رأي

مسألة مستعجلة

وانتهاء فيلم جامعة الخرطوم
نجل الدين ادم
كان مؤسفاً تلك المواجهات والصدامات التى وقعت بين طلاب جامعة الخرطوم والشرطة على خلفية ما أشيع عن نية الحكومة نقل مقر الجامعة الحالي إلى منطقة سوبا والتصرف في موقعها، فقد خرج الطلاب عن طوعهم وتهيجت مشاعرهم عندما أشيع هذا النبأ الأليم بالتصرف في مبنى جامعتهم العريقة، لذلك اختاروا أن يعبروا عن حالة رفضهم بتلك التظاهرات، خرجوا في فناء الجامعة ساخطين، ولكنهم لا يعرفون الحقيقة، خرجوا فقط لمجرد كلام دائر.
أمس الأول كتبت في هذه المساحة عن حالة الإرباك التي خلقها المسؤولون بتصريحاتهم المتضاربة بهذا الخصوص، وكم هي حولت مجرد حديث غير موثوق إلى رد فعل سالب من الطلاب كان يمكن أن يتطور إلى أبعد من ذلك لو لا لطف الله، وأشرت في مقالي إلى أن الموضوع قد تطور وفي ظل هذه المعلومات المتضاربة فإنه ليس من سبيل إلا أن تصدر قرارات من جهات عليا تزيل هذا الغبش، وقد صدق حدسي فتدخل مجلس الوزراء وحسم في اجتماعه الدوري أمس (الخميس)، برئاسة رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” الجدل حول ما أثير بشأن نقل مقر جامعة الخرطوم من مكانه الحالي إلى مقر جديد بضاحية سوبا، وأكد المجلس في ذلك بأنه لم يصدر أي قرار بنقل الجامعة من موقعها الحالي أو التصرف في منشآتها،
فقد ذكر الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور “عمر محمد صالح” في تصريح له أن المجلس استمع إلى تقرير من وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور “سمية أبو كشوة” حول ملابسات طلب إدارة جامعة الخرطوم تمويل مشروعات تطويرية بمنطقة سوبا والذي فهم منه البعض خطأ تحويل الجامعة والتصرف في منشآتها، وأبان (أن نقل جامعة الخرطوم من موقعها الحالي أو التصرف في منشآتها لم يكن مكان تداول في اجتماعات مجلس الوزراء أو في اللقاء الذي جمع نائب رئيس الجمهورية بمجلس الجامعة)، انتهى الكلام.
بما سمعنا (أمس)، على لسان د.”عمر” فإنه ليس من سبيل إلى أن يتم ترحيل الجامعة كما أشيع، وعليه فإن الطلاب وخريجي جامعة الخرطوم سينامون قريري العين بعد حالة إحباط ضربت أنفسهم وخيمت عليهم الأحزان، لكن برغم هذه النهاية السعيدة فإن الأمر ينبغي له أن لا ينتهي عند هذا الحد، بل يجب أن يبحث مجلس الوزراء بمثل ما تدخل في هذا الأمر وحسمه بتصريح قاطع، أن يتدخل ويشكل لجنة للتحقيق في ملابسات هذه القضية والتي كاد أن يكون واحد من آثارها فقدان أرواح طلاب جراء المواجهات التي دخلوا فيها مع الشرطة والتي تنفذ القانون ليس إلا.
هناك حالة خلل وإرباك ينبغي أن لا يدفع ثمنه هؤلاء الطلاب البسطاء، أرجو أن نسمع بلجنة على هذه الشاكلة لتحاسب على التقصير الذي تم، وإلا فإن محاولة جس النبض ستكون هي الاتهام القائم في مواجهة الحكومة، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية