رأي

بكل الوضوح

رحيل أبي النجوم.. “صلاح طه”
عامر باشاب
 
{ الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات، يواصل صدماته الموجعة  بخطف الرائعين من شارع الفن والإبداع.. بالأمس وبصورة مفاجئة وفاجعة أخذ من بيننا القامة الإعلامية المهندس الماهر ومقدم البرامج الفنان الأستاذ “صلاح طه”، الذي ولد وعاش ليسعد الناس من وراء المايكروفون ومن أمام  الكاميرا، وحتى رحيله كان مهموماً بتقدم الأجهزة المسموعة والمرئية وبتطور العاملين في حيشانها.
 { ومن أكثر الأشياء الملفتة في شخصية الإذاعي القدير “صلاح طه” حبه للآخرين وتواضعه، فمن يلتقيه لا يمكن أن يتخيل ولو للحظة أن الذي يقف أمامه هو الإعلامي القامة “صلاح طه” الذي ساهم في تطور العمل الإذاعي والتلفزيوني في مجال الهندسة الإذاعية وفي مجال الإعداد والتقديم، أهدى مكتبة الإذاعة والتلفزيون العديد من البرامج الرائعة والخالدة في ذاكرة الأمة منذ بداياته الأولى، اشتهر من خلالها، وكانت مختلفة من خلال طريقته المميزة في الإعداد والتقديم.
{ “صلاح طه” من الشخصيات التي لن تتكرر في هذا الزمان، كان مدرسة قائمة بذاتها في الأداء والإمكانات والثقافة والحضور، كما كان  نموذجاً للإذاعي الاحترافي الشامل الذي يجيد فن الحوار والتقديم والإخراج البرامجي، ويقدر قيمة الالتزام المهني.. مضى إلى ربه راضياً مرضياً بعد أن أدى رسالته كاملة بكل تفانٍ وإخلاص، ووضع بصمته الإبداعية ومهد الطريق أمام العديد من المبدعين إعلاميين ومطربين وموسيقيين، وارتفع بهم على عتبات خشبة مسرح النجوم إلى أن لمع نجمهم وصاروا من المبدعين الذين يشار إليهم بالبنان، وبهذا استحق لقب (أبو النجوم). 
{ المؤسف والمحزن حقاً أننا لا نشعر بقيمة المبدعين وقسوة غيابهم إلا عندما يرحلون، كالعادة لا ننتبه إليهم إلا بعد فوات الأوان، وها هو الرائع “صلاح طه” يغادر دنيانا بعد أن جمّلها بروائع ما قدم من إبداع، وللأسف لم ننتبه لهذا العملاق لكي نقدم له شيئاً من الوفاء، ومؤسساتنا الإعلامية والإبداعية التي قدم لها كل ما عنده من عطاء ليتها احتفت به وكرمته وهو على قيد الحياة.
} وضوح أخير
{ النجم “صلاح طه” يكفيه نبلاً أنه عاش حتى مات وهو (يقدل) على مسرح الإبداع الإذاعي والتلفزيوني، وظل حتى آخر نفس في صدره يجمّل حتى مسارح المنتديات الثقافية بحضوره وبأفكاره، وبطريقته المدهشة في إعداد البرامج وإدارة الحوار.
{ آخر مرة التقيته فيها (الخميس) قبل الماضي بمنتدى فندق “ريجنسي” (المريديان)، وقف على مسرح المنتدى بتلقائيته المعهودة مشيداً بقدرات الفنان الشاب “عاطف السماني” أحد نجوم الطرب من الشباب الذين قدمهم للساحة الإبداعية، ثم تحدث عن أحد مواقفه الطريفة مع الفنان العملاق “صديق الكحلاوي”.
{ أخيراً.. ومن جوة قلوبنا المفجوعة والموجوعة، نترحم على روحه، ونسأل الله العلي القدير أن يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين.
{ (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية