رحيل الإذاعي المهندس "صلاح طه"
بعد تاريخ حافل بالعطاء الإداري والإبداعي
(خارج الأستديو) (مطرب وجمهور) (أستديو النجوم) (بيوت ومصاهرات) أميز ما قدم من برامج
الخرطوم – عامر باشاب
غيب الموت الإعلامي والإذاعي المهندس “صلاح طه” بعد أزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى العناية المكثفة بمستشفى (رويال كير)، ويقضي بها عدة أيام ليسلم الروح إلى بارئها فجر أمس (الثلاثاء). للراحل مشوار طويل حافل في الحقل الإذاعي والتلفزيوني حيث يعد من أنجح معدي ومقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي كانت سر شهرته، إضافة إلى صوته المميز عن بقية الإذاعيين، إذ استمر نجاح “طه” وتألقه الإعلامي لما يقارب (40) عاماً وشغل عدة مناصب بالإذاعة القومية، منها مدير إدارة الهندسة والتشغيل ومدير إذاعة ود مدني ومدير إدارة الإذاعات الولائية الموجهة والمتخصصة. وآخر منصب تقلده بعد إحالته للمعاش مدير شركة هنا أم درمان، ومن أهم البرامج التي قدمها من (خارج الاستديو) (مطرب وجمهور) (أستديو النجوم) (بيوت ومصاهرات)، بالإضافة للمقابلات الإذاعية والتلفزيونية مع ألمع نجوم المجتمع الإبداعي. ونعى أهل الإذاعة والتلفزيون والصحافة زميلهم المرحوم “صلاح طه” وسط حالة من الحزن والأسى.
علمنا فن إدارة المؤسسات والبرامج
مدير إذاعة ذاكرة الأمة الأستاذ “عوض أحمدان” وصف وفاة “صلاح طه” بأنها خسارة إعلامية كبيرة
لأنه كان واحداً من القيادات والكفاءات في مجال العمل الإداري، بالإضافة إلى كونه أحد الكفاءات في الهندسة الإذاعية مثل لنا قدوة وتعلمنا منه الكثير في فن إدارة المؤسسات وفن إدارة البرامج، كان صاحب بصمة خاصة في إعداد وتقديم البرامج وكان ميالاً للبرامج الجماهيرية. نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما قدم من عطاء للسودان وللإعلام.
اشتهر بالتلقائية في التقديم
وقال الإعلامي “عبد الباقي خالد عبيد” عن الراحل “صلاح طه”، إنه إعلامي وإذاعي مخضرم من جيل الرواد أسس لمدرسة خاصة في تقديم وإعداد برامج المنوعات الإذاعية، أميز البرامج التلفزيونية واشتهر بالتلقائية في التقديم البرامجي وإدارة الحوار.
تخصص في اكتشاف المواهب
أما الشاعر “التجاني حاج موسى” تحدث إلينا بصوت حزين وقال لقد فقدت صديقي الرجل الخلوق “صلاح طه” الذي كنت دائماً معه بصورة شبه يومية بالصباح بمكتبه، نعقد جلسات للدردشة والمؤانسة ونتفاكر في هموم الوسط الإبداعي، وهو من الإعلاميين الذين يسعون لخدمة الآخرين في صمت وبذل كل جهده لاكتشاف المواهب، وكان دائماً يطلب منا تقديم مساعدة المواهب من المطربين. وقبل أيام قلائل قدم لي اثنين من المطربين الشباب القادمين من ولاية الجزيرة، هذا بالإضافة إلى أنه إداري محنك ومن الكفاءات النادرة في تخصص الهندسة الإذاعية تركيب وتشغيل، وتمرس في هذا العمل حتى وصل إلى درجة خبير عالمي بشهادة خبراء الهندسة الإذاعية بدولة ألمانيا.
صديق للفنانين والمثقفين
فيما نعاه الموسيقار “عبد الفتاح الله جابو” (المدير الأسبق لاوركسترا الإذاعة) قائلاً: فقيد البلاد وفقيد الإعلام والوسط الثقافي “صلاح طه” من الشخصيات الإعلامية التي ساهمت في تطور العمل الإذاعي والتلفزيوني بالبلاد، وكان صديقاً للفنانين والمثقفين وقدم الكثير من الخدمات الإعلامية لأهل الفن وساندهم في الكثير من المواقف يرحمه الله ويجعل الجنة مثواه.
الإذاعي “ماجد حسن علي” من قيادات إذاعة السلام أشار في حديثه عن الراحل “صلاح طه” بأنه كان مثال الإذاعي الشامل المتمكن، وضع أسساً في إعداد وتقديم البرامج وكانت أفكاره خلاقة ودائماً ما تدهش وتبهر زملاءه في الأوساط الإعلامية قبل الجماهير. وأضاف قائلاً برنامج (بيوت ومصاهرات) الذي قدمه الراحل عبر إذاعة السلام، أحدث ضجة وحقق نجاحاً باهراً، ونال جائزة التميز الإذاعي. أخيراً ندعو له بدار الخلود.
عالم من التميز
الأستاذ “عبود سيف الدين” مدير إذاعة (هوى السودان) ابتدر حديثه معنا مترحماً على رفيق دربه وصديق عمره، ثم قال: “صلاح طه” أخي الذي لم تلده أمي وعلاقتي به أعمق من علاقتي بإخوتي وصلته بي أعظم من صلته بإخوته، إنسان نادر الصفات أخو إخوان وفي المجال الإذاعي الإعلامي كان يمثل له عالماً من التميز في الإدارة الرشيدة وعالم من التميز الإبداعي في مجال التقديم والإعداد والتوثيق، أفنى كله عمره في خدمة العمل الإذاعي والتلفزيوني. نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يلهمنا وأهله الصبر الجميل.
متقدم الصفوف في الفعاليات الثقافية
الصحفي “صلاح شكري” قال: خبر رحيل المهندس والمبدع “صلاح طه” صدم الجميع لأنه كان دائب الحركة دائماً حاضراً ومتقدماً الصفوف في الفعاليات الثقافية والإبداعية، بروحه الطيبة وبشاشته، حقاً افتقدناه ولكنه ليس بعزيز على ربه. نسأل الله له الرحمة والمغفرة.