قالوا عن (غناوي وحكاوي)
التجانى حاج موسى
بعض المشاهدين تابعوا عبر قناة (الخضراء) الفضائية السودانية برنامجاً بعنوان (غناوي وحكاوي) ساهمت في إعداده وتقديمه، سجلناه قبيل مطلع الشهر الكريم رمضان شهر التوبة والغفران، والثلاثون حلقة التي شاهدها المشاهدون أنجزناها في أيام معدودة مع مجموعة الفنانين والفنانات الشباب ومجموعة العازفين، العازفون المهرة الذين نفذوا الأغنيات مع من ذكرتهم من مؤدين لأغنيات مسموعة لفنانين منهم من هو على قيد الحياة ومنهم من رحل إلى الرفيق الأعلى. والمكان الأنيق الذي سجلنا فيه تلك الحلقات هو، نادي النفط الذي يتبع لوزارة البترول، وموقعه ناحية النيل الأزرق قبالة العمارة الكويتية ووزارة النفط. والشكر أجزله لمدير النادي السابق والحالي الذين ما بخلوا بالمكان، والحق أقول الشكر موصول لكل العاملين في ذلك المكان الأنيق، فقد احتملونا ونحن نزحم ذلك المكان.
أما صديقي الأستاذ “الهندي عز الدين” مدير القناة فله الفضل في إنتاج تلك الحلقات ولن أنسى مجموعة شباب (المجهر) من زملائي بالصحيفة التي أعمل كاتباً بها، “محجوب” و”طلال” و”قندول” الذين خاضوا معنا تجربة إنتاج البرامج التلفازية، فلهم الشكر، نجحوا في التجربة بدرجة جيد جداً، وهذا التقييم من عندي لأني سبق لي العمل بالتلفزيون، بل كنت في يوم من الأيام مديراً للبرامج بالتلفزيون، وتلك قصة سأكتب عنها إن شاء الكريم في يوم من الأيام – والناس الذين يشاهدون البرامج التي تنتجها قنوات الإذاعة المرئية والمسموعة لا يدركون المشقة والتعب والرهق الذي يصيب من يعملون في إنتاج تلك البرامج، وما يجري في كواليسها، فمثلاً في برنامجنا موضوع هذا الحديث حدث خلاف حاد بين قائد الفرقة الموسيقية، والأستاذ “الهندي” – يومها – سجلنا عدداً من الحلقات في يوم واحد والكل يومها كان مجهداً لا سيما الفرقة الموسيقية التي ظلت تعزف لساعات، والأستاذ “الهندي” كان مهموماً بالبرنامج خاصة بعد اقتراب حلول رمضان، وهنالك أعمال المونتاج والمكساج وأشياء تقنية أخرى، لا بد من إنجازها حتى يكتمل العمل، يومها انفعل صديقي “الهندي” وخرج عن طوره وأقال قائد الأوركسترا وتلك أزمة كانت ستطيح بالعمل لأننا كنا سنفقد كل أعضاء الفرقة الذين تضامنوا مع قائدهم، لكن – الله ستر – فقد وفقني الله وتدخلت وأصلحت الأمر واستأنفنا العمل في اليوم التالي. والشاهد أن غضبة “الهندي” تلك تسببت له في ارتفاع في ضغط الدم أقعده أياماً في سرير المرض، وقد تعافى والحمد لله وخرج من تلك التجربة برصيد من أدبيات العمل الجماعي، وكيف يدار.. المؤدون والمؤديات من الشباب والمغنون أيضاً بذلوا جهداً خارقاً، فقد رحلوا دواليب ملابسهم إلى مكان التصوير، والبنات قمن وحدهن بفنون الميكياج، وحواء السودانية شديدة في هذا الضرب من الفنون. والسبب في نقل دواليب الملابس إلى مكان التصوير هو أننا كنا نسجل عدة حلقات في اليوم. المهم بالمقياس الفني والعلمي، كان إنجازاً في زمن وجيز جداً مقارنة بالزمن المفروض ينتج فيه البرنامج بحلقاته الثلاثين.
أما عن ماذا قالوا عن برنامجنا (غناوي وحكاوي) أقول لا ندعي أننا أتينا بما لم يأت به الأوائل، لأن الفكرة تشبه إلى حد كبير معظم برامج المنوعات والموسيقى في الإذاعات المرئية والمسموعة، أو بالأحرى هكذا حال مثل تلك البرامج، وقد قلت رأي هذا في أكثر من حلقة من حلقات البرنامج والذين قالوا عن البرنامج إنه يشبه برنامج (أغاني وأغاني) الذي يقدمه أستاذ “السر قدور” أوافقهم تماماً – فقط – الاختلاف يكمن في مقدمي البرنامجين وطريقة التقديم للبرنامج، فأنا لا يمكن أن أرقى لمستوى أستاذي الفنان “السر قدور” لكنني بكل تواضع أقول تلك كانت بصمتي المتواضعة.
بعض الزملاء في الصحافة سامحهم الله قدحوا وذموا وقالوا ما لم يقله “مالك” في الخمر، وتلك سمة بعض أقلام الزملاء حينما يكتبون نقدهم، فهي سمة من سمات كتاباتهم التي اتسمت بالنقد الجارح الذي هو أبعد ما يكون عن الموضوعية وبمفردات تنأى عن الحقيقة، وتقترب من الشتم والسب بمفردات من لغة مليئة بالتضاريس والحروف الخادشة والأقرب للسب والشتيمة، وهذه والعياذ بالله تجافي أمانة الحرف وشرف الكلام، ولا تراعي القارئ الكريم. وهؤلاء اختاروا هذا الطريق الذي لا يراعي الذوق العام، وحسن الآداب.. بالطبع كان من الممكن الرد على تلك الأقلام والآراء، لكن هذا نهج لن نسلكه وطريق لن نسير فيه، ونقول لهم (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً..) والله يهدينا ويهديهم إلى الصواب والطريق السوي.. لكن نقول شنو غير (كل إناء بما فيه ينضح) أو (متى كانت ثمرة الحنظل حلوة)، لكن المعادل المفرح أن هنالك العديد من من شاهدوا البرنامج وأشادوا به ومدحوه وأشهد الله معظمهم لا أعرفهم التقيتهم في أماكن شتى وأنا أسير بين الناس، والمدح هنا محمدة وحافز أدبي مشجع لمستقبل الأيام.. أحد أصدقائي المقربين المثقفين اسمه “الأمير نجم الدين عبد الله فرح” شاهد البرنامج وقال لي إعداده كان ضعيفاً.. بل نصحني في المرة القادمة أن نبذل مجهوداً في الإعداد خاصة في ما يتعلق بالمعلومات التي نوردها عن الشعراء والفنانين، والظروف التي أحاطت بالأعمال المقدمة.
وأوافق “الأمير” على ما جاء في نقده وإذا أمد الله في العمر وقدر لنا إنتاج هذا البرنامج مرة أخرى سنفعل بما جاء في نقده الموضوعي. وهنالك العارفون بتقنيات العمل التلفازي ومنهم من انتقد بعض نواحي الإخراج والتصوير والإضاءة والديكور والمونتاج، واتسم نقدهم بالموضوعية وسنضع ما جاء في حديثهم في الاعتبار إذا أنتجنا النسخة الثانية من البرنامج.. بالطبع من إيجابيات البرنامج أن قناة (الخضراء) الوليدة أتاحت الفرصة لأصوات غنائية شبابية لإبراز مواهبهم في الغناء، ويبقى الرأي الأخير للمتلقي الذي استمع لغنائهم.. أصدقاء أحباء قالوا لي: شنو ما تشوفنا ما قبضوك ناس (الخضراء).. طبعاً بعضهم شفتهم خاصة حرمنا المصون وبعض أفراد الأسرة، يعني عيدية والحمد لله والشكر لله على نعمائه.
ومن الشباب الذين شاركوا بالغناء وسعدوا بالمشاركة وتحدثوا معي، الفنانة “عائشة موسى” والفنان “عمر حدربي” والفنان “شلقامي” والشقيقان “خنساء” و”يس” ووالدهما ووالدتهما، كلهم حدثوني بأن البرنامج أتاح لهم الفرصة الكاملة في إبراز مواهبهم في الأداء الغنائي.. وهنالك من أشاد بقصر زمن البرنامج وتوقيته وقالوا إنه لم يحل بينهم وصلاة التراويح، والجديد في البرنامج أن كل حلقة كانت تحكي عن ثلاث أغنيات يربطهم قاسم مشترك، وبعض المعلومات البسيطة الجديدة التي أوردتها وأتاحتها لي فرص معرفتي ومعاصرتي الشخصية لبعض الشخصيات التي أنتجت تلك الأغنيات، واعترف بأن هناك معلومات صححها بعض المشاهدين كنا قد أوردناها دون التحري من دقتها سنورد الصحيح منها لاحقاً وكل رمضان وأنتم بخير.