بكل الوضوح
مايو.. حاضرة في الذاكرة
عامر باشاب
{ ما أن تحل علينا ذكرى ثورة مايو لابد لنا أن نخص قادة وجيل هذه الثورة بالتحية، وكما ذكرنا من قبل أن مايو وجدت التأييد العفوي من جموع الشعب السوداني عندما خرجوا في مسيرات داعمة لها عند تفجرها مطلع السبعينيات مما ساهم في تثبيت أركانها، ومن حينها انطلقت مايو في وضع برامج إستراتيجية طموحة أحسها ولمسها كل الذين عاصروها وعاشوا في كنفها.
{ وما قدمته مايو في سنوات حكمها يقف شاهداً على تميزها. وعلى سبيل المثال نذكر الثورة الصناعية التي أوجدت مصانع الاسمنت والسكر (كنانة.. سنار عسلاية.. حلفا) ومصانع النسيج، أبرزها مصنع (نسيج الصداقة) بالحصاحيصا، وفي مجال الطرق والكباري طريق مدني بورتسودان، كبري شمبات وكبري كوستي، والعديد من المشاريع الزراعية وصوامع الغلال بالقضارف ومبنى البرلمان (قاعة الشعب)، وقاعة الصداقة بالخرطوم ومسجد النيلين، بالإضافة إلى الانتعاشة والطفرة التي شهدها (مشروع الجزيرة) في عهد مايو والتميز المؤسسي الذي وصلت إليه دواوين الخدمة المدنية، إضافة إلى التطور الذي شهدته المؤسسات الطبية والمؤسسات التعليمية في كل مراحلها، والدور الرياضية ومراكز الشباب، بجانب التطور الإعلامي والنقلة التي وصلت إليها محطتا الإذاعة والتلفزيون، وتأسيس إدارة التصوير الفوتوغرافي التي وثقَّت لمشروعات التنمية والتعمير، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي أولته مايو وقائدها المشير الراحل “جعفر محمد نميري” لشتى ضروب الإبداع ورعايتها الخاصة للمبدعين، وتفجيرها للثورة الثقافية والإبداعية التي تمثلت في المهرجانات الثقافية القومية التنافسية المتوالية، والدورات المدرسية وطلائع مايو التي انتظمت كل ربوع السودان وقدمت الكثير من المبدعين في شتى المجالات، والكثير الكثير غير ذلك في كل أوجه الحياة في السودان.
{ وأكرر القول بأن جيل السبعينيات والثمانينيات هم من آخر الأجيال الذين وجدوا حظهم في التعليم والثقافة، بجانب أنهم عاصروا زمن الرخاء والرفاهية في ذاك الزمان.
{ وضوح أخير:
{ ختاماً نترحم على روح المشير “جعفر محمد نميري” قائد ومفجر ثورة (مايو).
{ وستظل مايوا دائما حاضرة في الذاكرة لانها أنجزت الكثير للوطن وقدمت للشعب السوداني.