فوق رأي

لسكة جفاك بقطع (3) تذاكر
هناء إبراهيم
 
لا ماشة ليك  لا جاية منك
لاسامعة بيك  لا قلت عنك
أنا بس بقول يمكن أكون قربت منك
ويمكن بعيد ويمكن خطاي ولا يجنك
ثمة علاقات مهما تفاعلت وتحللت، مهما جمعتها وطرحتها فإن الناتج (ستة صفر).
الناتج جفاء ثلاثي الأصفار.
الجفاء نقيض الصلة وقيل إنه يولد من رحم البعد.
تقول حبوبة جيرانا زي ما في ناس لقاهم بفرح الروح في ناس جفاهم سعادة.
شخص (حامض) حين تجافيه، تشعر كأنك التقيت بكل الأحبة.
“رهف” صديقتي كانت تعمل بمكتب صرافة وكان المدير (كلامو كتير) وفي رواية أخرى نقناق، وهذا بالطبع لم يكن يناسب شخصيتها الهادئة وطبعها اللطيف حيث يعتبر أمراً مزعجاً بالنسبة لعشاق الهدوء.
 زعل منها ذات يوم فلاحظت أنه حين يزعل لا يتحدث، ومن ديك وهي حريصة على زعله أكثر من حرصها على الابتسامة في وجه العملاء.
كنت حين أشاهد الفرحة في عينيها أسألها فيما يشبه الإجابة: المدير زعلان منك ولا شنو؟!
قد تسألني وأنت تقرأ العنوان أعلاه: لماذا 3 تذاكر؟!
التذكرة الأولى يا صديقي هي تذكرة الرحلة لعالم الجفاء الواقعي والافتراضي والتي بدونها يُعتبر جفاك مخالفاً لقوانين المواصلات الاجتماعية، أما التذكرة الثانية فقد تتطلب بعد الشرح غير المفصل.
عارف لما تركب الحافلة العادية أو الباص وتحجز مقعدين لنفسك، ليس لأن وزنك يتطلب ذلكـ، بل مقعد ليك ومقعد لراحتك، حتى لا يجلس جوارك متحرش مثلاً، أو شخص يعتقد أن النظافة الشخصية حرام في رمضان ورجب و(نيسان)، أو مقرف يضع بفمه عود أراك ويكمل الناقصة بكافة مراسم السواك.
أي أنك تحجزه طلباً للراحة إن أمكن.
تكبر به دماغك من الحركات المجاورة.
أما التذكرة الثالثة فهي لتأمين نتائج الجفاء، بحيث (لو عز التجافي وهاجت الذكرى) تجد ملجأ نفسياً يأمن إحساسك بالجفاء وملحقاته.
قد تسألني مجدداً: هسه لزومو شنو الجفاء والدنيا قبائل عيد؟
والله تقول شنو.. جات كدا.
بجد في ناس جفاهم سياحة نفسياً، بخفف عليك الكثير من الضغط.
جفاهم (مالديف) عديل..
هناك جفاء يريح الطرفين وجفاء مضر بطرف (جفيتني ليه وأنا ليك رايد).
وثمة شخص حين تجافيه لفترة لا تستطيع أن تزاول إحساسك معه مرة جديدة.
ببقي ليك غريب غريب.
والله جد..
أقول قولي هذا ويمكنك أن (لا تشتغل بكلامي هذا الشغلة) كما يمكنك أن تزيد عدد التذاكر لو شئت.
و………..
لقاك نبضو ضعيف