هل درس "الميرغني" حسابات الحضور للخرطوم؟!
بقلم – عادل عبده
مرحلة مواجهة الطوفان والرياح العاتية تتشكل على لوحة شفافة أمام مولانا “محمد عثمان الميرغني” زعيم الاتحادي الديمقراطي الأصل الموجود الآن في القاهرة، حيث يواجه مأساة حزبه المتمثلة في التفكك والضياع وانعدام البوصلة.
ثلاث سنوات قضاها مولانا في المملكة المتحدة، لم يكن صوته مسموعاً ولم تنعكس إشاراته وبصماته على الداخل خلال تلك الفترة العصيبة التي جرت خلالها مياه كثيرة تحت الجسر.. وفي السياق، يقال إن القاهرة تعدّ محطة ثانية لانطلاق مولانا للخرطوم في الفترة القادمة.. ماذا سيفعل مولانا “محمد عثمان الميرغني” إذا حضر للداخل؟! أمام الرجل تحديات ضخمة ومسؤوليات تاريخية تتمثل في ضرورة قيامه بدراسة حسابات حضوره للخرطوم بعناية فائقة ورؤية ذكية، كآخر فرصة لمعالجة أوضاع الحزب الكارثية التي شط بها المزار.
حسابات مولانا في حالة حضوره للخرطوم ستكون بمثابة فاتورة باهظة التكاليف لابد أن يدفعها كيما تؤدي إلى نتائج حلول مفصلية.. إما حزب اتحادي ديمقراطي أصل أو.. لا حزب! بصورة أوضح.. الآن مولانا “محمد عثمان الميرغني” عند مفترق الطرق في مرحلة مواجهة الحقيقة ونزع الغطاء الذي كان مخفياً في الفترة السابقة.
إذا تأمل مولانا صورة الحزب الكالحة في الداخل فإنه سيتلمس ما فعله الحسن مع رموز الحزب الأساسيين وكيف حدث جسم جديد في الاتحادي الأصل يحمل اسم أمبدة، فضلاً عن بروز تيار “أبو سبيب” الراديكالي، علاوة على العلاقة الفاترة بين نجله “الحسن” والقصر وانعكاساتها على الشراكة بين الطرفين، ثم انحسار دور الحزب في الأقاليم والخرطوم وابتعاد “حاج ميرغني عبد الرحمن” ودخول الوافدين في أحشاء الاتحادي الأصل حتى صار بعضهم نواباً، وأيضاً انكماش هالة الطريقة الختمية بصورة لافتة.. هذا غيض من فيض يعكس معدلات الخسارة البليغة التي لحقت بالحزب والطريقة الختمية خلال فترة غياب مولانا بالخارج.
انطلاقاً من هذه المعطيات كيف يدرس مولانا حسابات الحضور للخرطوم من القاهرة؟ وكيف يتصدى لهذا الواقع المرير الذي فاق كل التصورات؟ فالشاهد أنه لابد من كسر المُسلمات وأن تكون الحلول على نهج جدول الرياضيات الصارم، فالواضح أن حركة الرياضيات لا تقبل المحاباة والمجاملة ولا تستجيب للأهواء.. في القاهرة يوجد معمل دقيق مكون من بعض الرموز والقيادات يرسم التصورات والمقترحات لمرحلة الحضور للخرطوم، وتؤكد التسريبات أن الخليفة “عبد المجيد عبد الرحيم” يمثل رأس الحربة في هذه الحركة الدائبة، وبذات القدر إذا تجاوز مولانا الحضور للخرطوم وذهب إلى المدينة المنورة ثم انطلق إلى بلد آخر، فإن المحصلة تؤكد أن العشم والأمل في إصلاح حال الاتحادي الأصل قد انقطع في هذه الفترة الحالية، وعلى قواعد الحزب انتظار دوران عجلة التاريخ التي تستجيب للآمال.