عابر سبيل
“عبد الله خليل” البيت المفتوح!
ابراهيم دقش
أعترف بأن علاقتي بأسرة “الأميرلاي” “عبد الله بك خليل” وثيقة وممتدة، ولذلك كانت سعادتي طاغية وأنا أشهد على الشاشة البلورية تكريم القوات المسلحة ممثلة في وزير الدفاع الفريق أول “عوض بن عوف” للعميد (م) “ميرغني سليمان خليل”، ابن أخ الأميرلاي “عبد الله خليل” وزوج ابنته “سالمة”، وفي عقر دار “عبد الله خليل” بأم درمان الذي تحول في نهاية المطاف من دار “تهز وترز” وتعج بالقادمين والخارجين إلى مجرد محطة “بص” في نظر الأجيال الجديدة، رغم كونه ظلاً مفتوحاً وقبلة للانتلجينسيا والرموز والشخصيات القومية، وتلك لفتة كريمة يستحقها “ميرغني” الذي تولى منصب قائد الاستخبارات العسكرية في عهد مايو، وهو ذات المنصب الذي تولاه وزير الدفاع الحالي قبل أن يعين سفيراً في سلطنة عمان.
والعميد (م) “ميرغني سليمان” عمل سفيراً في ألمانيا وفي كينيا وفي إثيوبيا بالإضافة إلى وكالة وزارة الخارجية وتركيا، ويروي “ميرغني” نفسه أنه بعد أن تقرر إبعاده عن الوكالة وتعيين السفير علي سلحول بديلاً له، دخل عليه في مكتبه محام “ثوري” لا يعرفه ظناً بأنه القادم الجديد فقال له: تصور وزارة الخارجية كان وكيلها “عسكري”؟ وضحك ميرغني ورد عليه ببساطة: تصور!
خلال توليه لمنصب السفير في “أديس أبابا” بعد أبريل 1985م قاد “الصادق المهدي” وفد السودان للقمة الأفريقية في 1986 وألقى خطاباً نارياً جاء فيه: (إن بلادي اختطفها العسكر لستة عشر عاماً).. فلم يتورع “ميرغني” – وفي حضوري – أن يواجه السيد “الصادق”: يا سيد “الصادق” كان “تشاورنا”.. فالذين خاطبتهم معظمهم من “الخاطفين” الذين شكوت منهم.. فالرجل لا يتحرج في قولة الحق.
وبنفس الطريقة ترك “ميرغني سليمان خليل” “بصمته” في نيروبي وبون، واسطنبول وبأسلوبه وعلاقاته كان “مختلفاً جداً فأذكر له وهو في “أديس أبابا” دخوله علي في مكتبي في منظمة الوحدة الأفريقية دون سابق موعد، وحين وجد سكرتيرتين واحدة كينية اسمها “جين مروش”، وإثيوبية تدعى “حنا يوهانس”، استخدم اللغة السواحلية مع الأولى، فدخلت علي مفزوعة بأن السفير الكيني يريد مقابلتي!
“ميرغني سليمان خليل” شخصية جمعت بين الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية، وفي كل تلك المجالات تصطرع مواهبه وقدراته فتتطلب حيث يريدها!