رأي

بعد.. ومسافة

العام بما يشبه الخاص..(!)
مصطفى أبو العزائم
 
أمسية الأربعاء الثالث عشر من أبريل الحالي، احتفل (منتدى فلاح الثقافي) بأم درمان، ومن على خشبة مسرح (مركز شباب أم درمان)، احتفل بإحياء ذكرى الراحل المقيم الأستاذ “محمود أبو العزائم” رحمه الله رحمة واسعة – وهو احتفال دعينا للمشاركة فيه كأسرة للراحل المقيم الذي احتفى به المنتدى، والذي تنظمه (دار فلاح) لتطوير الأغنية الشعبية، كل (أربعاء) بصورة دورية، ويكون أحد المنتديات مميزاً كل شهر.
قبل نحو عام اتصل عليّ الأخ الكريم الأستاذ “عبد الرحمن الجعلي” المشرف على (منتدى فلاح الثقافي) لأكون أحد شهود تكريم المنتدى لشاعرنا الإعلامي والدبلوماسي الكبير الأستاذ “صلاح أحمد محمد صالح” بمناسبة مرور ستين عاماً على ميلاد برنامج (حقيبة الفن).. وكان الليلة مشهودة، تحدث فيها المحتفى به – أمد الله في أيامه – كما تحدث رفيق دربه أستاذنا وأستاذ الأجيال البروفيسور “علي محمد شمو”، علمنا منهما ما لم نكن نعلم من تاريخ الأغنية السودانية، ومن تاريخ البرنامج نفسه، وقد أتاح لنا أهل المنتدى الحديث ليلتذاك، وقد تحدثنا قصيراً حول الدور الكبير الذي لعبه الشاعر السفير الأستاذ “صلاح أحمد محمد صالح” في مسيرة وتطوير العمل الإعلامي بالسودان، وما قام به البروفيسور “علي شمو” في هذا المجال، وكيف أن الأستاذ “صلاح” وضع اللبنة الأولى لبرنامج (حقيبة الفن)، ليكمل البروفيسور “علي شمو” البناء حتى أوصل البرنامج إلى يد الأستاذ الباحث المُجد المجتهد “عوض بابكر”.
تفاعل الجمهور في ليلة (حقيبة الفن) مع الأغنيات القديمة بأصوات الجيل الحديث والتي جاءت كما العطر القديم النفاذ في قوارير جديدة.
ليلة (الأربعاء) لم تكن ببعيدة عن تلك الليلة من حيث انفعال جمهور المسرح وتجاوبه، وقد امتلأ تماماً بمن جاءوا ليكونوا شهوداً على إحياء ذكرى الراحل المقيم، وكان الحفل برعاية كريمة من الأستاذ “محمد يوسف الدقير” وزير الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، الذي أناب الأستاذ “ماجد السر” بدلاً عنه، بينما غاب الأستاذ “مجدي عبد العزيز” معتمد أم درمان بسبب سفره إلى “تركيا”، وقد شهد الاحتفال مشكوراً نيابة عنه الأستاذ “هاشم القصاص”.
لم يغب أستاذنا “علي شمو” بل كان نجم النجوم، وجاء من أقصى المدينة الأخ الكريم والصديق الحميم الأستاذ “شول دينق”، وشارك الأساتذة “التجاني حاج موسى” و”مختار عوض الله” و”ميرغني البكري” و”عبد المنعم أحمد” رئيس الجالية السودانية في كينيا، ومن أبناء “محمود فلاح” كان “إيهاب” و”أحمد” وعدد كبير من تلاميذ الراحل المقيم الأستاذ “أبو العزائم” الذي احتفى الحضور بإحياء ذكراه، وهو رجل عام، كانت له إسهاماته الواضحة في مسيرة العمل الصحفي والإعلامي، خاصة في مجال الإذاعة التي شهدت في عهده نهضة في عملها وتطوراً في إمكانياتها الفنية والهندسية والبرامجية.
لابد من إشادة وتقدير بـ(منتدى فلاح الثقافي) لأنه درج على الاحتفاء بالرموز في كل المجالات، خاصة تلك التي لها علاقة بالمجال الفني.. وتحية خاصة للمطربين الشعبيين المبدع “أحمد هاشم” والمبدع “عمر الحواري” الذي يعيد إلى الذاكرة أصوات قدامى المطربين وهم يؤدون الأغنيات الشعبية خاصة في منطقة الجعليين، الذين نستطيع القول بأنهم أول من أسس لمرحلة الأغنية السودانية في عشرينيات القرن الماضي، بظهور الفنان “محمد ود الفكي بابكر” الذي جاء إلى الخرطوم عام 1908م، ثم بعد ذلك في عام 1915م، لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الغناء الأم درماني كانت هي أساس ما تعارفنا على تسميته بأغنيات الحقيبة.
رحم الله الراحلين الأوليين وغفر لهم وعفا عنهم وغفر لنا أجمعين.. آمين.
وجمعة مباركة..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية