عابر سبيل
“سيف الدين الدسوقي”.. هل يعود رباً للفكر؟
ابراهيم دقش
يريد صديقي الشاعر “سيف الدين الدسوقي” أن يعيد المولى له ألقه وشبابه، ليعود رب الفكر والأدب.. فقد سمعته ورأيته في قناة (أم درمان) الفضائية وهو يصدح بشعره أمام عصبة من الفتيان والشباب، وهم يصفقون له ويحتفون بشعره.. فيما منظاره يخذله، ورأس شعره يتوارى عن مقدمة رأسه، لكن صوته كما هو وأظنه الآن افتقده أو حجبه المرض عن الناس، بيد أن غنائياته وأشعاره ظلت باقية خاصة تلك التي تحمل من فورة العواطف أعطرها وأقواها، ومن حب الوطن أصدته وأبهاه.. وأحب مكان وطني السودان ..
ويبدو أن “سيف الدسوقي” غير محظوظ فرغم كينونته وكونيته الشعرية والأدبية وإذاعيته المحضورة وإعلاميته المعهودة، لم يجد (من يعبره) على المستوى القومي.. فأنا أعرف شخصاً في سنوات نظام مايو التي أعقبت ما عرف بالمصالحة الوطنية، تبوأ شأن الثقافة والإعلام من وراء ساتر (جاهل بالموضوع) وكنت وقتها في موقع قارئ مرموق خارج الديار فاتصل بي هاتفياً الأخ “سيف الدسوقي” مستنجداً وهو ينقل لي أن (الوزير الأصغر) أمامه ملفات واحد عليه اسمي والآخر عليه اسم “سيف” نفسه والتوصية المرفوعة منه لأعلى، (لا أريد هؤلاء معي!) واستفزتني المحادثة فركبت الطائرة وهبطت مكتب الرجل الثاني في النظام، وهو حي يرزق، وقلت له: أنا شخصياً خارج الديار وبالتالي خارج “اللعبة” لكن حرام واحد مثل “سيف الدسوقي” يكون غير مرغوب فيه.. ولم يصدقني الرجل فرفع الهاتف وتحدث للوزير الأصغر.. وسأله لماذا ملفا فلان وفلان أمامك الآن ؟ وتلجلج الرجل، ففاجأه الرجل الثاني في النظام بأن فلاناً – الذي هو أنا – سيكون عندك بعد ربع ساعة ووجدته في استقبالي عند بوابة وزارته.. وهكذا أنقذت “سيف الدسوقي” لأني أصلاً لم تكن عودتي واردة للبلاد.
==
والآن “سيف الدسوقي” طريح الفراش لا يجد من يهتم به أو يكرمه أو يلحقه ببرنامج (تواصل) حتى…
ألم أقل لكم إن الرجل غير محظوظ؟!!