عابر سبيل
هذه هي حكاية (الحافي)!!
ابراهيم دقش
أهداني الشيخ يس أحمد، رجل الأعمال المعروف، وهو “يعاودني” أربع مجلدات بعنوان (الحكم العطائية) لمحمد سعيد رمضان البوطى، وهو سوري فيما أعلم، مؤكداً لي أنها أفضل زاد في رحلة المرض… وحقيقة وجدت فيها من الحكم والعظات ما كان خافياً عليّ.. ووقفت عند (لا صغيرة إذا قابلك عدله، ولا كبيرة إذا واجهك فضله)، وفي تعريف للكبائر التي فصلها ابن عطا في اثنتي عشر مع إضافة الإصرار على “لصغائر.. وحاولت أن أعطى نفسي درجة من 12 كانت تسعة، لكن إضافة الثالثة عشرة أحبطتني… خاصة وأن حكمة فرضت نفسها عليّ:
“من علامات موت القلب، عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات، وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات”، وأدركت على الفور أن موت القلب يكون في عدم تصالح الإنسان مع نفسه….
فأحياناً تغيب عنا أشياء وتظهر لنا أخرى ومما تغيب رواية عن توبة بشار بن الحارث الشهير بالحافي، فقد روى ابن عساكر في تاريخه أن الحافي أصاب في الطريق ورقة كتبت عليها اسم الله تعالى، وقد وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدرهم كان معه نوعاً من الطيب يسمى” الغالية” فطيّب بها الورقة وجعلها في شق حائط.. أتدرون ماذا رأى فيما يرى النائم؟؟ رأى قائلاً يقول له: يا بشر، طيبّت اسمي، لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة.
هذه واحدة من تعظيم شعائر الله، دون ضجيج ودون إعلان أو احتفال.. ترى كم منا يرون البسملة، يعبث بها الريح في الطريق وفي أماكن “نجسة” ولا يحركون ساكناً؟..