جنوب دارفور.. تباين في إقبال الناخبين في اليوم الأول
نيالا- عبد المنعم مادبو
في اليوم الأول لعملية الاقتراع للاستفتاء بجنوب دارفور التي انطلقت، أمس (الاثنين)، تشير المؤشرات العامة بالمراكز التي وقفت عليها (المجهر) إلى الرغبة الكبيرة لدى المواطنين في الإدلاء بأصواتهم. ففي الوقت الذي فتحت فيه المراكز أبوابها باكراً عند الثامنة والنصف صباحاً، حسب رئيس المفوضية القومية للاستفتاء الإداري لدارفور “عمر علي جماع”، بدأ تدافع المواطنين إلى مراكز الاقتراع البالغ عددها (406) مراكز منتشرة بمدن وقرى ومعسكرات النازحين بالولاية، رغم تخوف المواطنين من ارتفاع درجات الحرارة في ساعات منتصف النهار، وأشار عدد من رؤساء المراكز الذين تحدثوا لـ(المجهر) إلى أن اليوم الأول للاقتراع لم تطرأ فيه أية مشكلات تذكر وأشادوا بالوعي الكبير لدى الناخبين.
وذكر “الرضي أحمد آدم إسماعيل” رئيس مركز “عبد الرحمن دبكة” بمحلية عد الفرسان أن وعي الناخبين سهل عليهم مهمتهم كثيراً، وأضاف إنه لاحظ أن الناخبين يأتون إلى المركز ولا يحتاجون لأية رسائل توعوية من قبل الموظفين في المركز، وتابع: (هناك وعي متقدم جداً مقارنة بما كانت عليه الحال في الانتخابات السابقة)، وذكر أن المركز لحظة تصريحاته لـ(المجهر) عند الخامسة عصراً تجاوز عدد المصوتين فيه الـ(1500) شخص.. وأشار المواطن “بخيت عبد الله”، الذي أبدى حماساً كبيراً لعملية التصويت، إلى أن الحشود التي تدافعت إلى مركز “دبكة” لا يستهان بها، وتوقع أن يصوت الجميع قبل الموعد المضروب للاقتراع. بينما قال رئيس مركز رقم (7) بمحلية السلام “حسين إبراهيم الدوم” إن هناك إقبال واسعاً من قبل الناخبين على المراكز بفضل الأجواء الاحتفالية والمهرجانات والألعاب التراثية والشعبية التي نظمت بالمراكز، وأضاف: (على الرغم من هذا التدافع ووجود مؤيدي خيار الولايات وآخرين يؤيدون خيار الإقليم إلا أن الأجواء بالمراكز يسودها الوئام ولا توجد أية مشكلات خلال اليوم الأول)، لكنه أشار إلى عدم وصول أي مراقب لمراكز المدينة التي لا تبعد أكثر من (50) كيلومتراً من حاضرة الولاية نيالا، وأوضح أن المركز من المنتظر أن يستقبل (7800) ناخب، وتوقع أن يصوت هذا العدد قبل انتهاء الأيام الثلاثة من واقع الحماس والتدافع الكبير الذي يشهده المركز.
وفي حاضرة الولاية نيالا تباين إقبال الناخبين.. ففي بعض المراكز التي وقفت عليها (المجهر) لاحظت ضعف الإقبال خاصة في الساعات الأولى من بدء العملي،ة بينما شهدت بعض المراكز إقبالاً متوسطاً. وعزا بعض المراقبين ضعف الإقبال في بداية اليوم الأول إلى اعتماد المواطنين على توجيهات رئاسة الجمهورية بتسخير السيارات الحكومية لنقل الناخبين لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم. وأشار عدد من المواطنين بمركز رقم (9) “خديجة بنت خوليد” إلى أنهم لم يواجهوا صعوبة في الإجراءات الخاصة بعملية التصويت، في وقت شكا فيه آخرون من ارتفاع درجات حرارة الشمس في ساعات منتصف النهار، وقالوا إنها يمكن أن تضعف من إقبال الناخبين على المراكز.
وأشار رئيس مركز حي السلام غرب إلى أن عدد المسجلين فيه يبلغ (1999) ناخباً. فيما أوضحت الناشطة بحي السلام جنوب “أزهرية مجوك” أن المركز رقم (14) بدأت فيه عملية الاقتراع بصورة جيدة، وأشارت إلى أن المرأة ظلت تتحرك داخل الأحياء بوسائل الحركة لنقل النساء إلى المركز للتصويت، وأكدت توفر وسائل الحركة التي تنقل الناخبين إلى المراكز، إلا أنها قالت إن جاهزية المرأة في اليوم الأول (75%) لكنها ستكتمل إلى (100%) في اليوم الثاني والثالث للاقتراع.
{ تأمين كبير في المراكز
يذكر أن لجان الإسناد التي شكلتها حكومات المحليات لعبت دوراً كبيراً في تعبئة المجتمع ودفعه لمراكز التسجيل، مما خلق تنافساً محموماً بين المحليات لتحقيق أكبر نسبة تصوت بين نظيراتها.
في الإثناء، نشرت قوات الشرطة أكثر من “ألفي جندي” وأكثر من (140) ضابطاً لتأمين عملية الاقتراع. وقال مدير شرطة الولاية اللواء “أحمد عثمان محمد خير” إنه لا توجد أي مهددات أمنية تواجه عملية الاقتراع.
من جهته، أجرى رئيس المفوضية القومية للاستفتاء “عمر علي جماع” جولة واسعة على عدد من المراكز بحاضرة الولاية نيالا ومعسكري “دريج وعطاش”. وقال “جماع” إن المراكز التي وقف عليها شهدت تدافعاً كبيراً من قبل الناخبين، وقال إنه يتابع بداية الاقتراع باستمرار، وكل المراكز فتحت أبوابها في تمام الثامنة والنصف صباحاً.
{ مساعد الرئيس يقف على انطلاقة الاقتراع
قال مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود” إنه وقف على انطلاقة عملية الاقتراع بجنوب دارفور واطمأن على أنها بدأت بصورة جيدة، مشيراً إلى أنه وصل نيالا في إطار جولة على ولايات دارفور بمشاركة الأحزاب المشاركة في الحكومة للوقوف على ترتيبات الاستفتاء. ووصف “محمود” ما تم من ترتيبات خاصة بانطلاقة الاقتراع بالجيدة بكل الولايات، وتمكن كل ناخب من الإدلاء بصوته، وذكر أن تلك الترتيبات شاركت فيها كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وقال إن الخطوة التي تلي الاستفتاء الإداري لدارفور مباشرة تنفيذ قرار رئيس الجمهورية القاضي بجمع السلاح من أيدي المواطنين.
شرق دارفور.. بداية سهلة وانسياب في التصويت
وفي ولاية شرق دارفور أبان “عبد القادر السحيني” رئيس اللجنة العليا للاستفتاء بالولاية أن الترتيبات الأمنية والإدارية للتصويت تسير بشكل جيد، وأن جميع المراكز بها حضور من المراقبين المحليين والدوليين للمراقبة وفق اللوائح والضوابط المخولة لهم، لافتاً إلى أن الولاية بها (51) مركزاً شهدت جميعها إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين على عمليات التصويت منذ افتتاح المراكز صباح أمس (الاثنين).