حوارات

نائب رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في إفادات جريئة لـ(المجهر)

البشير هو الوحيد لأمان البلاد.. وصبر الشعب سيخرج البلاد من أزمتها
الوحدات الجهادية بالجامعات لم تنشأ لضرب الطلاب
“الولايات المتحدة الأمريكية” سياساتها دائماً عدائية مع السودان
لسنا ملائكة في المؤتمر الوطني.. ولكن لدينا لوائح ولن نسمح بالتفلت
في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وجه المؤتمر الوطني انتقادات عنيفة إلى سياسة “الولايات المتحدة الأمريكية” اتجاه السودان، وقال نائب رئيس القطاع السياسي دكتور “عبد الملك البرير” إن “الولايات المتحدة الأمريكية” تنتهج سياسية عدائية اتجاه السودان وتعرقل نموه وتطوره عبر (الفيتو) الذي تستخدمه ضد البنوك وتفرض عليها غرامات بمليارات الدولارات إذا تعاملت مع السودان في الخفاء. وفي سياق آخر نفى أن يكون طلاب حزبه هم وراء العنف الطلابي في الجامعات، بيد أنه أقرب وجود الوحدات الجهادية بالجامعات، مشيراً إلى أنها  لم تنشأ لضرب الطلاب، وجدد تمسكه بترشيح الرئيس لدورة قادمة، ووصفه بالضامن الوحيد لوحدة البلاد في المرحلة المقبلة.
حوار – وليد النور
{ ما تقييمكم للقاء “مبارك الفاضل” مع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب؟
–    السيد “مبارك الفاضل” يحمل في جعبته الكثير من التفاؤل والأمل ويسعى لاستقرار البلاد ولقائه جاء في الوقت المناسب، وقال في لقائه مع مساعد الرئيس الحقيقة التي يجب أن يسير عليها الحوار الوطني والباب لازال مفتوحاً أمام الجميع دون استثناء سواء أكانوا أفراداً أو أحزاباً.
{ المؤتمر الوطني وجه انتقادات عنيفة لمذكرة الشخصيات القومية حتى قبل أن يطلع عليها.. لماذا هذا الهجوم والمذكرة تصب في صالح حل أزمة البلاد؟
–    لا أريد أن أقول إن الموقعين على المذكرة (يغردون خارج السرب)، ولكن هذه المذكرة مكانها الطبيعي الأمانة العامة للحوار الوطني وليس القصر الجمهوري، لأن رئيس الجمهورية هو رئيس الجمعية العامة للحوار والموقعين على المذكرة جزء منهم شارك في الحوار على مستوى رؤساء لجانه، لماذا لم يقولوا رأيهم داخل قاعات الحوار، وثانياً المؤتمر الوطني لم يهاجم المذكرة، ولكنه يريد أن يتم الناقش والجهود داخل لجان الحوار، لان التوصيات والتوجيهات للحوار تتم إجازتها بنسبة 90% من المشاركين وهم رؤساء أحزاب والمؤتمر الوطني له صوت واحد من بينهم فلماذا الاستعجال؟
{ ما هي رؤية المؤتمر الوطني لحل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد؟
–    رؤيتنا هي مضاعفة الجهد في مضاعفة الإنتاج والإنتاجية، توجيهات الرئيس بضرورة السعي لتوفير معاش الناس، ولكن الأزمة لها مسببات خارجة عن إرادة الحزب وهي مفروضة عليه من الخارج. 
{ وما هي المسببات الخارجية؟
–    الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي هي السبب الذي يهزم كل معادلة تسعى الدولة لتطبيقها للخروج بالبلاد إلى بر الأمان، ولكن باب الله واسع، وثانياً من أولوياتنا إنهاء الحروب التي ظل الغرب يمثل الداعم الأول لها ويشعلها كلما لاحت نهايتها حتى يستقر السودان.
{ وما هي مصلحة الغرب في ذلك؟
–    يريد إسقاط النظام وأن يعيش السودان في وحل الخراب والدمار، بجانب الفيتو الأمريكي الذي  ظل يرهب كل دولة أوربية حاولت الاقتراب  من السودان لاسيما دول الخليج، وتخويف البنوك الأوربية عبر الغرامات المليارية حتى لا تقف مع السودان، ولكن صبر الشعب السوداني هو الذي سيخرج البلاد إلى بر الأمان والإنتاجية.
{ ازدادت وتيرة العنف الطلابي بالجامعات وصلت لاغتيال الطلاب وتشير أصابع الاتهام إلى طلاب المؤتمر الوطني بأنهم يبتدرون العنف ضد زملائهم؟
ولماذا؟
–    طلاب المؤتمر الوطني دون غيرهم وأقول لك بصراحة لا يوجد طالب ينتمي للمؤتمر الوطني يسعى للعنف ضد زملائه، ولكن هذه التناقضات تقولها الأحزاب، ودائماً تطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة ولدينا من الأدلة ما يثبت ذلك، وطلابنا ملتزمون ويعلمون أنهم يعاملون كغيرهم من الطلاب الآخرين، وأي طالب يخرق اللائحة سوف يحاسب وستظهر نتائج التحقيقات في القريب العاجل. 
{ ولكن الاتهام موجه لهم لأن لهم وحدات جهادية داخل الجامعات؟
–    هذه الوحدات أنشئت لأغراض التجييش للجهاد وليست لضرب الطلاب، وستجري لها معالجات داخل الحزب في القريب العاجل.
{ ظهرت كثير من التصريحات المتناقضة لقادة الحزب مع غياب تام لآلية المحاسبة التي سبق أن فصلت قيادات؟
–    المؤتمر الوطني حزب مؤسسات وله نظام أساسي، وليس هنالك كبير على المحاسبة أو تطبيق القانون، والمحاسبات السابقة التي جرت هي خير دليل وتمت محاسبات أخرى، ولكن لم  تخرج للعلن وكل من يخرج عن اللوائح سوف تتم محاسبته، وعضويتنا تعلم ذلك لأننا ليست لدينا (الماظ أو جواهر) بعيدة عن المحاسبة، ونحن مع الشفافية الداخلية في الحزب.
{ المؤتمر الوطني حتى الآن يفتقد للقائد بدليل الانتقادات الذي وجهت إليك من البعض عندما قلت إن الرئيس ليس من حقه التحدث عن عدم رغبته في الترشح؟
–    أقول لك صادقاً إنني لم أجد ملاحقة من المكتب القيادي، ولا زلت  أكرر قولي السابق ( إن الرغبات الخاصة سواء أكانت من الرئيس أو كل من يتقلد أمور العباد تكون له رغبة عدم التجديد)، بسبب هموم الوظيفة العامة، وحتى شخصي الذي يتحدث معك من خلال العمل اليومي ليست لدي رغبة في التجديد، ولكن الرئيس لا بديل له في قيادة البلاد، وهو يعلم أن مثل هذه القرارات لا تتم إلا داخل أجهزة الحزب.
{ كيف لا يوجد بديل للرئيس؟
–    لأنه الوحيد الذي له إحاطة كاملة بالعديد من الملفات التي لا يطلع عليها شخصاً غيره، ويمتلك من العلاقات التي تؤهله لذلك، من خلال الفترة الطويلة التي أهلته أن يكون هو الأمان الوحيد للشعب السوداني في هذه المرحلة.
{ إذن خلال فترة الـ(26) عاماً الماضية لم يستطع المؤتمر الوطني إعداد قائد وليس قادة ليحكموا الحزب؟
–    أبداً المؤتمر الوطني مليء بالقيادات المؤهلة لاسيما الشباب الذين يتولون مناصبا في الحزب والجهاز التنفيذي والتي ستصنع الفارق مع أية قيادات أخرى.
{ هنالك تملل وتفلت لبعض قيادات الوطني في بعض الولايات ضد الولاة؟
–    نحن لسنا ملائكة، وهنالك رغبات وميول للبعض للعصيان، ولكن لن تجد الأذن الصاغية ما لم تأت عبر المؤسسات الحزبية، وعلى قيادات الولايات الحضور للمركز لحل خلافاتهم، لأن المؤتمر الوطني حزب كبير ويسعى للإصلاح الحزبي، ولا يوجد تفلت لأننا نمتلك صمام أمان للحزب.
{ فشلت أمانة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني في فك العزلة الخارجية التي تعاني منها البلاد سياسياً واقتصادياً؟
–    عندما نتحدث عن السياسة الخارجية والاقتصاد والمال نجد السبب الوحيد هو “الولايات المتحدة الأمريكية” وسياستها العدائية تجاه السودان وضد كل الدول التي تقف إلى جانبه، وهي سياسة صهيونية تزداد كراهية كل مرة، ولكن رغم ذلك استطاع قطاع العلاقات الخارجية ووزارة الخارجية كسر الطوق عن البلاد، وفتحت بعد ذلك الاتجاهات في العلاقات الخارجية مع بعض الدول الأوربية والعربية.
{ لم تستقر العلاقة بين الخرطوم وجوبا ظلت دائماً في حالة توتر وقلق؟
–    الجنوب له حضور كبير وتأثير على المشهد في البلاد، نسأل الله له الاستقرار بعد عودة النائب الأول دكتور “رياك مشار” وتشكيل حكومتهم الجديدة، والجنوب نعتقد أننا لدينا مسؤولية اتجاهه لا نتهرب منها، وعلينا أن نسعى لحل خلافاتهم ومشاكلهم، لأن العالم الذي يصنفهم الآن بأنهم دولة فاشلة ويهددهم بالعقوبات، هو السبب الرئيس وراء ما جرى للجنوب الآن.
{ كثر سفر الوفود البرلمانية والحزبية إلى الدول الأوربية من أجل تحسين صورة السودان.. ولكن لم يظهر أي جديد حتى الآن؟
–    العلاقات مع الشعوب حققت تقدماً لم تكسر العزلة المفروضة مع الدول، ولكن رغبة الأمريكان في تبادل الزيارات مع الطرق الصوفية والإدارات الأهلية تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح.
{ لماذا تأخر انعقاد الجمعية العامة للحوار الوطني؟
–    المؤتمر الوطني هو حزب وله صوت واحد في الحوار الوطني، والحوار أطلقه رئيس الجمهورية بصفته رئيساً للجهاز التنفيذي،  والاتصالات لازالت مستمرة منذ انطلاقته وحتى اليوم مع كافة الأحزاب وفي كافة المسارات التي توصلت إلى خارطة الطريق، ولكن الطرف الأخر دائماً ما يضع تبريرات غير منطقية واعتراضات من أجل الوصول إلى هدف واحد هو إسقاط الحوار القائم وهو وصول البلاد إلى هذا الوضع.

{ هل أثر رحيل “الترابي” على انعقاد الجمعية العامة؟
–    ليس الأمر كذلك، وبالأمس القريب سمعنا أن انعقاد آلية 7+7 ونحن لا نتأثر بالأشخاص، لأن المؤسسة التي تعتمد على الأشخاص ستنتهي قريباً، وهذا لا يقلل من جهد الراحل “الترابي” ولأن الأستاذ “كمال عمر” مشارك في عمل الآلية وستنعقد الجمعية في القريب العاجل.
{ لماذا توقفت المفاوضات مع قطاع الشمال فيما يتعلق بالمنطقتين؟
–    كلما توصل الوفد المفاوض إلى حلول يتحجج قطاع الشمال بأسباب غير منطقية ويتمسك بأشياء ليست لها علاقة بالتفاوض، وهي توجيهات من الغرب الذي لم يكن محايداً في هذه القضية، ونحن لم نغلق الباب أمام أي تحرك حتى نصل إلى حل، والكثير من الحركات التي شاركت في الحوار الوطني  قدمت كل ما لديها.
{ وما شأن القوى السياسية الرافضة للحوار في الداخل؟
–    نحن لا نقبل بأي حوار خارج البلاد، ولكل القوى السياسية التي تريد أن تعمل إضافة أية توصيات، لان الشورى حددت المسار في خارطة الطريق، ونحن من أجل السودان سنتحمل أي شيء لاسيما قد لاحت بوادر انفراج من حركتي (جبريل) و(مناوي) وإمكانية إلحاقهم بـ(اتفاقية الدوحة) من خلال مجهودات نائب الرئيس.
الباب مفتوح لكافة القوى السياسية للمشاركة في الحوار الجاري، ولم نغلق الباب أمام أي حزب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية