نائب رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة في حوار مع (المجهر السياسي) (2 من 2)
# مذكرة حكومة التكنوقراط إجهاض لعملية الحوار!
# نحن من دعاة انتظار الآخرين ريثما يقتنعوا وينضموا للحوار.. ولكن!
# البند الخاص برفع عضوية البرلمان أضحوكة! (فالحوار دا ما حوار للناس عشان يتوظفوا فيهو)!
حوار – سوسن يس
# هل انخرطتم في جلسات الحوار؟
– طبعاً الجلسات انفضت، لكن نحن التقينا في جلسات مع الأمين العام ومع السكرتارية والتقينا ببعض الأحزاب السياسية.
# أستاذ “صالح”.. هل هناك انشقاق داخل الجبهة الشعبية المتحدة؟ وفيم يتمثل الخلاف بينكم و”زينب كباشي”؟
– أساساً عندما عقدنا المؤتمر في 2013 “زينب” لم تكن موجودة معنا واخترناها غيابياً.. بعد ذلك بشهر خرجت لنا “زينب” بخط أيديولوجي، والجبهة ليست لها أيديولوجية معينة ولا يمكن أن تفرض علينا أيديولوجية، فبالتالي رأى المكتب القيادي أن يتم إبعاد “زينب” وتم اختيار “سيد أبو آمنة” رئيساً.. “زينب” دخلت في صراعات الجبهة الثورية.. ونحن منذ البداية كان رأينا واضحاً – ألا ندخل في هذه الصراعات.. أنا تجربتي معهم ربما تكون أكبر.. فأنا لدي تجربة معهم منذ 2003 والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. فهذه التشكيلات لا تخدم قضيتنا.. نحن لدينا قضية وقضيتنا لا تنفصل عن قضية الشعب السوداني.
خطاب ناس دارفور وخطاب الحركة الشعبية يختلف كلياً عن خطابنا وعن توجهاتنا، فبالتالي إنسان غير ملم بطبيعة هذا الصراع وبأيديولوجيات هذه المكونات لا يستطيع أن يحمل قضية مختلفة كلياً ويذوبها داخل مكونات دارفور والحركة الشعبية.. (نحن ما عندنا أيديولوجية وهي إذا فاهمة أنه الفكر الشيوعي والشيوعيون في أي شي عايزين يطبوا فهذا وهم). هذا كان رأي المكتب التنفيذي، وبالتالي تم إيقافها من رئاسة الجبهة الشعبية منذ وقت مبكر.
# اتفاقية الشرق التي تم توقيعها بين جبهة الشرق و لحكومة ستكمل في أكتوبر المقبل عامها العاشر .. تقييمك لما حققته من مكاسب؟
– أنا كنت في جبهة الشرق وكنت في البرلمان في 2007- 2009.. الاتفاقية من حيث هي اتفاقية جيدة.. لكن للأسف صاحبها كثير من الإخفاقات أثناء التنفيذ مثلها مثل الاتفاقيات الأخرى.. واتفاقية الشرق انتهت بمرور 5 سنوات عليها.. فعمر الاتفاقية 5 سنوات على ما أعتقد.
# انتهت دون أن تحقق أي مكاسب لإنسان الشرق..!
– هناك مكاسب نوعاً ما، لكن أيضاً هناك أخطاء وقعت. أنا لا أريد أن أصحح أو أقيم الآن، ولكن الاتفاقية لم تلبي طموح إنسان شرق السودان، وإن كان هناك مكسب فهو صندوق إعمار الشرق.. هذا هو المكسب الوحيد و هذا على ما نسمع، فيه بعض العثرات.. وموضوع المسرحين – مسرحي قوات جبهة الشرق هذا الموضوع يشغل هم كل شرقاوي.. هناك عثرات على ما أعتقد.
# في تقديرك هل الحوار الوطني سيرمم عثرات وثغرات اتفاقية الشرق ويغني عنها وعن التفكير في أي اتفاقيات أخرى؟
– هذا الحوار لكل السودان وليس لجهة معينة.. والآن الشرق عنده أحزابه وعنده مكوناته موجودة داخل الحوار.. ونحن لا ننوب عن إنسان الشرق ولا ننوب عن قيادات الشرق نحن إضافة حقيقية.. وهذا الحوار هو ما سيخرج السودان من عنق الزجاجة الذي يقف فيه.. وهو المخرج الوحيد من كل الإشكاليات الموجودة سواءً في الشرق أو في الغرب أو في.
# هل لديكم بعض الملاحظات على بعض البنود التي حوتها أوراق الحوار؟
– بالنسبة للحوار، نحن عندنا بعض التحفظات في بعض البنود داخل الحوار.
– بالنسبة لرفع عضوية البرلمان بنسبة (100%) هذا لا يمكن! هذه أضحوكة لا المنطق يقبلها ولا العقل.. ماذا يقول الناس عنا.. بلد تعداد سكانها (30) أو (27) مليون ونوابهم في البرلمان (800) أو (900).. هذا اسمه ابتزاز فإذا كان لديك (800) عضو برلمان وألف دستوري – كيف ستساعد هذا المواطن الغلبان .. أنا أرى أن يجري مناقشة هذه المسألة بصورة واضحة جداً وبدون مجاملة.. نحن ما جايين عشان وظيفة لأنو الحوار دا ما حوار عشان الناس يتوظفوا فيهو). هذا حوار من المفترض أن يخرج الناس من الإشكاليات الاقتصادية والسياسية والأمنية ومن كل الإشكاليات.. الذين أوصوا بهذه التوصية في الحوار أخطأوا، وعلى الناس أن ينظروا لعواقبها الاقتصادية، فلا يمكن أن نوصي بأن يكون أعضاء البرلمان (800) عضو ونحن نشكو من تدهور اقتصادي.
# الحوار الوطني لم يصل إلى نهايته حتى الآن لأن هناك ناساً لم ينضموا له.. فهل سيتوقف الحوار في هذه المحطة لسنوات ريثما يقتنع ويلحق به الرافضون؟
– والله ليس سنوات يا أستاذة “سوسن”.. هناك الآن عمل جارٍ لكن دائماً في العمل السياسي عندما تكون هناك أطراف متعددة لا ينتهي العمل كما أنا أريد وأنت تريدين.. هناك مبادرة قطرية، وهناك مبادرة الوسيط الأفريقي، وهناك الاتحاد الأوروبي، هناك مجموعات كثيرة تدخل نفسها في داخل المشكلة السودانية، لذلك علينا أن نتريث ويا حبذا لو استطاع السودانيون كلهم أن يجلسوا ليحلوا مشكلتهم..الناس عليها أن تصبر، ليس سنة أو سنتين، لا.. لابد أن يكون هناك سقف للحوار وأن تكون هناك توصيات للحوار.. ولكن هذا لا يعني أن أقفل الباب أمام الآخرين، وأقول لهم (خلاص نحن انتهينا من الحوار).. نحن من دعاة انتظار الآخرين.. حتى متى؟ هذه نتركها لتقديرات الجهة المسؤولة مباشرة عن الحوار.
# هناك مجموعة رفعت مذكرة لرئاسة الجمهورية قدمت خلالها مقترحاً بتكوين حكومة تكنوقراط انتقالية.. ما رأيكم في هذا المقترح؟
– هذا إجهاض لعملية الحوار.. فلا يمكن أن يكون هناك حوار دعا له رئيس الجمهورية، وهنا مذكرات، وهناك دعوة لملتقى تحضيري.. هذه كلها عراقيل أمام مضي التوصيات إلى الأمام.. هؤلاء الذين طرحوا هذه المذكرة كانوا جالسين على طاولة الحوار.. فلماذا لم يطرحوا هذه الورقة في داخل الحوار حتى يتداولها الناس.. فإذا قبلوا بها توضع ضمن توصيات الحوار.. لا يمكن أن أدعو لشيء وأعمل ضده، هم رفعوا المذكرة لرئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية هو الذي دعا للحوار.. يعني هل سيقبل رئيس الجمهورية المذكرة التي رفعها 52 شخصاً أم سيقبل مخرجات الحوار التي خرجت بها كل القوى السياسية والمسلحة وتنظيمات المجتمع دكاترة وبروفيسورات وعلماء أجلاء؟!.. على هؤلاء الـ(52) أن يجتهدوا ويعملوا على طرح هذه المذكرة ضمن التوصيات، وأن يبتعدوا عن تشتيت الجهود.. إذا كان قلبهم فعلاً على السودان، فيجب طرح هذه الورقة في الحوار ليتداولها الناس.