حوارات

مدير المركز السوداني لتعقيم الصادرات البستانية م. "عبد الرحمن محمد عبد الماجد" في حوار مع (المجهر)

نستورد من مصر (8) أصناف من الخضر والفاكهة ويمكننا تغطيتها بالإنتاج المحلي
تنافسنا مع إسرائيل الموسم الماضي في المانجو بالأردن وحصلنا على الكأس عليها لأن إنتاجنا الأجود
لن يتمكن أحد من معرفة الخضروات التي بها مبيدات إلا من خلال الفحص المعملي وهذا دور الجهات المختصة
المقدمة:
أثار قرار حظر السلطات استيراد الخضر والفاكهة من جمهورية مصر العربية ردود أفعال واسعة نسبة لما صاحب ذلك من مزاعم عدة حول أسباب الحظر، التي من بينها استخدام مصر لمياه المجاري في الري وظهور مواد تستخدم في دفن الموتى بالمنتجات، وعلى ضوء ذلك فمن المتوقع أن ينعكس الأمر سلباً على أسعار الفواكه، لكن حسب مراقبين للوضع فإن القرار يأتي في صالح السودان، باعتبار أن مصر تجاوزت أساسيات صحية باستخدامها مياه المجاري لري الفواكه، وما يدعم صحة خطوة السودان أن هناك بعض الدول مثل السعودية وأمريكا اتخذت نفس القرار..  وللحديث حول هذا الأمر جلست (المجهر) إلى مدير المركز السوداني لتعقيم الصادرات البستانية م. “عبد الرحمن محمد عبد الماجد” للحديث عن تلوث الخضر ومدى استفادة السودان من القرار في السوق العالمية وماذا كنا نستورد من مصر من منتجات زراعية، بجانب المضار الصحية.. فماذا قال؟؟
 حوار – سيف جامع
{ بداية باشمهندس.. هل قرار حظر استيراد الخضر والفاكهة من مصر فرصة لدول أخرى بما فيها السودان؟
_ نحن بفضل الله موجودون في الأسواق العالمية قبل القرار وصادرات السودان البستانية في زيادة سنوية بعدد الأصناف والكميات، وفرصتنا كبيرة وموجودة ولا أعتقد نجاحنا يعتمد على معوقات غيرنا في الصادر، بما يمتاز به السودان من توفر الأرض الزراعية الخصبة بمساحات كبيرة والمنتج الطبيعي واختلاف المواسم عن غيرنا، ومثال على ذلك موسم المانجو السابق حيث صدرنا إلى الأردن تحت ظل توفر المانجو من عدة دول مثل اليمن ومصر وإسرائيل والبرازيل وأسباينا، وكنا الأجود والأعلى سعراً، بجانب أن إنتاجنا كان مرغوباً، (يعني أخذنا كأس دوري المنقة بالأردن).
{ ماذا عن السوق الداخلي في حالة توقف الاستيراد من مصر وماذا كنا نستورد؟
_ نستورد (يوسفي، عنب، فراولة مجمدة وبطاطس نصف مغلية) والحمد لا نستورد قمحاً أو ذرة ولا سلع أساسية، وإنما نتكلم عن كماليات يمكننا تغطيتها من الإنتاج المحلي، خاصة البرتقال والبطاطس، وما تبقى إن كانت هنالك حاجة فالدول البديلة ما أكثرها.
{ هل يكفى الإنتاج المحلي للاستهلاك؟
_ يكفي بعض الأصناف، وأخرى لا ننتجها أساساً ويمكن أن نوفرها من دول أخرى حسب الحاجة والأهمية، وإن لم يكن فهي كماليات.. أما عن الاكتفاء فيحدث في مواسم البرتقال وغير ذلك يتم استيراد في الوقت المسموح به.
{ ماذا نستورد من مصر في أصناف الخضر والفاكهة؟
_ نستورد كما قلت: برتقال، عنب، رمان، يوسفي، فراولة طازجة ومجمدة، وكميات قليلة من الخضروات عبر الشحن الجوي مثل الفلفل الملون والبروكلي والخس وهي مستوردة خصيصاً لبعض السوبر ماركت والفنادق، ويمكن تغطيتها بالزراعة في البيوت المحمية.
{ مؤخراً بدأ المستهلكون يتخوفون من استخدام المبيدات وارتباطها بالسرطان كيف يمكن للمواطن العادي ملاحظة المبيدات في المنتج؟
_ لن يتمكن أحد من معرفة الخضروات التي بها مبيدات إلا من خلال الفحص المعملي، وهذا دور الجهات المختصة بالتوعية للمنتجين عن خطورة الاستخدام الخاطئ للمبيدات.
{ هنالك معلومات رائجة عن استخدام مياه الصرف الصحي في ري بعض المزارع بشرق النيل.. ما مدى صحة ذلك وهل أنت متابع؟
_ الله اعلم، لكن هنالك سؤالاً يدور بذهني هو من أين لهم بمياه الصرف الصحي؟ وما هي الأسباب التي دفعت بهم إلى استخدامها مع توفر المياه الصالحة؟ وهل مياه الصرف الصحي متوفرة أصلاً بالسودان؟!
{ إلى أين وصلتم في الأسواق العالمية بالنسبة للمركز؟
_ الحمد لله هذا العام وصلنا إلى عدة دول أوروبية مثل ألمانيا والسويد واليونان وأيرلندا وبريطانيا وإيطالي، وإن كانت كميات قليلة فهو اختراق كبير وبداية لكميات أكبر في المستقبل، هذا بالإضافة للأسواق الأساسية وهي العربية في دول الخليج والأردن ومصر وفي القريب دول المغرب العربي.
{ تميز السودان بإنتاج المانجو.. ما الصنف الأفضل للتصدير؟
_ طبعا صنف (أبو سمكة) فهو متوفر من شهر يناير في ولاية سنار، ومارس في جنوب كردفان وإلى شهر سبتمبر في ولاية الجزيرة شمالاً إلى الولاية الشمالية، ويصلح للصادر والتصنيع وخالي من الألياف وبه نسبة سكر معقولة، وله عمر طويل مما يساعد بشحنه عبر الحاويات المبردة والجو.
{ ماذا يتميز المنتج السوداني عن غيره؟
_ يتميز بكونه منتجاً طبيعياً ويتوفر غالباً عندما يقل خارجياً وذلك لاختلاف المناخ بالسودان عن غيره، وهنالك ثقة عربية بالمنتج السوداني من ناحية الجودة والسلامة الصحية ونحن بصدد توصيل نفس المفهوم لدول الاتحاد الأوروبي.
{ شاركتم مؤخراً في معرض (ماك فروت) بإيطاليا حدثنا عنه؟
_ معرض (ماك فروت) بإيطاليا كان بمثابة جواد الوصول للجودة والأسواق العربية، بجانب الإلمام والمعرفة، وعلى هامش المؤتمر تم التعاقد والتنفيذ مع أكبر مصانع التعبئة والتغليف في أوروبا، وبدأنا في استيراد الكرتون وفقاً للمواصفات الأوروبية لتعبئتها للسوق الأوروبي والعربي، ويتميز هذا الكرتون بجودة الخام والطباعة، وتمت بداية مشاورات مع أكبر مجموعة موردة إلى السوبر ماركت في كل أنحاء أوروبا لاستيراد البلح السوداني والمانجو وكل ما ينتج في الموسم الشتوي من فاصوليا خضراء وبامية وشمام وبطيخ، وذلك تم بعد استيراد البذور من شركة إيطالية.. هم يثقون في مواصفات النوعية والجودة وكان هذا مكسباً وانتصاراً للمنتج السوداني.
{ كانت ذبابة البحر المتوسط هاجساً للصادرات البستانية كيف الوضع حالياً؟
_ الحمد لله بقيام مركز تعقيم الصادرات قضينا تماماً عليها في مراحلها باستخدام بخار الماء الرطب وهي معاملة معترف بها عالمياً مما وفر الثقة والطمأنينة من هذه الناحية للدول، وبذلك تم التصدير أولاً إلى الأردن حيث كان هنالك شرط أساسي من الحجر الزراعي الأردني بتبخير المانجو للسماح بدخوله، وعبر هذه التقنية أدخلنا منتج المانجو لعدة دول أوروبية.
{ حسب إحصاءات سابقة فإن معظم المنتجات الزراعية بالسودان تتعرض للتلف والهدر بالأسواق أثناء العرض.. في رأيك كيف يمكن المعالجة والوصول إلى منتج صحي؟
_ يمكن التطور والمعالجة عبر توعية وإرشاد المنتج والتاجر أولاً والمستهلك، وهنا يكمن دور وزارة الزراعة والصحة والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بوضع المواصفة الخاصة بمواد التعبئة والنقل والعرض بالأسواق، وتحديد مواصفات البيع للجمهور.
{ ما هي المشاريع المستقبلية لمركزكم في ظل الحاجة لغذاء صحي؟
_ نحن الآن نجهز محطة تعبئة الموز بنسبة (80%) والخضار والفواكه بنسبة (20%) في قرية الصابونابي بولاية سنار في مساحة كلية (1300) متر مربع ومساحة الجملون (1580) م بطاقة إنتاجية (200) طن في اليوم، وإن شاء الله سيتم الافتتاح قبل نهاية العام، وستكون المحطة نقلة نوعية في صادر الموز وتوفر فرص عمل للعنصر النسائي في ما لا يقل عن (200) عاملة واستيعاب عدد من الكوادر المختصة بالولاية، وتقدم المحطة خدمة التعبئة والتصدير مما يطمئن المزارعين للتوسع في المساحات المتوفرة، وكذلك تقدم الخدمة للمصدرين.
{ بعض المصدرين يشكو من انعدام البرادات ومشاكل في الشحن والتفريغ.. إلى أين وصلت الحلول؟
_ كانت هذه مشكلة سابقة والآن تتوفر مواعين النقل بالنسبة للنقل المبرد، كما دخلت بعض الخطوط الملاحية في النقل عبر الحاويات من ميناء بروتسودان، إلا أن مشكلة النقل الجوي قائمة ونتمنى دخول “سودانير” في النقل الجوي وتوسعته للوصول إلى عدد كبير من القارات والمطارات العربية والأوروبية، خاصة وأن حجم الصادر الجوي أكبر من الفراغات المتوفرة في النقل.
{ أنتم كمصدرين ماذا تريدون أن توفر لكم الدولة؟
_ ينبغي على الدولة دعم المصدرين حتى يتمكنوا من فتح أسواق جديدة للمنتجات السودانية، وتسهيل إجراءات الصادر والوارد في مواد التعبئة والتغليف، وهنا في السودان تتوفر أهم مقومات النجاح، الأرض الصالحة للزراعة والمياه والمناخ والكادر البشري، وعملياً نجهز للدخول على الموسم الشتوي وهو موسم كبير بالنسبة للصادر البستاني، حيث فيه عدة أصناف: (بامية، فاصوليا خضراء، شمام، بطيخ وبسلة) وهنالك ترتيبات ليكون موسماً مميزاً عن سابقه بالاستفادة من التجارب السابقة.
{ كلمة أخيرة؟
_ السودان بلد حباه الله بكثير من الموارد والنعم والكوادر البشرية الأهلية، ولدينا مقومات لنصبح من أكبر دول العالم في الصادر البستاني وأن نكون عملياً سلة غذاء الوطن العربي في عدة أصناف أساسية، وأرجو من المستثمرين السودانيين والأجانب الدخول في الاستثمار في القطاع البستاني وهو قطاع واعد وذو عائد مجزٍ كما يوفر كثيراً من فرص العمل لكل الفئات وكل القطاعات.. وأخيراً الشكر لصحيفة (المجهر) التي اهتمت بقضية الصادر البستاني والمركز منذ تأسيسه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية