مسألة مستعجلة
خلافات الجزيرة!
نجل الدين ادم
ظهرت على السطح بعض الخلافات التي لا نعرف تفاصيلها داخل حزب المؤتمر الوطني من جهة، وبين المجلس التشريعي للولاية والوالي “محمد طاهر إيلا” من جهة أخرى، وفي المجلس التشريعي وقف بعض نوابه ضد تمرير بعض القرارات التي أصدرها الوالي، وهذا من حقهم كممثلين لشعب ولايتهم خصوصاً إذا رأوا أن ذلك لا يتسق مع المصلحة العامة للمواطنين، ولكن ما ليس من حقهم أن يثيروا القضية وجعلها في مرتبة التحدي للجهاز التنفيذي، لأن ذلك ببساطة سينقل الولاية إلى مرحلة جديدة من التنافر بين الجهازين التنفيذي والتشريعي، وهذا من شأنه أن يقعد الأوضاع بالولاية، حيث لا تنفعها المشروعات التي بدأ الوالي في نفخ الروح فيها، وليس مطلوب دستوراً أو قانوناً أن يكون الجهازان في حالة شد وجذب وتحدي، بل مطلوب منهم أن يحققا أقصى درجات (الهارموني)، لأن ذلك سينعكس في أداء الولاية بما يحقق مطالب شعبها.
قدم نائب رئيس الوطني بالولاية استقالته قبل أيام للأسباب التي ساقها وقبل رئيس الحزب وهو الوالي، الاستقالة، واختارت أجهزة الحزب بشكل فوري خلفاً لنائب رئيس الحزب، كان حرياً بالقيادة التي تنتمي للحزب ولكنها تحمل لديها بعض التحفظات أن يعملوا انتهاء الأمر عند هذا الحد ولكن أن تخرج أصوات وأصوات فإن ذلك ليس من مصلحة المؤتمر الوطني في الولاية أو المركز، وليس من مصلحة الحكومة الولائية أو الاتحادية، ولا يعبر عن نهج ديمقراطي.
استمرار هذه الحالة الرمادية تضع بعض قيادات الحزب في تحدٍ أن يثبتوا صدق ما يقولون به من مواقف تصطدم مع مواقف الوالي الحالي.
“إيلا” أتى من أهله في الثغر الحبيب ليضع بصمة نجاح وتنمية في هذه الولاية الواعدة وقد بدأ بالفعل المشوار ولكن المتاريس تأتيه من أهل الدار من بعض قيادات الولاية وحزبه!
ينبغي أن يحتكم هؤلاء الرافضون والصامتون والمؤيدون جميعاً إلى الشعب ليعبر عن تأييده أو رفضه لسياسات الوالي الحالي، المسيرة الهادرة التي خرجت يوم (الجمعة) في مدينة “ود مدني” حاضرة الجزيرة الخضراء، كانت شاهداً ومعبراً حقيقياً لإرادة المواطن بأنه يدعم الوالي وسياساته، خرجوا جميعاً ليقولوا كلمة نحن معاك يا “إيلا”.
أتمنى أن يكون هذا الاستفتاء هو الفيصل في التحدي الذي دخل فيه قيادات الولاية وينبغي أن يعترف المهزوم بإرادة الشعب بهزيمته ويقبل بإرادة الأغلبية في أن يكون الجميع خلف الوالي داعمين، يجب أن يفكر الجميع في قتل حالة الخصام وعدم الرضا بالآخر وأن يخضعوا لإرادة شعبهم، على قيادات الوطني الناقمة أن تعود إلى الصفوف ليبدأ قطار التنمية، على والي الولاية “محمد طاهر إيلا” أن لا يجعل من محطة هذه الخلافات والتباين في الآراء والمواقف نقطة لتصفية الحسابات، إذا ما عاد كل هؤلاء إلى رشدهم وجعلوا مصلحة ولايتهم هي الأُولى والأَولى، والله المستعان.