عز الكلام
حصلوا شبابنا !!
أم وضاح
في أي مكان من بلاد الدنيا يعتبر الشباب هم الثروة الحقيقية التي يعض عليها بالنواجذ، وتبذل الحكومات سعيها اهتماماً بها، لأن الشباب هم الوقود الذي يحرك آليات الهمة والطموح وهم الأمل والمستقبل والغد الذي تبنيه سواعدهم الغضة النضرة إلا عندنا، وهذه الشريحة العريضة تعاني الإهمال وسوء الحال وتعيش بلا خارطة طريق ولا نوافذ مفتوحة للمستقبل، وحتى لا تظنوني أتحدث عن الآلاف من العطالى الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا عملاً ولازالوا مرهونين لحاضر غامض ومستقبل أكثر غموضاً، أقول إن هؤلاء الشباب في نعمة يحمدون الله عليها، وأنهم لازالوا في كنف أسرهم وتحت رعايتهم حتى لو كانوا يعانون الفقر والعوز، ومن أعنيهم في هذه الزاوية من الشباب هم أولئك الذين تحمل إلينا الأخبار أنباء ضياعهم في المجهول ليعودوا إلى أهلهم بعد رحلة اللا مصير محمولين في نعوش الموت وهم من كانوا يؤملون أن يعودوا محملين بالهدايا والعطور لتفرح الأم والعمة والخالة، ما الذي يجعل شباب زي الورد يرمي بنفسه في لُجة البحر وهو يعلم أن الموت هو الخيار الأول في قائمة خيارات ليس له في كتابتها يد!! كيف ولماذا تضيق أرض مساحتها مليون ميل مربع إلا قليلاً ممهولة حدادي مدادي بشبابها فيضطروا إلى الهجرة والوقوع في أحضان الموج الغادر ليعودوا إلينا بلا روح ولا حياة، والله أحزن حد الحزن والأخبار تصلنا بعد كل حين أن شباباً قد ابتلعهم البحر في رحلة هجرة إلى أوروبا تسبقهم الآمال بتحسين واقعهم وتغيير أحوال أسرهم إلى الأفضل والأجمل، كيف لا تتحرك فينا المشاعر الحزينة وآبار الذهب تنهار على رؤوس شباب غدراً وخيانة وهم بداخلها يبحثون عما يلمع، لعل حياتهم كلها تلمع بعد أن انطفأت الآمال والأحلام وأصبح الواقع باهتاً بائساً.. اعتقد أن المسألة وبهذا التكرار قد تعدت تماماً مرحلة الصدفة وتحوَّلت إلى سيناريو بائخ لفيلم سخيف مكرر، هي كارثة ومصيبة أن لم يحرك فينا نوازع الخوف والغيرة على جيل كامل نخشى عليه من الزوال والذين فلتوا من أفكار داعش المتطرفة رهنوا أنفسهم لنفس سيجارة بائسة يتحولون بعدها إلى مدمنين تموت بسببها في دواخلهم وعقولهم خلايا الإبداع والتميز، ومن فلت من هذه وتلكم يذهب إلى رحلة المجهول مخدوعاً من سماسرة الموت بأن الجنة الموعودة في انتظارهم وراء البحر أو أنهم يغادرون بحثاً عن ثروة تزفهم عرساناً، لكنها للأسف تظل أحلاماً مدفونة أو مهددة بالانهيار، بانهيار الآبار فوق رؤوسهم ويتحوَّل الحلم إلى كابوس وينتهي الفيلم نهاية حزينة باكية فمن يرحم شبابنا ؟ من يأخذ بيدهم ويربت على أكتافهم حنواً وفهماً ؟ من يحوِّل طاقاتهم إلى واقع يعود عليهم وعلى البلد بالخير الوفير.
كلمة عزيزة
في استطلاع تلفزيوني على أحد البرامج استوقفني أحد المستطلعين الذي وصف الأزمة الاقتصادية بأنها جعلت المواطن إذا تناول وجبة الفطور فإنه يصبح عاجزاً عن تناول وجبة الغداء أو العشاء، هذا حديث برأيي واقع وموجود وحاصل وربما أن الوجبة الواحدة ستصبح عصية إن استمر الوضع على ما هو عليه الآن، كيف يحدث هذا في بلد قال شاعرها (وحتى الطير يجيها جعان من أطراف تقيها شبع)، هذا حديث لا أدري هل نضعه في خانة الفضيحة أو الكارثة أم أنها المأساة.
كلمة أعز
ليس هناك مانع من تقنين الأوضاع بما يحفظ سمعة البلد وهيبتها، خاصة أن نعلق الموضوع بالأخلاق والشرف، لكن يفترض أن يطرح بكامل الشفافية والوضوح حتى لا يصبح محلاً للتحليل والتداول والقيل والقال، لذلك فإن الجهة التي أصدرت قراراً بمنع سفر بعض الفنانات إلى الخارج كان عليها أن تحدد الأسماء بشكل صادق، لأن فتح القوس بهذا الشكل يعرِّض كثير من الفنانات المحترمات إلى موقف ما حلو، خصوصاً وأن بعض (القونات) من مدعيات الغناء (جابن الكلام) لمن يردن تقديم فن راقي ومحترم، فهل هناك من يضع النقاط على الحروف؟.