مسألة مستعجلة
حقبة مايو
نجل الدين ادم
رغم الإخفاقات التي وقعت فيها حقبة مايو بعد أن تطاولت فترة حكم الرئيس المشير “جعفر محمد نميري” إلى أن جاءت انتفاضة رجب – أبريل المعروفة التي أطاحت بالنظام، إلا أن مايو كثورة استمرت لستة عشر عاماً استطاعت أن تنحت في تاريخ هذا البلد وتسطر صفحات من العطاء والبذل، عطاء لا تخطئه العين وقد أفلح الرئيس الأسبق “جعفر محمد نميري” في بسط التنمية في ولايات السودان المختلفة، واهتم بالعلاقات الخارجية ورسم تاريخاً ناصعاً.
من ميزات الأنظمة العسكرية والتي تجد السخط من الأحزاب السياسية أنها تركز فترة حكمها دائماً في وضع بصمات وتحقيق أهدافها في خدمة المواطنين. انظر إلى ما حققته مايو مقارنة مع الحقب الديمقراطية الثلاث المعروفة، وانظر أيضاً إلى فترة حكم الرئيس الفريق “إبراهيم عبود” أيضا تجدها مليئة بالإنجازات الواضحة للمواطن. هذه الإشارة لا تعني بأية حال من الأحوال تفضيل الأنظمة الشمولية، ولكن هو بمثابة لفت نظر للأنظمة الديمقراطية وأدعياء الديمقراطية، والذين دائماً ما يقضون فترات حكمهم في الجدال والسجال والتنافس المحموم حتى تنتهي الفترة وتكون المحصلة لا شئ، الأحزاب دائماً ما تشكو من قصر فترات حكمها وترى أن ما تحققه الأنظمة الشمولية من إنجازات نتاج لفترات حكمها الطويلة.
ينبغي للأحزاب أن لا تستكين عند هذه الفريضة لأنها ستقود إلى مزيد من الفشل والإخفاق بل عليها أن تعيد حسابتها في التعاطي مع واقع البلد، وتكون صفاء النية هي الأساس في قيادة البلد وليس التنافس غير الشريف.
تذكرت كل هذه النقاط ونحن نستقبل اليوم ذكرى ثورة مايو بقيادة “نميري”، حيث استطاع أن يرسم معالم لطريق جديد للبلد ومضى في دروب التنمية، كانت مايو ثورة راسخة بما حملته من قيمة إنسانية تجاه المواطن البسيط، مايو كانت نموذجاً لفترة مختلفة كانت أطول فترة حكم على البلاد، قبل أن تأتي الإنقاذ لذلك أحبها الكثيرون من أهل السودان وما زالوا وبغضها آخرون!.
التحية في هذا اليوم الخامس والعشرين من ثورة مايو لكل من حمل الراية من أجل هذا البلد وسكب العرق من أجل أن يسعد أهل السودان، الرحمة والمغفرة لمفجر الثورة سعادة المشير “جعفر محمد نميري” رئيس الجمهورية الأسبق. ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، والتحية لكل المايويين والذين يحبونهم وهم يستقبلون هذا العيد والله المستعان.