رأي

الحاسة السادسة

الأنبياء الكذبة!!
رشان أوشي

“احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم، هل يجنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً، هكذا كل شجرة جيّدة تلد ثماراً جيدة، وأما الشجرة الرديئة فتلد ثماراً رديئة، لا تقدر شجرة جيدة أن تلد ثماراً رديئة، ولا شجرة رديئة أن تلد ثماراً جيدة، كل شجرة لا تلد ثمراً جيّداً تقطع وتلقى في النار، فإذن من ثمارهم تعرفونهم.
إنجيل متى..
كثيراً ما كان يحذر السيد المسيح عليه السلام الحواريين من الرياء، لذلك وصف المرائين بالأنبياء الكذبة، وليس هنالك أعظم من كذب الأنبياء، وهو البعيد المستحيل، فإنهم معصومون من الكذب، أردنا بذلك أن ننبه إلى أن كذب السياسيين وبعض أرباب الاقلام لهو من كذب الأنبياء لما يترتب عليه من ضرر، فتضليل الرأي العام والضحك على اللحي لفعل عظيم.
قبل شهور كنا حضوراً فيما أسموه باللقاء الإعلامي لنفرة تنمية الولاية الشمالية، سبق ذلك اللقاء حشد كبير للإعلاميين الذين تعود أصولهم لتلك المنطقة، يبدو أن أحدهم قدم مشورته بذلك للجنة الإعلامية، تحدثت المنصة عن بكرة أبيها واعدة بغدٍ أفضل ومستقبل مشرق لإنسان تلك المنطقة، وذروا أحلام اليقظة التي لعبت بعقول بعض الحاضرين وانطلت عليهم الخديعة الكبرى بان أرض الشمال من مروي لحلفا ستضج قمحاً ووعداً وتنمي، وقدم حارقو البخور من أرباب الإعلام مرافعاتهم في وجه حاكم الولاية وتغافلوا عن قضيه تعتبر الأهم في تاريخ تلك المنطقة، وهي القضية التي لن يتنازل أهلها عنها.
تجاهل الوالي في مرافعته وأحسبه رجلاً طيباً، حسن النوايا، فأنا لا أعرفه حقيقة ولكنه مجرد انطباع، تجاهل الحديث عن تنميه منطقة المحس، حتى سألناه عنها، فقدم إجابات مرتجفة، وتجاهل الحديث أيضاً عن قضايا تعتبر من أمهات الأزمات في البلاد، كقضية التعدين بمواد سامة وقاتلة تستخدمها شركات كبرى في المنطقة كمادة السيانيد التي أحدثت كارثة بيئية قبل فترة في منطقة تقرب من وادي حلفا، وانتشار مرض السرطان الذي فتك بأهل تلك المناطق.
فمن المضحك أن تعقد نفرة لتنمية ولاية، والحكومة المركزية تخطط لأن تطمر نصف أرضها بمياه بحيرات سدي دال وكجبار، إذن من الذي سيستفيد من تلك النفرة وتلك التنمية، وبالتالي أصبحت الولاية الشمالية منطقة منكوبة، بعد كثرة حوادث حرائق النخيل التي يعلم القاصي والداني أنها بفعل فاعل، انتشرت بعض الأمراض الفتاكة وسط تجاهل كبير من وزارة الصحة والحكومة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية