مستشار صحفي أم سكرتير صحفي تراجع المهمة وإضعاف الوظيفة !
{مضى الأخ “أبي عز الدين” مدير الإعلام برئاسة الجمهورية إلى حال سبيله سريعاً، وأظنه لم يكمل (4) شهور في المنصب .
{عندما تم تعيينه تساءلت هنا في هذه المساحة وعبر هذا العمود: من أين أتى “أبي”؟
{لم يكن السؤال تقليلاً من شأنه، فهو شاب نشط ومجتهد، قد نختلف حول مردود تلك الاجتهادات، لكن الثابت أننا في الوسط الإعلامي، لم نكن – في الغالب – نعرفه، وبالتأكيد لم يكتمل تعارفنا به حتى غادر المنصب !!
{ليست هذه مشكلته، بل هي أزمة من يرشحون الناس لمثل هذه المناصب، دون مشاورة أهل الشأن والمعرفة بهذا المجال .
{المشكلة الثانية أن أصحاب القرار في المراجع العليا للدولة، لا يريدون شخصاً يملأ هذه الوظيفة بقوة وحنكة واقتدار، بسبب حساسية قديمة وغير مفهومة من الصحافة والصحفيين، ولهذا تجد أن المسمى الوظيفي لهذا المنصب المهم تدهور من المستشار الصحفي للرئيس، إلى السكرتير الصحفي، إلى مدير إدارة الإعلام، وكلها محاولات واضحة لإضعاف المنصب وتهميش القائم على أمره !!
{والخاسر الأول هو الدولة، وليس الصحافة ولا المواطن !
{كل الزعماء الرموز في تاريخ الوطن العربي كان لهم مستشارون صحفيون من العيار الثقيل، أسماء جهيرة ملء السمع والبصر، لم يكونوا موظفي علاقات عامة أو (بوسطجية) لتوزيع البيانات وصياغة التصريحات بلغة حكومية رتيبة!
{ولعلكم تعرفون ماذا كان يمثل الأستاذ الكبير”محمد حسنين هيكل” للرئيس “جمال عبد الناصر”، وماذا كان دور الأستاذ “محمد محجوب سليمان” للرئيس “نميري”، وكيف كان يتواصل “نميري” بنفسه وعبر خط هاتف ساخن مع رئيسي تحرير (الأيام) و(الصحافة) الأستاذين الراحل “حسن ساتي” و”فضل الله محمد” متعه الله بالصحة والعافية .
{وحتى في عهد الرئيس “حسني مبارك”، عندما اكتفى بمدير مكتبه الدكتور “أسامة الباز” مستشاراً عالماً في غالب الملفات، كان رؤساء تحرير الصحف القومية وعلى رأسها (الأهرام) في مقام المستشار الصحفي للرئيس، وظل رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير (الأهرام) في مقام الوزراء وربما أرفع في بعض الحالات، وظل لديهم تواصل مباشر مع الرئيس لا يقطعه سكرتيرون ولا رجال أمن أو مراسم .
{في أمريكا عندما تقلع طائرة الرئيس صوب أي عاصمة أجنبية، فإن عدد الصحفيين على متنها يزيد بالتأكيد على عدد الوزراء !
{كل دول العالم الرفيعة والمحترمة تعلي دائماً من قدر أجهزة إعلامها، غض النظر عن رضاء قيادة الدولة عنها أم لا. ولا شك أنه ما من رئيس أمريكي يمكنه أن يكون سعيداً بما يكتبه الصحافيون عنه، ولكنه لا يملك غير أن يحترم هذه المؤسسة بالغة الأهمية والضرورة في أي نظام ديمقراطي بدول العالم الأول .
أقول قولي هذا، وأنا أخشى أن أكرر غداً ذات السؤال عن القادم لتولي مسؤولية ملف الصحافة والإعلام بالقصر الجمهوري: من أين أتى؟ أو كيف أتى .. ولم يسبق له أن كتب خبراً أو مقالاً أو حاول التحليل السياسي ؟!
{(سبت) أخضر.