ربع مقال
الصينيون يزرعون السودان..!!
خالد لقمان
الاهتمام الصيني الأخير بالاستثمار في قطاع الزراعة بالسودان لا أدري أن كان مبعثه رغبة (متأخرة) من السودان أم مرحلة مخطط لها من الصينيين؟ .. فمن المدهش بحق أن لا تلجأ الخرطوم وبالرغم من كل تحالفاتها السياسية والاقتصادية مع بكين في الاستعانة بـ (التراكتور) الصيني طوال هذه السنوات التي تجاوزت فقط من بداية التسعينات ما تجاوز العقدين من الزمان، وذلك في ظل تحديات كبيرة واجهها النظام السياسي القائم بما شمل الحصار الاقتصادي المباشر وغير المباشر.. لماذا لم يستعن السودان بالخبرات الزراعية الصينية طوال هذه السنوات.. ألم يكن من الممكن أن تتم شراكة في هذا القطاع بمثل ما تمت في قطاع البترول.. ما الذي منع ذلك ؟.. هذا الأمر بتساؤلاته هذه يَصْب في صالح نظرية البعض القائمة علي مبدأ المصالح بخطوطها الحمراء النهائية (مرحلة تكسير العظام ).. بين الدول الكبرى.. والقمح الأمريكي بجانب قبضة الكابوي هو ما تستسلم به الحكومات وتجثو له ركب الرجال وهو دور لا تقبل واشنطن التخلي عنه وأوراقها على بكين كثيرة بما ينحو بالأخيرة لملاذات الصمت وغض الطرف.. ولكن ما حدث في البترول مثَّل اختراقاً وهتكاً كبيراً لهذه النظرية بما يعيد التساؤل.. لماذا أخيراً تحرك (التراكتور الأصفر) ليفلح أرض السمر) ويغزل قطنها، بل ويستولى على حقها في بيع نسيجها وتسويق قماشها.