فوق رأي
كركديه أبيض وسبت فوشي
هناء إبراهيم
من الأمور التي تستدعي الحسرة والقلق، أن تجد أشياء تستخدم في مكان غير مناسب لها، أو أن تجد كراسي بها أشخاص لكنها شاغرة من حيث الأفعال.
وتقول الحكاية إنه في شهر شعبان المنصرم، قامت أم كردفانية بإرسال متطلبات رمضان المعروفة اجتماعياً بخيرات البلد من (كركديه، عرديب، تبلدي، مليل و….) إلى ابنتها بت الخرطوم..
الحدث هو أنه وفي أولى أيام شهر رمضان المبارك، قام زوج ابنتها بأخذ صينية الإفطار إلى الشارع كما يفعل عادة هو والجيران، لكنه ما أن تذوق (ملاح زوجته المبروكة) حتى تناول صينيته مخلوعاً ومصدوماً وركض بها نحو البيت وسط دهشة الجيران.
بسؤاله لها عن ماهية هذا الملاح العجيب قالت: (ياهو ملاحي ذاتو يا عبد الرحمن).
– ملاحك كيف يا “سعاد”؟! والله دا حاجة لا في السماء لا في الأرض.
– بري، إلا تكون المشكلة في البصلة المجففة الرسلتا لي أمي.
بالله عليك أين هذا البصل المجفف الذي أرسلته والدتك؟
فإذا به عبارة عن كركديه أبيض..
افتكرت “سعاد” الكركديه بصلاً مجففاً، حضرت به التقلية.
اتفرجتوا؟!
تماماً زي ما إنت فاكر إنو كهربتكم بتقطع، بينما الموضوع عطل قال ليك.
وزي ما إنت بتتابع برنامج من بدايتو لي نهايتو، وبتمشي الفيسبوك تشتمه بكل ما أوتيت من ألفاظ ومدخرات نفسية معقدة، ثم تأتي لتعاود متابعة ذات البرنامج في اليوم التالي، معتقداً أن المشكلة تكمن في البرنامج بينما المشكلة يا فيك يا في (ريموتكم).
والله جد..
بما أنك عرفت من خلال الحلقة الأولى أنه برنامج (عاضي) والعياذ بالله، بتحضرو تاني ليه؟!
على فكرة عجبتني (تكمن) دي..
تحس بيها كلمة طاعمة كدا.
أما ميزة الكركديه الأبيض فهي أن لونه خادع، لا تستطيع أن تكتشف ما إن كان خفيفاً أو غير ذلك إلا بعد التجربة.
وثمة أشخاص برتبة أصدقاء من الدرجة الأولى، لكنك مع أول تجربة ذات موقف حقيقي تكتشف أن هؤلاء الأصدقاء ما هم إلا كركديه أبيض.
أشياء وأشياء افتكرناها شيء، طلعت شيء آخر أو قل طلعت كركديه أبيض.
كُتب خدعتنا عناوينها وروايات خذلنا أبطالها.
أقول قولي هذا على سبيل الحكي.
وعموماً يا ناسيني كلياً: ثمة نسيان خادع.
و……..
افتكرت عينيك
لدواعٍ في بالي