(المجهر) تقف على سير العملية بعدد من مراكز الاقتراع وتستطلع المواطنين
احتجاجات محدودة من قبل طلاب جامعة الفاشر
إقبال متفاوت وهدوء تام في اليوم الأول للاستفتاء الإداري بولايات دارفور
الفاشر – محمد زكريا
بدأت، أمس، بولايات دارفور الخمس عملية الاقتراع للاستفتاء الإداري لمواطني الإقليم، للاختيار ما بين نظام الولايات الساري الآن أو العودة لنظام الإقليم الواحد، ووقف مراسلو الصحيفة في الولايات الخمس على سير العملية في يومها الأول بعدد من المراكز وأجروا استطلاعات وسط المواطنين، وينتظر أن تستمر عملية التصويت لثلاثة أيام تنتهي غداً (الأربعاء). وشهدت مراكز التصويت للاستفتاء الإداري بدارفور في مختلف محليات ولاية شمال دارفور إقبالاً متفاوتاً خلال الساعات الأولى من فتح صناديق الاقتراع وحتى ظهر أمس (الاثنين)، وأدلى والي شمال دارفور “عبد الواحد يوسف إبراهيم” بصوته في الاستفتاء بمركز الاقتراع رقم (15) بحي “أولاد الريف”، وقال في تصريحات صحافية إن عملية الاقتراع انطلقت بسلام في جميع محليات الولاية، مشيراً إلى أن حكومته قد قامت بتوجيه الأجهزة الرسمية كافة بنقل الناخبين إلى المراكز للإدلاء بأصواتهم ويقولوا كلمتهم حول الخيار الذي يريدونه.
وانطلقت عملية التصويت بالولاية، أمس، عبر (500) مركز و(680) لجنة إدارية بمختلف المحليات، حيث استمرت عملية التصويت بشكل طبيعي في أغلبية المراكز لكن سرعان ما شهدت جامعة الفاشر حركة احتجاجية محدودة من قبل بعض الطلاب المطالبين بمقاطعة الاستفتاء. وقال نائب رئيس مفوضية الاستفتاء الإداري لدارفور اللواء (معاش) “عبد العزيز السماني” إن عملية الاقتراع تسير بصورة طيبة، وأضاف إن مفوضيته قد تمكنت من توفير المعينات كافة لإنجاح الاستفتاء الإداري بدارفور، فيما أوضح رئيس اللجنة العليا للاستفتاء الإداري بشمال دارفور العميد (معاش) “فضل الله أحمد جمعة” أن عملية الاقتراع قد بدأت أمس بعدد (500) مركز و(680) لجنة بمختلف المحليات، مشيراً إلى أنها تسير بصورة جيدة، لافتاً إلى أن مركز حي “أولاد الريف” بالفاشر شهد إقبالاً كبيراً من قبل الناخبين، وتوقع أن تشهد كل المراكز إقبالاً من الناخبين خلال الساعات المقبلة، داعياً في الوقت نفسه المواطنين إلى ضرورة الإقبال على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، كاشفاً في هذا الشأن عن وصول عدد من المراقبين من الجامعة العربية والدول الأفريقية، بجانب المراقبين الوطنيين، إلى الولاية، وقال إن وجود المراقبين من شأنه التأكيد على سلامة وشفافية العملية الانتخابية. بينما قال ممثل منظمة الـ(سيسا) الأفريقية المشارك في المراقبة إن إقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الإداري لدارفور يؤكد رغبتهم في إحلال السلام والاستقرار في دارفور، مبيناً أن مشاركتهم في مراقبة عملية الاقتراع للاستفتاء الإداري تجيء في إطار تنفيذ وثيقة “الدوحة” للسلام في دارفور.
وكشف الأمين العام لتحالف منظمات المجتمع المدني “محمد أحمد جزو” إن التحالف قد شارك في مراقبة عملية الاقتراع للاستفتاء الإداري بشمال دارفور بعدد (500) مراقب، موضحاً أن تحالفه قد شارك من قبل في مراقبة انتخابات العام 2010م و2015م، حيث تطابقت تقاريره مع تقارير المراقبين الدوليين آنذاك، الأمر الذي يؤكد مدى شفافية ونزاهة عمله. فيما أوضح رئيس مركز حي “أولاد الريف” “محمد سليمان إبراهيم” إن مركزه شهد تدافعاً وإقبالاً كبيراً من قبل مواطني الحي، كما شهد وجود مراقبين دوليين ووطنيين، كاشفاً عن أن المواطنين الذين سجلوا أسماءهم للاستفتاء الإداري بلغ عددهم (1535) مواطناً.
{ جولة في معسكر أبو شوك وهدوء في الأوضاع الأمنية
وخلال الجولة التي قامت بها (المجهر) بمعسكر “أبو شوك” للنازحين شمال مدينة الفاشر لاحظت التفاوت في عمليات التصويت من مركز إلى آخر، وقال مدير المعسكر “إبراهيم الخليل شيخ الدين” في حديثه لـ(المجهر) إن أبواب المراكز فتحت للاقتراع منذ الساعة التاسعة صباحاً، وإن عملية الإقبال على التصويت بدأت في التزايد خلال ساعات النهار مقارنة بالساعات الأولى، مؤكداً استقرار الأوضاع الأمنية بمختلف مراكز الاقتراع داخل المعسكر البالغ عددها سبعة مراكز، فيما قال رئيس العمد بمعسكر “أبو شوك” للنازحين العمدة “أحمد أتيم ضو البيت” لـ(المجهر) أن هناك إقبال من قبل للنازحين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء، مشيراً إلى أن الإقبال يجيء على خلفية الشعور بالمسؤولية وأهمية تنفيذ بند الاستفتاء الوارد في وثيقة “الدوحة” للسلام.
{ شهود أجانب على العملية
من جهته قال القنصل الروسي بالسودان “أندريا تراي موف” إن دولته مشاركة في مراقبة الاستفتاء الإداري لدارفور وابتعثت عبر سفارتها بالخرطوم عدداً من المراقبين، مشيداً بالجهود المبذولة من الشركاء لتحقيق الأمن والاستقرار بدارفور. وصوت المواطنون في دارفور، أمس، للاستفتاء الإداري على بطاقة واحدة رسم فيها شكلان، الأول لـ(خمس قطيات) وتعني خيار الولايات والثاني لـ(قطية واحدة) وتعني خيار الإقليم، حيث جابت معظم أحياء المدن سيارات علقت عليها مكبرات الصوت تحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.