مسألة مستعجلة
الحل في تشجيع المغتربين
نجل الدين ادم
لفت نظري الخبر الذي أوردناه في صحيفة (المجهر) أمس (الاثنين) عن تزايد كبير في الهجرة، وأن (100) ألف مواطن غادروا البلاد خلال (6) أشهر من العام الجاري، هذا المؤشر قد يعني أن المواطنين ضاقت بهم ظروف البلاد في الآونة الأخيرة وقرر الهجرة للبحث عن سبل كسب يتناسب مع حجم الصرف اليومي، وهنا قد يمضي البعض في أن الحكومة هي من أرغمت هذا الكم الهائل من المواطنين على مغادرة البلاد بسبب سياساتها الاقتصادية و….، ولكن في المقابل فإن هناك مؤشر آخر إيجابي ينبغي أن تتعاطى معه الحكومة بمستحقه، وهو أن خروج هؤلاء ربما يكون فتحاً جديداً لتغيير واقع الحال الذي اضطر الكثيرين من هؤلاء لحزم أمتعتهم للمغادرة إلى الخارج.
تخيلوا ما سيجنيه هذا العدد الكبير من المغتربين وأولئك الذين سيلحقون بهم من عائد عملة أجنبية، بالتأكيد سيكون كبيراً لو أن هذه المبالغ وجدت طريقها إلى داخل البلاد، ولكن لسوء الأسف أن الدولة لا تدفع بسياسات تشجيعية للمغتربين حتى يحرصوا إلى إرسال كل ما يكسبونه إلى البلاد، لذلك تجد الكثير من المغتربين يحوِّلون أموالهم ومقتنياتهم إلى وجهة أخرى ودول أخرى أو ذات الدول، فيشترون الفلل والعمارات الشاهقة ويحوِّلون ما كسبوه إلى استثمار لا تجني منه البلد مليماً واحداً بسبب سياسة الحكومة حيال المغتربين.
حسناً فعل وزير مجلس الوزراء “أحمد سعد عمر” قد وجه خلال زيارة مفاجئة له أول أمس لجهاز المغتربين، وجه بتسهيل إجراءات كل من يريد الهجرة وفتح نوافذ جديدة، ينبغي أن لا تنتهي مهمة الوزير عند هذا الحد، بل يجب عليه أن يتبنى سياسة تشجيعية جديدة للمغتربين يدفع بها إلى مجلس الوزراء لاعتمادها حتى تكون فتحاً جديداً لكسب عملة أجنبية مهدرة، انظروا الآن إلى سعر العملة الأجنبية اليوم، أنا متأكد من أن هذه السياسة سيكون لها الأثر الأكبر في حسم حالة الارتفاع المستمر لسعر العملة الأجنبية مقابل الجنيه وتسيَّد سماسرة العملة في السوق يتحكمون في الأسعار في ظل ضعف الإنتاج وقلة الصادر وانعدام السياسات التشجيعية للمغتربين، بناء اقتصاديات دول قريب مننا كان الفاعل الرئيس فيها المغترب الذي قد لا تتجاوز فترة بقائه بالخارج الـ(5) سنوات، ولكنه يحرص على أن يعود كل ما يكسبه من عملة صعبة لبلده وهذا الحرص بالتأكيد بسبب ما وجده من أرض صلبة تشجعه على ذلك، أتمنى أن تكون واحدة من سبل معالجة مشكلة العملة الصعبة والتي انعكست بشكل مباشر في تراجع الأوضاع الاقتصادية إلى الوراء، اجعلوا من سياسة التشجيع للمستثمر باباً جديداً لتدارك ما يمكن تداركه من حالة الانهيار التي وصل إليها سعر جنيهنا السوداني مقابل العملات الأجنبية الأخرى والله المستعان.