رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

ما زلنا في انتظار معالجات ارتفاع الدولار
رقية أبوشوك
 
نحن ما زلنا في انتظار المعالجات الجذرية التي كانت قد أعلنتها وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي لكبح جماح ارتفاع أسعار النقد الأجنبي، وذلك عقب إجازة الموازنة من قبل المجلس الوطني.
المعالجات لم ترَ النور بعد، والدولار ما زال يوالي الارتفاع ينخفض قليلاً ثم يرتفع بأرقام فلكية وترتفع الأسعار معه، فحتى أسعار السلع التي لا علاقة لها بالدولار ترتفع هي الأخرى ليقول التجار (والله الدولار هو السبب)، وذلك في وقت لم تكن هنالك علاقة مباشرة بين بعض السلع والدولار.
(رمضان) على الأبواب والأسعار الآن في العنان، فما بالكم عندما يهل الشهر الكريم، فهنا تتفنن الأسعار، لأن التجار يعرفون تماماً بأن هنالك سلعاً رمضانية لا بد للمستهلك أن يشتريها (عندو أو ما عندو).
ضخ الدولار من قبل المركزي ليس هو الحل، لأنه قد ينخفض في حينه ثم يعاود الكرة ولدينا تجربة ضخ بنك السودان المركزي خلال الفترة الماضية لعدد مقدر من الدولار والدراهم والتي أثرت في السوق الموازي لفترة محدودة، انخفض نوعاً ما ولكنه ارتفع بوتيرة قوية جداً، إذ تجاوز الـ  (14) جنيهاً.
إذن ما هو الحل سادتى؟؟
في رأيي الحل يكمن في عدة أشياء، أولها وضع معالجات جذرية ورقابة على مدار الساعة على تجار السوق الموازي وفرض الحصار عليهم لمعرفة أولاً من أين يأتون بالدولار؟؟.. هل يقومون بشراء كل الذي تم ضخه بالمصارف والاحتفاظ به ثم الخروج بسعر جديد وفي توقيت معين؟؟ .. فهؤلاء التجار يعرفون الوقت المناسب ولديهم أساليبهم في هذا الشأن، لأنهم امتهنوا هذه المهنة وأداروها بطريقة منظمة ومرتبة وأحبوها، فالذي يحب مهنته، لا بد أنه يعرف كيف يحافظ عليها، متى يخرجها ومتى يخزنها خاصة وأن الدولار قد أصبح مخزناً للقيمة..  فأي شخص لديه فائض كبير من العملة الوطنية يشتري به ما يمكن شراؤه من دولار ثم يخزنه.
فهذه معالجات شخصي الضعيف ولا أدرى ما هي معالجة الجهات المالية والنقدية في هذا الإطار؟؟
أيضاً كما أشرت في مساحة سابقة، فإن الإنتاج هو الحل الأساسي لمعالجة الخلل في المسيرة الاقتصادية، فالإنتاج وزيادته وتوفير كل معينات نجاحه هو المخرج من هذا المحك وكذا ضرورة زيادة الصادرات السودانية والتي ما زالت دون المطلوب بالرغم من الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها السودان خاصة في مجال الثروة الحيوانية، فإذا ما تم الاهتمام بهذا القطاع الحيوي، فإننا حتماً سائرون للأمام، فصادر الثروة الحيوانية يجب أن يشمل صادر المواشي حية ومذبوحة وزيادتها مع الاهتمام بالمحاجر والمسالخ وتطويرها ونشر ثقافة خلو السودان من أمراض الحيوان وإبراز شهادات الصحة العالمية التي تؤكد ذلك حتى نكون مصدر ثقة لكل الذين يتعاملون معنا في هذا المجال، خاصة إذا علمنا بأن المواشي الحية والمذبوحة ذات ارتباط مباشر بالاستهلاك الآدمي ولا بد أن أؤكد لكم جميعاً أن اللحوم السودانية لا مثيل لها لأنها تتميز بالجودة العالية والطعم المميز، وهذه شهادة كل من يتعامل مع اللحوم السودانية، ومن هنا يجب أن نروج لها.
ولأن الثروة الحيوانية ذات ارتباط مع بعضها البعض، فلا بد من الاهتمام بمخلفات الذبيح وتصديره كالجلود مثلاً، لأن هنالك دولاً تهتم جداً بالصناعات الجلدية .. الأمر الذي يوفر للخزينة العامة الملايين من الدولارات.. فقط نحن بحاجة إلى الاهتمام بكل القطاعات المنتجة وتحريكها والصرف عليها .. فقد نصرف اليوم عليها كثيراً ونروج لها كثيراً ولكن حتماً فإن الفائدة ستكون أكبر مما نتصور.
هذه فقط مجرد اقتراحات لمسؤولي الشأن الاقتصادي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية