هل تبخرت أهداف اتحاديي أمبدة؟
بقلم – عادل عبده
اللقاء التفاكري الكبير الذي انتظم بدار الخليفة ميرغني بركات في أكتوبر 2015م لم يكن تجمعاً عادياً بين قواعد ورموز وقيادات الاتحادي الأصل، بل كان حراكاً سياسياً نادر الصور والتكرار على مستوى الإعداد والتحضير والمداولات والأهداف، فقد شكل الاجتماع الضخم منارة سامقة لتلاقح الأفكار وتبادل المعلومات بشهادة عالية ساعدت في الخروج بالقرارات والتوصيات التي لامست تنشيط وتفعيل القطاعات الحزبية ومعالجة القضايا الآنية ورفض خطوة مشاركة الحسن الميرغني في الحكومة الحالية.
كان اللقاء التفاكري في دار الخليفة ميرغني بركات في أكتوبر المنصرم خطوة مسؤولة على إيقاع الالتزام الكامل بالخط الوطني الحزبي والعصف الذهني الواعي الذي يصادم الشعارات البراقة والمصطلحات البالية، فكان من الطبيعي أن يترجم ذلك الاجتماع التاريخي تطلعات القواعد في الاتحادي الأصل.
ممثلو الأقاليم بتجربتهم ونكهتهم فضلاً عن العناصر الحية في الحزب كانوا في حراك أمبدة يومذاك علاوة على وجود الرموز الكبيرة ممثلة في الأستاذ “طه علي البشير” والبروف “البخاري الجعلي” والدكتور “علي السيد” و”الخليفة ميرغني بركات” والمهندس “محمد فايق” والقيادي “أبو سن الدابي” والمحامي “بابكر عبد الرحمن” والدكتور “حيدر قدور” وقد شكلوا جميعاً إضافة حقيقية للإرث الاتحادي في التداول والنقاش والإبحار في القضايا الدقيقة.
في السياق ذهب ثلاثة من رموز أمبدة إلى لندن في أبريل المنصرم لمقابلة مولانا “محمد عثمان الميرغني” زعيم الاتحادي الأصل بهدف اطلاعه على مخرجات أمبدة وتصرفات نجله “الحسن” لكن تعثر الاجتماع به حيث أخرج هؤلاء بياناً ضافياً أضاء المصابيح حول تلك الملابسات.
وفي الإطار كان العشم كبيراً في قدرة اتحاديي أمبدة على التقاط القفاز بكل همة واقتدار والعمل على تحويل مخرجات اللقاء الكبير إلى واقع ملموس ينبض بالألق والتفاعل،.. فقد كان يفترض أن يتفادى هؤلاء الرموز مرحلة السكون والانتظار الطويل إلى ملامسة أوجاع الاتحادي الأصل المتمثلة في توهان البوصلة والبقع السوداء على جسد الحزب.. فقد كانت المشاعر المشتركة للعضوية تتحسس الانفراج والأمل الأخضر على إيقاع أمبدة فقد شاهد الكثيرون حدثاً ملحمياً يومذاك بنى المداميك الأساسية التي تحمي الحزب من الانزلاق والدمار.
ما حدث في لندن كان مكسباً للقادمين من الخرطوم ولا يمكن أن يكون مبرراً للتراجع والتوقف بل مدعاة للمراجعة المتأنية والانطلاق للأمام والانفكاك من الحسابات المغلوطة.. فالطريق كان يمكن أن يكون مفتوحاً أمام اتحاديي أمبدة لتحقيق المكاسب الكثيرة في ظل الأوضاع المتردية على باحة الحزب الذي يقوده “الحسن الميرغني” والاستثمار الناجع لتلك الأحوال كان يجب أن لا يضيع من أقدام رموز أمبدة.. ودائماً يقولون إن إضاعة الفرصة غصة في الحلق.. والسانحة عندما تذهب هدراً لن تعود مرة أخرى.
“الخليفة ميرغني بركات” أمامه مسؤولية ضخمة بوصفه الشخصية القيادية الحزبية التي نظمت اجتماع أمبدة في داره كيما يدعو إلى اجتماع جديد مبني على مداولات التفاكر والتشاور حول الركائز الأساسية لخطوات المرحلة القادمة.
نكهة أمبدة وضعت نقوشاً راسخة على جبين العضوية الاتحادية وأزاحت على منضدة التفاؤل كاهلاً ثقيلاً من الهموم والضنك على أعصاب القواعد الحزبية.. كم من المؤلم أن تتعثر وتتجمد خطوات ذلك الاجتماع التاريخي.. فهل تبخرت أهداف اتحاديي أمبدة؟.. فالإجابة الواضحة تكمن في مواكبة رموزها على عبور محطات التحدي والإحباط!