رأي

مسألة مستعجلة

وزارة البنى التكسيرية!!
نجل الدين ادم
كلما أمر على شارع “السيد عبد الرحمن” في وسط الخرطوم تنتابني الحسرة والأسف الشديد على ما صار إليه من حال بوصفه أبرز شوارع العاصمة الخرطوم، وبفضل خطة وزارة البنية التحتية بولاية الخرطوم تحول الشارع إلى حالة يرثى لها!، حُفر الصرف الصحي في بعض الأركان ما تزال تقبع كما هي رغم عمليات الردم الذي تبع عمليات الحفر، لم يعد هناك معلم يشير إلى أن هناك شارع أسفلت إلا أن تكتب لافتة (هنا كان شارع أسفلت)!، وذلك بسبب تغطية كميات التراب المسكوب على أطراف الشارع للأسفلت تمام، مطبات إجبارية فرضتها حالة القطع العشوائي لشارع “السيد عبد الرحمن”، العربات لا تكاد تستطيع أن تسير كما ينبغي بسبب الحفر الممتدة على الشارع.
تحس وأنت تعبر هذا الشارع وشوارع أخرى بأنه ليس هناك من تنسيق بالمرة فيما بين الجهات الهندسية لمعالجة بعض المعالجات أو الإشكالات  التي تطرأ، على كل حال يبدو أن عمليات الإصلاح التي تحدثت عنها هذه الوزارة تمضي وهذا بالتأكيد يتطلب منا مزيداً من الصبر في ظل تسببها في مزيد من الحُفر.
الناس في انتظار حصاد خطة إصلاح هذه ولكننا نخشى أن يكون الحصاد هذا عكسياً حيث تبينت مزيد من مظاهر التكسير والحفر، فلم يعد الشارع بذات مواصفات الشوارع القديمة.
 هناك مشكلة  في توقيتات التنفيذ وفي إعادة الشوارع إلى ما كانت عليه، وهذا لا يشبه وزارة البنى التحتية التي تضم مهندسيين وفنيين أكفاء، حالة ما يقومون به من عمليات يدعونا أن أقول إنها (البنى التكسيرية)، عمليات ترقيع لا هندسية تتم لهذه الشوارع الأسفلتية تخلق حالة تشويه بائن!، أتمنى من وزير وزارة البنى التحتية أن يقوم بزيارات ميدانية ليرى ما نقول به على أرض الواقع.
مسألة ثانية .. اليوم 30 يونيو تمر علينا الذكرى الـ(27) لثورة الإنقاذ الوطني وقد غابت المظاهر الاحتفالية السابقة رويدا رويدا كأنما هناك اتفاق مبرم قضى بذلك، مرت (27) عاماً جسدت فيها الإنقاذ بعض من الملامح الأساسية للنظام الإسلامي.. مرت الذكرى هذا العام والبلاد تشهد مزيداً من التراجع في الأداء الاقتصادي دون أن يجد العلاج الناجع حتى لا، مرت الإنقاذ وقد تساقط البعض من صفوفها بسبب الموت أو الخلافات وقد فقدت الثورة بذلك كوادر مؤثرة، كتب لهذه الحقبة أن تتم عملية انفصال جنوب السودان في عهدها وبذلك زادت التحديات الاقتصادية والأمنية لأن محصلة هذا المولود كان مزيداً من الصراع القبلي بين إثنيات جنوب السودان الرئيسية، الإنقاذ تحتاج لاختراق حقيقي في معالجة حالة التراجع الاقتصادي وتحقيق السلام الشامل، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية