تقارير

بين مقررات "أسمرا" وفشل "أديس أبابا"

المعارضة في مأزق التوقيع والرفض
والي كسلا وقصة الرجال المرضعين والنساء المرضعات
حديث (السبت)
يوسف عبد المنان
 
ماذا يقول المفكر والسياسي “محمد أبو القاسم حاج حمد” لو نهض من قبره الأسبوع الماضي وشهد ما حدث في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” من اجتماعات لبعض قادة المعارضة.. وقادة المليشيات المسلحة في ركضهما نحو الوصول للسلطة.. وقد وقف الراحل “محمد أبو القاسم حاج حمد” في مدينة “أسمرا” الاريترية إبان انعقاد مؤتمر لتحالف المعارضة في عام 1995م، أطلق عليه مؤتمر “أسمرا” للإقرارات المصيرية.. تأمل “حاج حمد” الوجوه وقرأ المواقف ما بين (سلم مفاتيح البلد وما بتسلم) التي صاغها شعراً “محمد المكي إبراهيم”، وما بين شعارات السودان الجديد لدكتور “جون قرنق” وأماني “مبارك الفاضل” في إسقاط النظام.. وتجليات “التجاني الطيب”.. و”عز الدين علي عامر” وحماس “فاطمة أحمد
إبراهيم”.. قال “حاج حمد” (اليوم بدا لي السودان يتيماً بلا أب).. وغادر “محمد أبو القاسم” معسكر المعارضة للأبد.. وعاد للخرطوم التي شككت هي الأخرى في نواياه.. وتعددت تفسيرات أسبابها، لكنه أثرى الساحة الداخلية بأحاديث وأقوال لم يسمعها الناس من قبل.. ومع عودة “محمد أبو القاسم حاج حمد” كان “الشريف زين العابدين الهندي” قد حزم حقائبه وأعد نفسه وثلة من قيادات الحزب لعودة غير مشروطة بعد أن استبانت خيوط الفجر من الظلام.. وقد ركب “جون قرنق” ظهر التجمع الوطني الديمقراطي وأمسك (بلجامه) واتخذه مطية لتحقيق أهدافه، وحينما دقت ساعة الحقيقة ووجدت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني قد فرش لها بساط العودة مدفوعاً بالوعود الأمريكية ومأخوذاً بتطلعاتها بعض الذين أسندت إليهم مهمة التفاوض.. لفظ د.”جون قرنق” التجمع الوطني الديمقراطي وأوعز للجنرال الكيني “سمبويا” بإبعاد هؤلاء من حدائق وأعناب “نيفاشا” لأنهم يشكلون خطراً على مستقبل التسوية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، وبعد واحد وعشرين عاماً من انعقاد مؤتمر “أسمرا” لقوى المعارضة.. لا يزال الملف السوداني حائراً يتجول بين العواصم والبلدان ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تبعث بالمبعوثين من أجل القضية السودانية، فإذا كانت “مادلين أولبرايت” وزيرة الخارجية الأمريكية هي من كانت ترعى المعارضة وتمنيها بالوصول للسلطة في عام 1995م، فإن “مادلين أولبرايت” اليوم لا يذكرها أحد في الولايات المتحدة، وقد انصرفت عن المشهد السياسي الأمريكي… بينما الساسة الذين كانت “أولبرايت” تداعبهم وتبذل لهم الوعود والأماني لا يزالون في انتظار سقوط النظام، والمبعوث الأمريكي الذي نشط في “أديس أبابا” الأسبوع الماضي “دونالد بوث” حينما كان في عام 1995م، طالباً في السنة الأولى بجامعة (أوهايو) بالولايات المتحدة الأمريكية.. وكانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن طفلة بولندية هاجرت مع والدها وأستاذ الكيمياء بالجامعة الأمريكية حديثاً.. ولأن الساسة السودانيين لا يعرفون التنحي ولا في ثقافة السودانيين أن المرء يعيش سنوات صبا.. وعطاء.. وشيخوخة وهرم فإن الإمام السيد “الصادق المهدي” الذي كان رئيساً لوزراء السودان عام 1966م، لا يزال يحكم بحكم السودان عام 2016م، لذلك بدأت القضية السودانية في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” الأسبوع الماضي مثيرة للسخرية وقادة بعض أحزاب المعارضة يخاطبون المبعوث الأفريقي “ثامبيو أمبيكي”، ويطالبونه بذر الرماد على العيون وتعديل خارطة طريق الحل من خلال ملحق تفسيري.. يهدم ما ورد في الأصل.
مأزق فصائل المعارضة
هل القوى التي رفضت التوقيع على اتفاق خارطة الطريق هي المعارضة؟؟ أم هي فصيل المعارضة؟؟ في واقع الأمر هناك معارضة مدنية ومعارضة مسلحة قررت الاستجابة لدعوة الحوار الوطني وشاركت في مداولات قاعة الصداقة التي تناولت كل شيء، ولكن التقديرات الحكومية الخاطئة أفقدت ذلك الحوار الذي اتسم بالحيوية والنشاط وشمول القضايا الكثير من البريق.. وبيدها الحكومة لا بيد غيرها حجبت الإعلام عن مداولات قاعة الصداقة عن الرأي العام الداخلي والخارجي، ولو سمحت الحكومة للإعلام بنقل وقائع جلسات مؤتمر الحوار الوطني لكسبت الكثير جداً، وجردت المعارضة الرافضة للحوار من أي سند جماهيري.. ورغم ذلك فإن الأحزاب المعارضة التي شاركت في الحوار الوطني تمثل قوى حقيقية لها تأثيرها على الشارع، مثل حزب المؤتمر الشعبي.. وحزب الأمة بقيادة “مبارك الفاضل المهدي” الذي انضم للحوار بعد انفضاض جلساته، ولا تقل القوى التي شاركت في الحوار تأثيراً عن الرافضين خاصة الفصائل الدارفورية التي وضعت السلاح الآن ورهنت مستقبلها بالنشاط السياسي السلمي.. وهناك بعض الأحزاب المعارضة انسجت من حوار قاعة الصداقة لأسباب موضوعية وتقديرات قد يختلف الناس حولها ويتفقون ولكنهم في الواقع أحزاب لهم تأثيرهم النوعي والإعلامي في الساحة مثل حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل بقيادة “الطيب مصطفى”.. وهؤلاء معارضة لا صلة لها بمعارضة “أديس أبابا” التي رفضت التوقيع على اتفاق خارطة الطريق والتي يمثلها من الأحزاب المدنية حزب الأمة القومي برئاسة الإمام “الصادق المهدي” وحزب المؤتمر السوداني برئاسة “عمر الدقير”.. إضافة لثلاثة من قادة المليشيات المسلحة هم “مني أركو مناوي” و”ياسر سعيد عرمان” ود.”جبريل إبراهيم” رئيس حركة العدل والمساواة.. وقد لعب المبعوث الأمريكي “دونالد بوث” دوراً في تقريب وجهات النظر.. وحث هذه القوى المعارضة على التوقيع على اتفاق إعلان مبادئ فقط.. مثل إعلان مبادئ الإيقاد الذي اقترحته دول الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجراد الصحراوي عام 1964م، وذلك كقاعدة لتنهض عليها مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد رفضت الحكومة التوقيع عليه حتى عادت عام 1997م، ووقعت مع منشقين من الحركة على ما هو أسوأ من ما ورد في إعلان مبادئ الإيقاد.. وتحت وطأة ضغوط الواقع عادت الحكومة ووقعت على إعلان المبادئ، ولو كانت الأحزاب المعارضة تقرأ الساحة جيداً وتتعلم من دروس التاريخ والعبر لوقعت على إعلان المبادئ الذي طرحته القارة الأفريقية وكسبت تعاطف المجتمع الدولي ووضعت الحكومة أمام خيارات صعبة.. وفي الوقت الذي أرسلت فيه الولايات المتحدة رسائل إلى مختلف الجهات حول قدرتها على إقناع المعارضة بالتوقيع على اتفاق خارطة الطريق، ولكن الحركة الشعبية وهي الفاعل الرئيسي في معسكر المعارضة الرافض للتوقيع على خارطة الطريق تعلم جيداً أنها قد خسرت الكثير من أراضيها في الإقليم.. والمنطقة.. وأن دولة جنوب السودان بعد المتغيرات الأخيرة في تركيبة بنية السلطة.. ودخول الرئيس “سلفاكير” مع شركاء آخرين لن يستطيع تقديم ما كان يقدمه للحركة الشعبية فيما مضى من أيام، وأن إثيوبيا التي تفتح فنادقها ومطاراتها لقادة الحركات المسلحة لا تفعل ذلك إلا برضاء كامل من الحكومة السودانية واتفاق مسبق معها على تقديم هذه التسهيلات.. وفي حال وصول مبادرة التسوية إلى طريق مسدود وفشل جهود المصالحة.. التي تقودها آلية الرئيس “ثامبيو أمبيكي”، فإن الخرطوم بمقدورها الضغط على إثيوبيا التي تتنفس طبيعياً من خلال ثغر بور تسودان لإغلاق أرضها في وجه المعارضة المسلحة.. وما قدمت الحكومة من تسهيلات لحزب المؤتمر السوداني برئاسة د.”عمر الدقير.. وحرية الحركة والتنقل لقادة حزب الأمة المتحالفين مع المليشيات المسلحة إلا في إطار تهيئة المناخ للحوار الوطني الممتد داخلياً وخارجياً.. وتملك الحكومة إغلاق نوافذ التلاقي بين المعارضة المسلحة والمعارضة السياسة إذا فشلت كل جهود حمل المعارضة على الرهان السلمي لحل قضايا البلاد.. ومن عجائب وغرائب السودان أن بعض المعارضين في الداخل ممن يطلقون على أنفسهم اسم قوى المستقبل، قد أعلنوا (الأربعاء) الماضي عن مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة وبعض قوى المعارضة.. أي أن جزءاً من المعارضة يتوسط للتصالح بين الحكومة وجزء آخر من المعارضة. ونقرأ في عجائب الأخبار السودانية ما ورد على لسان د.”غازي صلاح الدين العتباني” وهو يقول كشف رئيس تحالف قوى المستقبل د.”غازي صلاح الدين” عن وثيقة مبادرة سرية دفعت بها قوى المستقبل إلى الوسيط “ثامبيو أمبيكي” تحتوي على نقاط توافقية لتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة. وقال “العتباني” في مؤتمر صحافي بدار منبر السلام العادل (الأربعاء) الماضي، إن المبادرة لم يعلن عنها في وسائل الإعلام لأنها تحمل أهدافاً ذات خصوصية. وأشار إلى أن أهم نقاط المبادرة تتمثل في إيجاد معالجة فنية لموقف الطرفين من جهة ثالثة والتركيز على القضايا ذات الأولوية، وأن تمكن الحكومة المعارضة من الاضطلاع على مخرجات الحوار الوطني والتقدم نحو الحريات، وإعادة النظر في سلطات رئاسة الجمهورية والأجهزة الأمنية وسلطاتها وضمان تنفيذ توصيات الحوار الوطني. وقال معلومات غير مؤكدة نمت إلى علمي برفض الآلية الأفريقية للملحق الذي اقترحته المعارضة.. تلك من غرائب وعجائب ما يحدث في السودان بعض المعارضة تعتبر نفسها قريبة من بعض المعارضة والحكومة.. وبالتالي إذا كان السيد “صلاح الدين العتباني” مقبولاً للحكومة فلم اختلف معها؟؟ ولو كان مقبولاً للمعارضة لما كان بعيداً عنها اليوم.. أما رفض السيد “أمبيكي” للملحق الذي اقترحته المعارضة فهو واقع حال، لأن خارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة هي ثمرة لمقترحات من لجنة “أمبيكي” نفسها وليست من جهة الحكومة.
خروقات وقف إطلاق النار
على الأرض تمادت الحركة الشعبية قطاع الشمال في خروقات وقف إطلاق النار الذي ألزمت به هي نفسها قبل إعلان الرئيس بعد عودته من دولة قطر وقف إطلاق النار لمدة (4) أشهر، وقد هاجمت قوات الحركة الشعبية منطقة (مارديس) بمحلية هبيلا في الثالث عشر من رمضان الجاري، ولكنها تعرضت لهزيمة ماحقة من القوات المسلحة وخسرت الحركة في هجومها على (مارديس) أكثر من (40) قتيلاً وثلاثين جريحاً.. وتم أسر عدد من جنود الحركة في تلك المعركة، كما هاجمت الحركة قطعاناً من الماشية بالقرب منم منطقة (فيو) بمحلية هبيلا ونهبت مائة رأس من الإبل و(350) رأساً من الماعز والضأن وقتلت ثلاثة من الرعاة، وتم أسر مثلهم وزرعت الألغام على الطرق المؤدية لمناطق مارديس وخور الدليب، وفي يوم (الأربعاء) الماضي هاجمت الحركة الشعبية قطعان ماية المسيرية الزرق بمحلية السنوط ونهبت (7) رؤوس.. وبذلك تتمادى الحركة الشعبية في أعمالها العدوانية إمعاناً في رفضها لمبدأ وقف إطلاق النار الذي طالبت به جهات عديدة من الوسطاء وشركاء السلام، ولكن المجتمع الدولي ظل متسامحاً مع الأنشطة العدوانية التي تقوم بها الحركة الشعبية ويدين في ذات الوقت دفاع الحكومة عن نفسها وعن مواطنيها حينما تتعرض لهجمات من قبل الحركة الشعبية.
رضاعة الرجال من ثدي الحكومة
حينما شعر الأستاذ “آدم جماع” والي كسلا أن وقت الحدث قد أزف.. وبات الصمت على ما يجري في ولايته هروباً من الواقع كشف أبعاد المقاومة التي وجدتها السياسات الإصلاحية التي أقرتها الحكومة من المركز وطالبت بها الولايات، وفي الآونة الأخيرة تمددت الشائعات وظهرت بعض جيوب المقاومة لسياسات الوالي “آدم جماع” الذي يتصف بالصمت والالتزام التنظيمي وهو رجل دولة لا يتحدث إلا حينما يصبح الصمت هروباً من الواقع.. فقال “آدم جماع” إن المقاومة التي وجدتها السياسات الإصلاحية التي تم إقرارها (بحوسبة) مرتبات العاملين في الدولة ومراجعة الحوافز التي تذهب للموظفين تعود المقاومة، لأن بعض الرجال في ولاية كسلا من موظفي الدولة يتقاوضون علاوة الرضاعة مثل أخواتهم النساء.. حيث يصرف الرجال العلاوة باعتبارها (مرضعين للأطفال) في الوقت الذي ما هم إلا (راضعين) من ثدي الدولة.. وقديماً قيل قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق وهؤلاء الرجال الذين يرضعون من ثدي الدولة لا يرضون الفطام وحرمانهم من اللبن الحلو!!
وقال الوالي إن عدد الموظفين في ولاية كسلا (24) ألفاً جميعهم يصرفون علاوة رضاعة.. وبما أن نسبة تعليم البنات في ولايات الشرق بصفة خاصة متدنية.. وبالتالي يقل عدد الموظفات من الموظفين الرجال.. وكان حرياً بالوالي أن يكشف عن عدد الرجال الذين ينالون علاوة رضاعة وهل مثل هذا المال حلال أم حرام؟؟ السؤال طبعاً للسادة هيئة علماء السودان المشغولة هذه الأيام بزكاة الفطر والفدية.. ولكن الوالي “آدم جماع” الذي يحظى بشعبية كبيرة وسط الأهالي لبساطته وانفتاحه على المواطنين، أقر بوجود معارضة من منسوبي حزب المؤتمر الوطني لحكومته وليس من المعارضة العامة.. والمعارضون من المؤتمر الوطني من المعلومين بالضرورة الذين فقدوا مناصبهم وامتيازاتهم، وإذا كان عامة الموظفين في كسلا من الرجال ينالون علاوة الرضاعة.. فكيف تكون علاوة ما يعرف اصطلاحاً (بالكباتن)، فهؤلاء كانوا وزراء ومعتمدين وقضت سياسات الإصلاح خفض كراسي السلطة.. وتنازل المؤتمر الوطني عن بعض الوزارات والمحليات لشركائه من الأحزاب.. فأضحى هناك فاقد دستوري في كل ولايات السودان.. عشرات الرجال الذين ظلوا يرضعون من ثدي الإنقاذ لمدة ربع قرن من الزمان وفجأة قررت الحكومة حرمانهم من حق الرضاعة ولم تمنحهم علاوة الفطامة.. تركتهم في العراء ينسجون الأكاذيب حول الولاة والمسؤولين ويمنون أنفسهم بعودة إلى السلطة قريباً جداً، هؤلاء من يمثلون المعارضة في كل الولايات وليست كسلا وحدها.. ولكن الوالي “آدم جماع” في حديثه دافع بشدة عن المهندس “إبراهيم محمود حامد” نائب رئيس المؤتمر الوطني الذي يتهمه بعض الجالسين في أرصفة انتظار الوزارة بالتدخل في شأن الحكومة الولائية.. وبالطبع من يجلس في كرسي مساعد الرئيس ويتولى شؤون الحزب يتعرض للهجوم من قبل الذين يفقدون مواقعهم التنفيذية والحزبية.. ولكن الأوضاع في كسلا أكثر تعقيداً بتداخل السياسي والقبلي والأمني.. وبعض المجموعات التي تنشط في (التجارة الحرام) من التهريب والسلاح وتجارة البشر تسعى لغطاء سياسي لنفسها.. وقد سعى الوالي “آدم جماع” من أجل بعض الإصلاحات في الأسواق والمواقع الإستراتيجية، ولكنه وجد المقاومة والرفض.. وحينما فشل حتى بعض الوزراء الطامعين في الحصول على مبتغاهم من السلطة تقدموا باستقالات ظناً منهم بأن استقالة وزير من شأنها هز عرش السلطة، لكن “جماع” قد أشهر سيف التعديل والإعفاء ولوح علناً بأن الأيام القادمات ستشهد تغييرات لها صدى ودوي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية