رأي

مسألة مستعجلة

 ماذا سيفعل مؤتمر الشيوعي؟
نجل الدين ادم
غداً (الأحد) سيدخل الحزب الشيوعي السوداني مرحلة جديدة من الديمقراطية بانعقاد مؤتمره العام بعد أن كسل لسنوات دون أن تطال أجهزته تدابير تنظيمية تعيد الروح إلى الحزب من تنظيم سياسي كانت له أدوار سياسية فاعلة إلى حالة تنظيم يشهد حالة من السكون.
ولسوء الطالع أن المؤتمر العام يجيء بعد هذا البيات الشتوي السياسي الطويل متزامناً مع حالة اضطراب داخلي أطاحت ببعض القيادات المؤثرة، الحزب يريد من خلال مؤتمره العام أن يؤسس لمرحلة جديدة بعد أن انخفض صوته وانفض عنه السمار، لكن يبقى السؤال.. هل يمكن للمؤتمر العام أن يحقق ذلك في ظل الانقسام الذي يشهده الآن؟
بدأت (أمس) بعض المسائل الإجرائية التي تسبق المؤتمر العام، ولكنها تبدو من واقع متابعاتنا غير مبشرة وأسماء لقيادات بارزة قد سقطت من كشوفات اللجنة المركزية والتي تتيح لعضويتها فرصة الترشح لمنصب سكرتير عام الحزب، وكانت المفاجأة أن القيادي البارز في الحزب “سليمان حامد” وهو أحد الذين كانت تعول عليهم القواعد في خوض انتخابات منصب السكرتير العام قد اعتذر عن الترشح للجنة المركزية، ما يعني أن الرجل زاهد في المنصب أو ربما لم يعجبه الحال الذي صار عليه الحزب.
الأصل في السياسة أن تكون فاعلاً أساسياً وليس متفرجاً وينصب جهدك في هزيمة ما يبنيه الآخرون من خلال النقد والتبخيس كما يفعل الآن.
ما يحسب على الحزب الشيوعي هو تخندقه واختياره اللون الرمادي في المعارضة، والمعارضة هي خشم بيوت، كانت للحزب تجربة جيدة وهو يعيد الحيوية السياسية لجسده عندما دخل برلمان نيفاشا ببعض عضويته البارزة وعلى رأسهم الأستاذة “فاطمة أحمد إبراهيم” و”سليمان حامد” و”صالح محمود” وآخرون، كانت التجربة جيدة رغم أن الحزب اختار أن يكون مشاركاً في الجهاز التشريعي فقط دوناً عن الجهاز التنفيذي، يحتاج الحزب حتى يحدث حركاً حقيقياً، أن يغير جلده وأطروحاته الجامدة التي ما عاد بعض عضوية الحزب أنفسهم يتفاعلون معها، بل يرفضونه وفصل القيادي البارز “الشفيع خضر” هو خير دليل على ذلك، ليس بكراهية الإنقاذ وعدم التعامل معها وتأليب الرأي العام على حكمها يبقى الحزب، الحزب يحتاج إلى تجديد في الأفكار والأطروحات التي تتيح لهو أن يكون حزباً فاعلاً في المجتمع.
أتمنى أن يكون المؤتمر العام محطة لمراجعة ذلك، عندها سنسمع صوتاً عالياً للحزب.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية