رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

(كلام سيغيرك تفكيرك في الحياة)
رقية أبو شوك
 
كل عام وأنتم جميعاً بخير وأسأل الله الكريم أن يعيد عليكم العيد القادم وأنتم على أحسن الأحوال، وأن ينعم على بلادنا بالرخاء والعيش الرغد والأسعار المنخفضة وأن تكون عيشتنا هانئة ومستقرة، وأن تكفي رواتبنا احتياجاتنا وتزيد … نسأل الله الكريم أن نعيش في نعمة الخدمات من مياه وكهرباء وأن ينخفض الدولار حتى يصبح في متناول كل من يحتاجه، ووفقاً لذلك تنخفض أي سلعة لها علاقة مباشرة بالدولار.
نسأل الله أن يأتي العيد القادم وتكون صادراتنا أكثر  بكثير من الواردات وأن نمزق كافة فواتير الاستيراد، وأن يزداد الإنتاج بعد أن يتم تأهيل وتطوير القطاعات الإنتاجية وتوفير كل متطلبات النهوض بها، بدءاً من الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية. وأن لا نعتمد على صادرات بعينها ونهمل بقية الأشياء ذات القيمة الإنتاجية العالية.
نسأل الله أن يأتي العيد القادم وأن يكون المواطن مبسوطاً وفرحان لأن جيوبه امتلأت وأصبح يدفع الزكاة من حر ماله، بعد أن تحول من قائمة الذين يستحقون الزكاة (أي من قائمة الفقراء والمساكين) إلى قائمة الأغنياء الأثرياء ودافعي الزكاة، حتى يطهر ماله ولسان حاله يقول (قد أفلح من زكاها) حتى يفوز بالفلاح الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة.
فالسودان بلد المفارقات العجيبة … هنالك أثرياء بنسبة (100%) وبالمقابل هنالك فقراء ومعدمون بنسبة (100%) فلا توجد منطقة وسطى مابين الثراء والفقر … ولا أظن أن نسبة الفقر في السودان هي (46%) فهذا الرقم تجاوزه الزمن … الآن هذه النسبة نستطيع أن نقول إنها قفزت وتنامت في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن حالياً … فالسؤال الذي يفرض نفسه أين هي إستراتيجية مناهضة ومحاربة الفقر في السودان؟؟؟
الشعب السوداني جله يعيش الآن تحت خط الفقر ورغم الفقر نجده يضحك ويبتسم ويكرم ضيفه بكل أريحية (فالجود عنده بالموجود)، ولكن في المقابل نجد أن هنالك من أمرضته الظروف الاقتصادية والضغط المعيشي وجعلته يفقد عقله ويتحدث مع نفسه شارحاً لنفسه ظرفه وقد تسمع حديثه عندما تكون قريباً منه وهو بالفعل يتحدث مع نفسه ولا يتحدث معك ….يا له من واقع مرير.
رغم الظرف الاقتصادي المعروف نجد الكرم قد تربع بدواخلنا وقد شاهدت مواقف جميلة جداً يجب أولاً أن أحي كل ما خطط لها ونفذها خلال شهر رمضان الكريم، وهنا لابد أن أحكي لكم واقعة جميلة جداً عايشتها شخصياً أبكتني … ففي يوم من أيام الشهر المبارك، قصدت السوق لشراء بعض الاحتياجات ولكن الزمن سرقني وعندما خرجت من السوق وجدت أن زمن الإفطار قد اقترب … ذهبت للبقالة لشراء قارورة ماء وأخرى عصير مع بلحات لكي أتناولها عندما يحين وقت الأذان … توجهت للمنزل وفي أثناء الطريق وعند اللاماب كانت المفاجأة حيث عدد كبير من شباب بلادي يملأون الشارع ويقفون بعرض الطريق حتى تضطر المركبات للوقوف، يحملون في أيديهم قوارير المياه مع البلح والعصير وبعد يذهب الظمأ … يحلفون عليك للنزول حيث الموائد بمختلف أنواع الأطعمة … وقفت بعد أن استجبت لطلبهم أعطوني الماء والعصير … شربت من مائهم وعصيرهم وتركت عصيري ومائي حتى يكون لهم الأجر (من أفطر صائماً فله أجر صائم).
هذا هو سودان العزة والكرامة رغم الفقر
التحية لكل من أضحك شخصاً فقيراً وزرع الابتسامة داخله … التحية للشباب الذين نالوا الأجر بإفطارهم عابري السبيل.
ولهم جميعا نقول ياهو دا السودان
( ـ ) وقبل الختام أدعوكم معي لقراءة أجمل ما وصلني عبر الواتساب أواخر الشهر الكريم  … كلمات جاءت تحت عنوان (كلام سيغير تفكيرك في الحياة) للأمام ابن القيم رحمه الله:
لن يقاسمك الوجع صديق .. ولن يتحمل عنك الألم حبيب ولن يسهر بدلاً عنك قريب .. اعتن بنفسك واحمها ودللها ولا تعطي الأحداث فوق ما تستحق .. تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك .. فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك.. لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس ابحث عنها في ضميرك .. فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام وإذا عرفت نفسك لا يهمك ما قيل فيك .. لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ولا تحمل هم الرزق فإنه من الله ولا تحمل هم المستقبل فاإه بيد الله .. فقط احمل هماً واحداً كيف ترضى الله لأنك لو أرضيت الله رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك .. لا تيأس من حياة أبكت قلبك وقل يا الله عوضني خيراً في الدنيا والآخرة .. فالحزن يرحل بسجدة والفرح يأتي بدعوة … لن ينسى الله خيراً قدمته وهماً فرجته وعيناً كادت أن تبكي فأسعدتها.
عيش حياتك على مبدأ كن محسناً حتى وإن لم تلقَ إحساناً ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المحسنين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية