أخبار

معارضة صاخبة

* يواجه مبدأ فتح باب التفاوض مع (قطاع الشمال)، معارضة واسعة وسط المجتمع السوداني قبل المؤتمر الوطني وآخرين من من أساءتهم أفعال وسلوك قيادات قطاع الشمال خلال الفترة الانتقالية ونهاية الحرب التي قادها القطاع في كل من (جبال النوبة) و(النيل الأزرق).
ووضعت معارضة التفاوض مع قطاع الشمال الوفد الحكومي تحت الضغط الشديد و(الابتزاز) أحياناً، خاصة من جهة “الطيب مصطفى” ومنبره وصحيفته التي تناهض مبدأ التفاوض لأسباب لا علاقة لها بالسياسة، والمعارضة لمبدأ التفاوض مع متمردي قطاع الشمال لا يقتصر على النخب فقط، بل يمتد لمفاصل حزب المؤتمر الوطني وقيادات مؤثرة جداً بداخله لها مواقف لا تتزحزح عنها في رفض مبدأ التسويات مع قطاع الشمال وقادته من عقار وعرمان والحلو.
* لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!! فقد تطاولت الحرب في (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان) وتمددت شمالاً وغرباً، وتوغلت لمناطق إنتاج البترول في (غرب كردفان)، وتعرضت مناطق مثل (البتون) لهجمات المتمردين من أبناء المنطقة نفسها ومن من استمالهم قطاع الشمال لأجندته من غير (مواليه) التقليديين في المنطقتين، وضربت الحرب عظم المجتمع في (جنوب كردفان) لتشرد نصف سكان الولاية، وتضع النصف الآخر في (سجون) المدن نازحين يجترون أحزانهم في صمت و(يلوكون) الأسى ومرارة الواقع الذي تعيشه المنطقة بعد سنوات من الهدنة أثمرت سلاماً وطمأنينة وتنمية واستقراراً، ولكن لعنة الانتخابات قد أصابت المنطقة في قلبها، وعادت الحرب بكل بشاعتها تخيم عليها، (ففرقت) الحرب بين المرء وزوجه، والأب وابنه، واستحالت الحياة تحت كنف الموت والرعب.
* لا خيار أمام قطاع الشمال، إلا قبول الأمر الواقع والتفاوض على الحل السلمي دون مزايدات وأحلام لا مكان لها في الواقع، وبالعودة للماضي القريب كان بيد “مالك عقار” سلطة في (النيل الأزرق) ووجود في الحكومة الاتحادية، وخسرت الحركة الشعبية منصب الوالي في (كادوقلي)، ولكنها كسبت نصف مقاعد المجلس التشريعي، بل نالت من الأصوات ما لم ينله المؤتمر الوطني، الذي منح الحركة الشعبية أكثر من ما تستحق، لأخطاء في الممارسة السياسية، وسوء تقديرات الحزب الذي أدار الانتخابات بعقل تنفيذي، فخسر المعركة ولم يكسب حليفته الحركة الشعبية.
* القوى الدولية ممثلة في المبعوث (امبيكي) والأمم المتحدة والجامعة العربية، اتخذوا (مدخلاً) (ناعماً) لإعادة استئناف التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال، بعد قراءة جيدة لمواقف الطرفين، وللحساسية العالية للسودانيين الشماليين من مجرد ذكر أسماء قادة القطاع، فاتخذوا القضية الإنسانية معبراً وجسراً يفضي للتفاهم حول القضايا السياسية والأمنية وعلى طريقة المبعوث الأمريكي الأسبق (جون دانفورث)، يتم الآن تسويق مقترح لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وفي مناخ وقف العدائيات تجري المفاوضات مع قطاع الشمال حول بقية الملفات (العالقة)، وبذلك تعود بلادنا لعام 2004م حينما بدأ مدخل اتفاق نيفاشا بوقف لإطلاق النار (قرر) فيه ببلدة (بيرفن) السويسرية، وتمدد ليبلغ مبتغاه في نيفاشا بالاتفاق حول السلام الشامل. فهل تفلح جهود أمبيكي في عودة الصفاء بين المؤتمر الوطني وقطاع الشمال، وتتردد مرة أخرى أهازيج (ووييثي) فوق سارية القصر أو كما قال؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية