عابر سبيل
حزب (بجلابية) في عين العاصفة!!
ابراهيم دقش
بمزيد من الأسى والأسف أطلعت على بيان صادر عن (جماعة) “لندن” في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، فتوقيت البيان تزامن مع اتهامات تكال للأحزاب السياسية الكبرى، أدناها عدم المؤسسية وقلة الحيلة التنظيمية والابتعاد عن القواعد.. وأسلوب البيان ولغته وإسهابه في التفاصيل تنم عن مرحلة فارقة وفاصلة في تاريخ الحزب الكبير – حزب الوسط – تبدو الرجعة فيها أو المراجعة غير واردة.. بمعنى أن جماعة “لندن” ومن هم معهم قد حسموا أمرهم (بخلع) أيديهم عن يد زعيم الحزب.. وابتعادهم عن مظلته، وبالتالي هم في حل كما فهمت من روح البيان.
ومعنى ذلك أن الاتحادي الأصل مقبل على (انشقاقية) كبرى تلحقه برفيق دربه حزب الأمة القومي، خاصة وهناك تسريبات بأن القابض على مفاصل الحزب حالياً – السيد “الحسن الميرغني” بصدد إجراء تغييرات في طاقم حزبه المشاركة في الحكومة، مقرونة بتهديد مبطن عن احتمالية مغادرة الحكومة، والجزئية الأخيرة فيها قولان ومدرستان وفريقان، ولذلك يعتمد بقاء الحزب في الحكومة أو خروجه منها على (احترافية) الكروت التي سيرمي بها أي من الجانبين المتناطحين.. ولكن كمراقب أستبعد احتمالية الخروج بعد أن عرض الحزب الحاكم على المساعد الأول خيارات للمسؤوليات التي سيتحفه بها وهي كما جاء في الأنباء: قاعة الصداقة وهيئة الصداقة الشعبية العالمية وعضوية المجلس الأعلى للاستثمار.. وحسب معلوماتي أن العرض لم يجيء استجابة لاجتماع المساعد الأول، أو غضبته التي حملته على الخروج من البلاد، بقدر ما تمت في إطار إعادة ترتيب التفويض والمسؤوليات على المناصب السيادية الكبرى من النائب الأول حتى المساعدين وعلى رأسهم المساعد الأول، وبهذا يكون يا دار ما دخلك شر، رغم أن بعض دهاة السياسة يرون أن هذه (الحركة) كان يمكن إرجاؤها حتى معرفة مصير الحوار الوطني الذي يفترض أن تتضح ملامح نهاياته في الأسابيع القليلة القادمة.
وفي كل الأحوال عودة “الميرغني” الصغير للبلاد إشارة إيجابية ولو كان لي أن أتقدم له بنصيحة – من أحد أولاد الخلفاء – فهي ألا ينتظر (ملفات) تمنح له للإشراف عليها أو إدارتها وإنما عليه أن (يخلق) ملفاته بنفسه، بالمبادرة والمبادأة والسبق.
وشيء لله يا “ميرغني” المكي والمدني.