شهادتي لله

(القطاع) المشؤوم وهذه (المجموعة)!!

{ (المجموعة) التي تعمل من داخل الحكومة و(المؤتمر الوطني) على الدفع باتجاه التفاوض مع (قطاع الشمال)، التابع للحركة الشعبية الحاكمة في (دولة الجنوب)، هي التي لديها (تفاهمات) ما مع الغرب الأمريكي والأوربي!!
{ (المؤتمر الوطني) ليس كتلة صماء من (الخرصانة)، فإن من الحجارة لما (يشقق) فيخرج منه الماء.. كما قال الله تعالى، أو تخرج منه (البراكين)..!!
{ ومشكلة هذه (المجموعة) – بل مشكلة كل البلد – تكمن في علاقة هذه المجموعة (المضطربة) وغير المتوازنة نفسياً مع (الغرب)، فهي تسعى غالباً إلى تقديم (ذواتها) في بلاط الدبلوماسية الغربية بوجه (أملس)، ولسان أكثر (أعجمية) من ألسنة (الفرنجة) أنفسهم!!
{ وفي مقابل هذا التقديم السلبي (للذات)، على حساب (الدولة) – (تقديم الدولة على الذات كان يجيده مدير المخابرات المصرية الراحل “عمر سليمان” في حواره مع أمريكا وإسرائيل) – تخسر دولتنا الكثير، و(تخرج من حفرة لتقع في دحديرة) كما يقول المصريون!!
{ الآن.. ذات المجموعة (المضطربة) و(المريبة) تعمل على فتح قنوات الحوار مع (قطاع الشمال) التفجيري، تحت مظلة توصيل (الإغاثة) للمتأثرين من الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق!! ولماذا قامت الحرب أصلاً؟! من الذي أشعل أول (عود ثقاب) في جنوب كردفان؟! من أطلق أول رصاصة داخل “كادوقلي”، وأول دانة في “الدمازين”؟!
{ أليس هو (قطاع الشمال)؟! ولماذا فعل ذلك؟! ألم يكن “مالك عقار” حاكماً (أوحد) في ولاية النيل الأزرق؟ هل كان للمؤتمر الوطني أثر، أو وجود، أو قيمة في النيل الأزرق لحظة تمرد الحاكم “عقار” على نفسه، ونفوذه، وعلى الشرعية الدستورية في الدولة؟!
{ لقد زرنا “الدمازين” عقب تمرد “عقار” بأيام، فتأكد لنا أن (الوالي) وهو رئيس (قطاع الشمال) قد (اشترى) ذمم الكثيرين من قيادات وكوادر (المؤتمر الوطني) هناك، فبدلوا ولاءاتهم، مقابل مناصب (المستشارين) التي أغدق بها على بعضهم، وذابت (الولاءات) المهزورة التي بنيت على (باطل) القبائل، والعشائر و(البطون)، ولم تبْنَ على فكرة، أو قضية!!
{ الاتفاق مع (قطاع الشمال) لم.. ولن يحقق (ذرة) من سلام في هذا البلد، بل إنه يزيد من أزماته، وتعقيداته السياسية والعسكرية والأمنية والإثنية.
{ هل كان السودان آمناً، ينعم بالدعة والاستقرار والسلام، عندما كان “عقار” حاكماً على النيل الأزرق، و”ياسر عرمان” نائباً للأمين العام للحركة ومسؤولاً عن هذا (القطاع) المشؤوم، يديره من مكاتبه في “أركويت” و”المقرن”؟! هل كانت “كاودا” مفتوحة في وجه (المؤتمر الوطني) الحاكم، وأجهزة الدولة وسلطاتها، على مدى الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام من العام 2005 وحتى العام 2011؟!
{ كانت “الخرطوم” مزعزعة، ومتوترة و(منقسمة) على نفسها (عنصرياً) عندما كان (يردح) في منابرها “ياسر سعيد عرمان”.. صباحاً ومساء.
{ وكانت مليشيات (قطاع الشمال) وحراسات قياداته، تعبث بالرصاص في قلب أحياء “الخرطوم” الساكنة ليلاً.. والحادثات كثر.. موثقة في مضابط الشرطة ولا حاجة للتفصيل.
{ كان الوزراء والولاة من (قطاع الشمال) يهزأون بالرئاسة ورمزيتها وسيادتها، وكان “عقار” يقول وعلى الهواء مباشرة: (أنا رئيس.. والبشير رئيس.. لديه جيش.. ولدي جيش.. وسندخل القصر الجمهوري بالسلاح).. كان يردد مثل هذه الأحاديث الفجة وهو (حاكم) ينعم بأكثر مما يستحق في قسمة (السلطة والثروة)، محققاً باتفاق السلام ما (لم) و(لن) يحققه بالسلاح!!
{ إن الذين يمارسون (الخديعة) لمصلحة الأجندات (الصهيونية) في المنطقة، مروجين لأكذوبة مفادها أن التفاوض والاتفاق مع (قطاع الشمال) يعني السلام والاستقرار، هم الذين يسعون مرة أخرى، إلى تكوين (جنوب جديد)، كما وصفه “عرمان” ـ جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وأجزاء من دارفور ـ تمهيداً (للانفصال) الجديد في سيناريو التشظي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية