فوق رأي
تغيير مصير واتفاقية هيام
هناء إبراهيم
في منتصف الحياة، ليس بالضرورة نصفها تماماً، هناك شخص تسوقه الأقدار نحوك سالكاً الطريق القلبي فـ يدخل هذا الكائن الجميل ضمن التشكيل الأساسي ليومياتك حيث يغير الكثير من عاداتك وميولك وترتيب الأشياء حولك.
ممكن فجأة تغلق (الفيسبوك) وتكتفي بوجهه.
تغلق الأكاونت الخاص بك على (تويتر) وتكتفي بتوتر غيابه وحضوره.
تعلق حسابك على انستجرام وتستجم في فضاء أطيافه وذكرياته وحكاياته وحركاته.
يبدأ هذا التغيير بعد ساعة من تأثيره عليك، فنجدك قد قمت بتغيير صورة خلفية الموبايل زائداً بروفايل الواتساب والإيمو واللاين ويستمر التغيير في التطور إلى أن يصل مرحلة التحول السماعي.
فجأة يتحول السجل الغنائي الخاص بك ومشغل الموسيقى من (فيروسات) أغاني السنترليق إلى (فيروزات) الذوق الرفيع.
الشخص الذي يوصلك مرحلة فيروز (خاف عليه وخاف منو).
والله جد..
المرحلة الأخطر، هي لما تكون عصبي وتتحول فجأة إلى عائلة الهدوء وعناصر تنظيم السكينة.
وكأن هذا البني آدم قد أجرى عملية تجميل لأخلاقه الضيقة.
يبدو هذا واضحاً في تصرفاتك وفي سلامك وفي عينيك.
عينيك انت دا..
لدرجة (لو في زول شال شاحن تلفونك شخصياً) فإنك تتعامل مع الأمر برواقة وثبات انفعالي لا شبيه له.
كبيرك، قد تعرب عن قلقك كما يفعل السيد بان كي مون الذي فات إعرابه جميع إعرابات قواعد اللغة العربية والنحو.
المشكلة إنك حين تُخذل من هذا الشخص الذي فعل كل هذه التغييرات بحياتك فأنت غالباً (سوف تعود سيرتك الأولى).
فتمارس أشياء كنت تمارسها قبل معرفته الكريمة كـ النوم المبكر ودي حاجة كويسة ما كعبة.
وتبتعد عن التواصل الخارجي والناس قد (تشغلا ليك).
قد شنو، أكيد ح يشغلوها ليك.
لو أنك شربت شاي قد يسألونك من متين بتشرب شاي؟!
وفي الإطار تمتنع عن ولوج بيوت الإنترنت (وفرت حينئذ).
وقتها سوف تفضل البقاء وحيداً دون الاهتمام بأي شيء من حولك، الأمر الذي سوف يسبب لك نفسيات.
ثمة من يستمر في هذا الأمر عدة أيام وثمة من يتعافى سريعاً وذلك حسب نسبة التعقل ومعدل الإحساس.
الملاحظ أنك بعد هذه الفترة العصيبة لن تعود إلى ملف أغنياتك القديمة التي تركتها مع أول حركة نضج عاطفي، ولا إلى أغاني التغيير بل سوف تختار تشكيل نغمي جديد.
أقول قولي هذا على السبيل التنظير
و……
بتفكر في إيه
لدواعٍ في بالي.