرحلة المقبلة وأن يشرك كل الأحزاب التي زرعت معه هذا الحصاد.. والله المستعان