بعد.. ومسافة
ملاحظات في الأداء الإعلامي
مصطفى أبو العزائم
أوشك الأسبوع الأول من شهر رمضان المعظم أن ينقضي، وقد استوعب المواطنون المتغيرات الحياتية والسلوكية بكل بساطة، رغم الكسل لدى البعض الذي يحيل نهار هذا الشهر الكريم إلى ليل (بهيم) وليله إلى نهار تضيئه مصابيح الكهرباء وشاشات التلفزة التي تتبارى في جذب الناس للمشاهدة، كل حسب هواه، إذ تتوزع الاهتمامات – خاصة بين الشباب – ما بين الدراما والغناء والرياضة، ورغم وجود فرص مشاهدة أفضل وأوسع ليست بالضرورة أن تكون ذات صلة بالكفر أو الوتر.
من المشاهدات التلفزيونية القيمة، صباح (الجمعة) الماضي حلقة من برنامج (صحتك) الذي يعده ويقدمه بروفيسور “مأمون حميدة” وزير الصحة بولاية الخرطوم، فقد كانت الحلقة من أمتع الحلقات، وأتوقع أن تكون من أعلاها مشاهدة لأنها لمست مسألة الصيام من بُعدها الصحي السالب – إن صح التعبير – ونقصد به الحالات المرضية الموجبة للإفطار على اعتبار أن الطبيب هو الذي يمنح رخصة الإفطار في كثير من الأحيان لمرضاه.
اتفق مقدم البرنامج البروفيسور “مأمون حميدة” مع ضيفيه الكريمين، الدكتور “إبراهيم محمد المبارك” اخصائي الكلى والمسالك البولية، والأستاذ الدكتور “توحيد محمد موافي” من مصر الشقيقة، اتفقوا جميعاً على أن الحالات الموجبة للإفطار قليلة تتركز في حالات الأمراض المزمنة التي تؤثر مباشرة على صحة المريض، غير تلك الحالات المرتبطة بحالة الصائم نفسه مثل حالات الحمل والرضاعة وغيرها عند النساء، أو حالات السفر أو العمل الشاق.
البرنامج تخللته لقاءات أو مداخلات مسجلة أو هاتفية أثبتت وعياً كبيراً في تعامل الصائمين تمثل لدى البعض في الدعوة للتخلص من العادات الضارة، مثل التدخين واستعمال السعوط، وبعضهم دعا للقليل من (المكيفات) عموماً خلال هذا الشهر المبارك.
الملاحظة الثانية أن القنوات الفضائية السودانية وعددها قد قارب الخمس عشرة قناة أو تجاوزها – الله أعلم – باستثناء (تلفزيون السودان) و(قناة الشروق) و(قناة النيل الأزرق)، خلت خارطتها البرامجية من البرامج الصحية، كما قلت فيها برامج رفع الوعي الديني والفتاوى. وهذه كانت أكثر بروزاً في قناتي (طيبة) و(الاستجابة)، أما البرامج السياسية المباشرة والساخنة، فقد تميزت بها قنوات (السودان) و(الشروق) و(الخرطوم” و(أم درمان).. ولدى الكثيرين أن أعلى مشاهدة في الفضائيات السودانية خلال رمضان تحظى بها البرامج التفاعلية بصورة عامة، سواء أكانت دينية أو سياسية أو صحية، أو برامج مسابقات.
هناك ملاحظة مهمة وهي أن بعض استديوهات التلفزيون القومي وبعض استديوهات الإذاعة تعاني من أعطال (بسيطة) أدت إلى توقف عشرة استديوهات إذاعية عن العمل، من جملة اثني عشر استديو يمكن أن تعود للعمل من جديد بأقل تكلفة ممكنة لا تتجاوز المائة وثلاثين ألف جنيه. كما أن أجهزة التكييف لا تعمل في استديوهات التلفزيون الرئيسية، رغم أن الإذاعة والتلفزيون الرسميين هما صوت الدولة، وهما المعبر الحقيقي والرسمي عن الحركة السياسية العامة.. لذلك لابد من أن تتحرك الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع وزارة الإعلام وعلى رأسها بعض الذين يعرفون الكثير عن خبايا وخفايا العمل في هاتين المؤسستين المهمتين، مثل الأستاذ “عبد الماجد هارون” وكيل الوزارة والأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة والدكتور “أحمد بلال” وزير الإعلام.. ونحن نعلم وهم يعلمون أن هذا المبلغ لا يساوي شيئاً في سبيل أن تعمل هذه الاستديوهات بقوة، وأن تنطلق بسرعة أكثر لأداء رسالتها، ونشهد للأستاذ “الزبير عثمان أحمد” ومعاونيه بأنهم يبذلون كل جهدهم من أجل الارتقاء بالأداء.