هي عصاي
المريخ بين “الوالي” و(المؤسسية)
عقيل أحمد ناعم
قبل شهر فقط من الآن ومنذ منتصف الدورة الأولى من الممتاز كان الإشفاق والإحباط هو المسيطر والممسك بتلابيب فريق الكرة بنادي المريخ والذي وصل ذروته بحالة التوهان والتخبط والهزائم والنتائج الهزيلة التي ظل يعانيها الفريق، لدرجة أن غالب جمهوره استسلم تماماً لفقدان المريخ للبطولة التي كان بطلها الموسم السابق بعد اتساع فارق النقاط بينه و(وصيف) النسخة الماضية الهلال، ولكن بعد هذه الحالة المأساوية وفي أعقاب إعفاء المدرب الأجنبي الذي كان يتقاضى آلاف الدولارات، وتعيين لجنة تسيير جديدة، انقلب الحال رأساً على عقب ودبت الحياة من جديد في جسد الفريق الذي ظنّ أهله أنه هالكٌ لا محالة. وبالتأكيد هناك أسباب لهذا الانقلاب المفاجئ.
ولعل أحد أسبابه رحيل مجلس التسيير السابق الذي كان يترأسه (القيادي بالمؤتمر الوطني) أسامة ونسي وهو المجلس الذي في حقبته عانى المريخ ـ على غير العادة ـ مادياً لدرجة الفقر المدقع الذي تسبب في تمرد غالب محترفي الفريق الأجانب. وقصدت أن أعرف “ونسي” بأنه قيادي بالمؤتمر الوطني للتذكير بالتهم التي ظلت تلحق المريخ بأنه مدعوم من الحكومة وحزبها الحاكم، فما بالهما أحجما عن دعم المريخ وتحت قيادة من هو أشد انتماءً للنظام والحزب من “جمال الوالي” الذي ظل طيلة الفترات الماضية هو مناط الاتهام الموجه للمريخ بسبب انتمائه للحزب الحاكم؟! أم أن الدعم الحكومي معني به السيد “الوالي” شخصياً وليس المريخ؟!. على العموم بعد ذهاب مجلس ونسي تحسن الوضع المالي للمريخ ودبت في أوصاله العافية المالية. وهذا بالتحديد يثبِّت عندي ويرسِّخ القناعة بفشل “جمال الوالي” الإداري والذي رغم دعمه المادي الذي لا ينكره أحد، إلا أنه يمثل في ذات الوقت قمة الفشل المؤسسي والإداري، إذ أنه عمل طيلة فترة استحواذه على قيادة النادي على جعله (عالةً) عليه ماداً يده باستمرار لانتظار صدقات “الوالي”. ولم يجعل من هذا النادي العريق صاحب الجماهيرية مؤسسة محترمة تستطيع أن تعتمد على نفسها ومواردها ـ ولو في الحد الأدنى من تسيير أمور النادي ـ دون النظر لمن يرأس النادي هل هو الوالي أم ونسي أو غيرهما من الأسماء. وليس هناك ما يشي بأن السيد الوالي (الرئيس طوالي) سيغير من طريقته في إدارة النادي،ا لأمر الذي لا يجود علينا بمجرد الحلم بأن نرى المريخ مؤسسة محترمة واقفة على قدميها غير متسلقة على ظهور الإداريين أياً كانوا. وعلى أهل المريخ أن يختاروا بين أن يصنعوا نادياً عملاقاً تقوده المؤسسية والعلمية، وبين “الوالي” الذي كل ما غادر مقعد الرئاسية حمل معه (شفرة) النادي ومفاتيح استقراره وتركه يتكفف الناس أعطوه أو منعوه.
أيضاً اتضح جلياً أن ذهاب المدرب الأجنبي واستبداله بطاقم محلي بقيادة برهان تية ومحسن سيد كان له أثر السحر في نفوس اللاعبين وفي التغيير الجذري الذي طرأ على أدائهم داخل الملعب، وهذا ما يلفت النظر إلى عدم جدوى الاعتماد على مدربين أجانب فاشلين لا يفعلون سوى قصم ظهر النادي وميزانيته العاجزة. فلنجرب الاعتماد على برهان ومحسن كمدربين ثابتين وليسا مجرد بدلاء في انتظار العثور على فاشل جديد من ذوي العيون الزرقاء.
أما الفوضى الإدارية التي يعيشها المريخ الآن فتحتاج إلى وقفة لوحدها حتماً سنعود إليها.