حوارات

" الاجماع الوطني" و"نداء السودان " ،في مواجهة ، عقب انفضاض اجتماع باريس

* “أبو بكر يوسف”: حزبا البعث والناصري هما اللذان رفضا مشاركة قوى الإجماع الوطني في اجتماعات باريس
*”فاروق” في موقف لا يحسد عليه لأنه يترأس جسماً به (17) حزباً من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين
“ساطع الحاج”: قوى الإجماع رفضت المشاركة لأن هنالك أطرافاً تريد تحويل “نداء السودان” إلى منصة استسلامية للتوقيع على خارطة الطريق
* أكثر من (70%) من قوى الإجماع الوطني رفضت المشاركة ولم تذهب إلى باريس ولو بصفة مراقب،
أجرى المواجهة ـــ محمد جمال قندول
انعقدت مؤخراً بالعاصمة الفرنسية باريس اجتماعات لمكونات قوى “نداء السودان” بمشاركة كل من  رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي”، و”مالك عقار” و”أمين مكي” و”عمر الدقير”، وعدد من قيادات المعارضة، غير أن الملفت كان عدم مشاركة قوى الإجماع الوطني ممثلة في رئيسها “فاروق أبو عيسى” مما طرح العديد من التساؤلات المشروعة حول العلاقة بين التحالفين وهل ثمة خلافات بينهما، كما أثير مؤخراً.. (المجهر) أجرت مواجهة ساخنة لمعرفة الحقائق بين القيادي بالمؤتمر السوداني “أبو بكر يوسف” ،الذي شارك حزبه بالاجتماعات التي اختتمت أعمالها بباريس أمس الأول (الخميس)، والقيادي بالحزب الناصري ،القانوني “ساطع الحاج”، حيث اتهم “أبو بكر” صراحة حزبي البعث والناصري ،برفضهما للمشاركة دون بقية أحزاب قوى الإجماع الوطني، في حين هاجم “ساطع الحاج” اجتماعات باريس مؤكداً أن المشاركين فيها يريدون تحويل قوى “نداء السودان” لمنصة استسلامية- حسب وصفه- للتوقيع على خارطة الطريق.. فيما يلي مضابط المواجهة بينهما:-
{ مرحبا “أبو بكر”؟
ـ مرحباً بكم، وسعيد بالإطلالة عبركم.
{ ما هي أسباب عدم مشاركة قوى الإجماع الوطني في اجتماعات باريس التي اختتمت أعمالها أمس الأول (الخميس)؟

ـ قوى الإجماع الوطني عقدت اجتماعاً،  قبل اجتماعات باريس بأيام قليلة، وكان من الصعوبة الوصول لقرار المشاركة، والاجتماع المذكور انفض قبل اتخاذ قرار واضح، ما جعل بعض الأحزاب تشارك بصفتها الحزبية،  وليس بصفة التجمع على غرار حزب المؤتمر السوداني وغيره.
{ ما هي الأحزاب المشاركة باجتماعات باريس؟
ـ المؤتمر السوداني، والتحالف الوطني السوداني، بالإضافة إلى البعث السوداني ، بجانب مكونات “نداء السودان” المتمثلة في حزب الأمة والجبهة الثورية ومبادرة المجتمع المدني بقيادة “أمين مكي”.
{ مدى صحة ما تم تداوله مؤخراً عن وجود خلافات بين مكونات “نداء السودان” وتحالف الإجماع الوطني؟
ـ قوى الإجماع ليست معنية بمخرجات باريس، باعتبار أنها لم تشارك في الاجتماعات الجارية حالياً.
{ لكنها كانت جزءاً أصيلاً في “نداء السودان”؟

ـ نعم، ولكن هنالك أحزاباً سياسية داخل قوى الإجماع الوطني تعمل تكتيكات صغيرة لعرقلة أي أعمال لـ”نداء السودان” وقوى النداء ترى أنه لابد من خطوات تخطوها، لذا جاء اجتماع باريس، وجاءت مخرجاته لحسم موقف تحالف قوى الإجماع الوطني برفضها أو قبولها.
{ أي مخرجات التي تحسم موقف قوى الإجماع الوطني ،وهم أصلاً لم يشاركوا في الاجتماعات.. ألا يحمل هذا الحديث تناقضاً؟
ـ هم لم يشاركوا، لكن بالتوصيات والمخرجات النهائية تنتظر أن يحسموا موقفهم.
{ ما صحة وجود خلافات داخل مكونات “نداء السودان”؟
ـ أبداً، لا وجود لأي خلافات، وهم بحمد الله يعملون ككتلة واحدة خاصة على المستوى السياسي، وكل ما كان يحلم به الأعداء بانقسام مكونات “نداء السودان” تم تدميره، والآن المكونات أكثر تماسكاً واتفقت على ميثاق للعمل المشترك.

{ ضعف الحركات المسلحة عقب الخسائر الفادحة والهزائم التي تعرضت لها من القوات المسلحة أضعف “نداء السودان” خاصة وأنكم تعولون عليهم بشكل كبير.. ألا توافقني؟
ـ ضعف الحركات المسلحة ضعف مصور فقط عبر الإعلام والصحف ومن النظام، لكنها ما زالت قوية والنظام غير قادر على حسمها عسكرياً.
{ لكن هذه الحركات تعاني من مشاكل داخلها؟
ـ المشاكل التي تعانيها على المستوى التنظيمي فقط، لكن على المستوى السياسي متفقة جميعاً.
{ غياب “فاروق أبو عيسى” كان الحدث الأبرز في اجتماعات باريس.. هل ثمة ما يشير إلى غضبه تجاه قوى “نداء السودان”؟
ـ “فاروق” في موقف لا يحسد عليه لأنه يترأس جسماً به (17) حزباً من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بالإضافة إلى أحزاب في الوسط، ومشاركته كانت مرهونة بموافقة كل هذه الأحزاب التي كان جزء منها يرفض المشاركة.

{ ما هي الأحزاب التي رفضت؟
ـ هي أحزاب أيديولوجية عروبية متمثلة في أحزاب البعث والناصريين.
{ لماذا يرفضون المشاركة؟
ـ لأن لديهم أجندة مغايرة، ولأن مشروع “نداء السودان” يهدم أجندتهم ومشاريعهم.

s
{ د. “ساطع” مرحباً بك؟
ـ يا مرحب بـ(المجهر).
{ ما هي أسباب عدم مشاركتكم في اجتماعات “نداء السودان” التي انعقدت في باريس؟
ـ السبب يرجع إلى أن هنالك أطرافاً أخرى من مكونات “نداء السودان” تريد أن تحوله إلى منصة لتسوية سياسية استسلامية وانبطاحية مع نظام الإنقاذ، وتحالف قوى الإجماع الوطني اتخذ قراراً بالإجماع برفض المشاركة في اجتماعات باريس، لأن الانتفاضة الشعبية هي الوسيلة الوحيدة لتغيير هذا النظام بعد رفض النظام القيام بتهيئة الأجواء بإجراء حوار حقيقي.
{ لكن القيادي بالمؤتمر السوداني “أبو بكر يوسف” قال إن حزبكم الناصري والبعثيين فقط من رفضوا المشاركة بالاجتماعات؟
ـ نحن رفضنا لوقف الانهزامية التي كان يمكن أن تحدث حال شاركت قوى الإجماع بالحوار.

{ أكرر لك أن “أبو بكر” اتهم حزبين فقط برفض المشاركة، حزبكم والحزب البعثي ماذا أنت قائل؟
ـ على كيفو، يقول اللي يقوله، لكن أود أن أؤكد أن أكثر من (70%) من قوى الإجماع الوطني رفضت المشاركة ولم تذهب إلى باريس ولو بصفة مراقب، لأن الاجتماعات باتت منصة لتسوية سياسية والتوقيع على خارطة الطريق مع النظام برعاية “أمبيكي”.
{ قوى “نداء السودان” تتهمكم أنتم كناصريين وبعثيين بأن أفكارهم تهدم أفكاركم لذلك رفضتم المشاركة؟
ـ نحن الآن لسنا في مرحلة صراع أفكار وإنما نحن في مرحلة إسقاط النظام، والآن كلنا حزب أمة، حزب المؤتمر السوداني، الحزب الشيوعي، أحزاب البعث وكل المعارضة، الآن نحن كلنا سودانيون هدفنا واحد، وبعد أن نحقق الهدف بإمكاننا أن نجلس ليعرض كل واحد مشروعه وأفكاره.

{ هل أبلغتم موقفكم الرافض لـ”أبو عيسى”؟
ـ “أبو عيسى” شخصياً صرح قبل انعقاد الاجتماعات بأن خارطة الطريق التي بطرف “أمبيكي” لا تهم التحالف لا من بعيد ولا من قريب، وليس لدينا بديل سوى الانتفاضة الشعبية.
{ لكن “أبو بكر” أكد أن “أبو عيسى” بشخصه كان موافقاً وحجزت له التذاكر وقراره بعدم المشاركة كان مرتبطاً بقرار الـ(17) حزباً التي يترأسها وأنتم جزء منها؟
ـ يا سيدي الفاضل نحن كأحزاب تجمع قوى الإجماع الوطني رفضنا المشاركة لأننا نرفض الاستسلام وليس لدينا طريق سوى إسقاط النظام، و”أبو عيسى” هو رئيس هذا التجمع الذي تتحدث عنه.
{ عدد لنا أسباب رفضكم المشاركة في الاجتماعات الأخيرة؟
ـ نحن ضد تدخل “ثامبو أمبيكي” في حركتنا السياسية، وضد التدخل الأجنبي في حركة المعارضة، ونحن لم نكن بحاجة إلى اجتماع باريس لأن (75%) من مكونات “نداء السودان” موجودة داخل السودان.
{ لكن المعارضة متهمة بأنها مدعومة وتنفذ أجندة جهات أجنبية؟
ـ هل اتهم الشعب السوداني المعارضة بتنفيذ أجندة أجنبية.. هذه الاتهامات تصدر عن النظام وليست لها أية علاقة بالشعب، وإذا أجرينا قراءة سريعة من الذي دوّل القضية السودانية، أليست الحكومة التي اتُخذ ضدها (65) قراراً بمجلس الأمن بسبب دارفور، وهي ذات الحكومة التي سمحت بالتدخل الأجنبي.
{ كيف تنظر إلى مكونات “نداء السودان”؟
ـ جميعهم مواطنون سودانيون يحملون الكثير من أشواق الشعب السوداني ولا مزايدة على مواقفهم، وهم وطنيون حتى النخاع.
{ هل هنالك خلافات وتصدعات كما قيل داخل قوى الإجماع الوطني مؤخراً؟

ـ لا توجد أي خلافات وإنما تباين في الرؤى ، وكلنا متفقون على ذهاب النظام. البعض يرى أنه يجب تفكيك النظام بالحوار، بينما يرى آخرون أنه يجب هزيمته بالانتفاضة، باعتبار ان النظام ومنذ خطاب الوثبة لم يثبت أي توجهات حقيقية لصالح الحوار والوطن.
{ أنت تتحدث عن إسقاط النظام في حين أن هنالك غياباً تاماً للمعارضة في الساحة؟
ـ من قال هذا؟ المعارضة موجودة، وطالما هنالك نظام دكتاتوري ستكون هنالك معارضة قوية.
{ اخبرنا عن صحة “فاروق أبو عيسى”؟
ـ “فاروق” بخير، وأحسن مني ومنك.
{ ولكن غيابه طال عن السودان؟
ـ كان موجوداً بالقاهرة من أجل الاستشفاء والحمد لله الآن تماثل إلى الشفاء وينعم بصحة جيدة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية