ربع مقال
هيجتني الذكرى ..!!
خالد حسن لقمان
كلما مسخت الدنيا في عيوننا نحن السودانيين عدنا لزماننا الجميل عندما كان “وردي” فتياً و”إبراهيم عوض” متأنقاً و”كابلي” شجياً و”ود اللمين” صداحاً و”جكسا” هدافاً و”الدحيش” ذهبياً و”كمال عبد الوهاب” مراوغاً والقطن منافساً والصمغ غالباً والقمح كافياً والسماء صافياً، و”عبد الله الطيب” مفصحاً و”صديق حمدون” ملهماً وجنيهنا صامداً وتلفزيوننا مفرحاً ومسرحنا ضاحكاً وكتابنا عميقاً وفكرنا عبقرياً وقصيدنا جديداً وشدونا مطرباً وأكلنا طازجاً وشربنا نظيفاً. وبالأمس فقط جاءت ذكرى (هيجتني الذكرى) وصاحبها الذري الراحل “إبراهيم عوض” لتصدمنا بماضينا الجميل .. هل بالفعل تراجعنا في كل شيء أم أننا نقسو بشدة على زماننا ونجلد بغير رحمة ذاتنا ..؟؟!!
لا تهمني الإجابة كثيراً بقدر ما يقلقني عدم قدرتنا على التمييز والقياس والتقدير والتقييم .. فقدنا أدوات تقديرنا للأمور وتقييمنا للأحوال والنتائج .. نكاد لا نعرف أين نقف من أنفسنا ومن الآخرين .. هل نحن مع المتقدمين سائرين للأمام أم مع المتأخرين متقهقرين للحضيض..؟؟.. من الماسك والممسك الآن بتيرموميتر المجتمع السوداني.. من الذي يقيس أداءنا ويقيم نتائجنا وعلى أي مقياس ومعايير يقيسنا ويقدرنا .. ؟؟ ..
.. أي والله .. نحتاج لوقفة كبيرة وكبيرة جداً لا من أجل حاضر بلا طعم ولكن من أجل مستقبل يحدوه الأمل.